لم يحظ النجاح الملحوظ الذي حققته كمبوديا في توزيع اللقاحات المضادة لكوفيد-19 على الشهرة التي يستحقها، على الرغم من تفوق البلاد على معظم جيرانها في جنوب شرق آسيا، بل والعديد من أغنى دول العالم أيضًا.
وذكرت دورية (ذا دبلومات) المتخصصة في الشئون الآسيوية أنه حتى السادس من سبتمبر الحالي، تلقى ما يزيد قليلاً عن ثلثي سكان البلاد جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، بينما تم تطعيم 53 بالمئة بشكل كامل، فيما يعتبر أعلى معدل تطعيم في جنوب شرق آسيا، خارج سنغافورة الغنية، التي لقحت الآن أكثر من ثلاثة أرباع سكانها بالكامل.
كما تبرز كمبوديا بشكل لافت للنظر بجانب جيرانها الأكثر ثراءً، بما فيهم ماليزيا، التي طعمت 49 في المئة من سكانها بالكامل، وبروناي، التي طعمت 25 في المئة من سكانها، وتايلاند التي طعمت 11 في المئة من مواطنيها، وفيتنام التي طعمت 3.4 في المئة من سكانها.
وعلى الرغم من الاعتقاد بأن مستويات التطعيم في جنوب شرق آسيا تتماشى مع مستويات التنمية الاقتصادية، إلا أن أن كمبوديا تعتبر هي الاستثناء، حيث أن الدولة لديها ثاني أدنى نصيب للفرد من الناتج المحلي الإجمالي في رابطة دول جنوب شرق آسيا المعروف اختصارا باسم آسيان.
ومن المؤكد أن استجابة الدولة الأوسع لكوفيد شهدت بعض الآثار الجانبية السلبية، إلا أنها لم تؤثر بشكل مباشر على توزيع اللقاحات في البلاد، وهو مقياس تمكنت من خلاله من التفوق ليس فقط على نظيراتها في جنوب شرق آسيا، ولكن أيضًا على العديد من أغنى دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وفي الشهر الماضي، نشرت شركة (ميكونج ستراتيجيك بارتنرز) للاستثمار والاستشارات، ومقرها عاصمة كمبوديا بنوم بنه، تقريرًا يزعم أن البلاد "على الطريق الصحيح لإكمال برنامجها قبل حوالي ثمانية أشهر من الموعد المحدد".
وذكر التقرير أنه بالمعدلات الحالية، ستصل البلاد إلى معدل تطعيم كامل بنسبة 70 في المئة في 21 سبتمبر الجاري، وفي الوقت نفسه، تُصنف بنوم بنه كواحدة من أكثر العواصم تطعيمًا في العالم، حيث تم تلقيح حوالي 99 بالمئة من سكانها البالغين.
ووفقًا للتقرير، فإن هذا يضع البلاد في وضع جيد لإنهاء عمليات الإغلاق وإعادة تنشيط اقتصادها المتعثر في وقت أقرب من العديد من الدول الأخرى.
ولكن، هناك بعض التفسيرات وراء نجاح حملة توزيع اللقاح في كمبوديا، حيث أنه من الواضح أن احتواء البلد الجغرافي وعدد سكانه الصغير نسبيًا البالغ 16.5 مليون نسمة قد ساعدا في ذلك.
غير أن تقرير شركة الإستثمار ينسب الفضل أيضًا إلى "خطة التوزيع الواضحة والبسيطة التي وضعتها الحكومة على أساس الموقع بدلاً من الفئات العمرية الأكثر تعقيدًا"، إلى جانب توفيرها اللقاحات لقطاعات كبيرة من المجتمع، بما يشمل أفراد القوات المسلحة وموظفو الخدمة المدنية. كما ساعدت جهود الحكومة أيضًا في انخفاض مستويات تردد اللقاحات مقارنة بالعديد من الدول الأخرى.
ومن الأهمية بمكان أيضًا شراء كمبوديا الفعال كميات كافية من اللقاحات لتغطية سكانها، إذ حاولت البلاد الحصول لبلاد على اللقاحات "بأي وسيلة ممكنة"، سواء عن طريق التبرعات عبر مبادرة كوفاكس العالمية، فضلاً عن التبرعات الثنائية والمشتريات المباشرة من عدد من البلدان