انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع مصور، لطبيب وهو يعذب ممرضا يعمل معه، وأوضح المقطع المصور أن الطبيب يعذب الممرض بسبب سخريته من الكلب الخاص به، ويظهر الطبيب في الفيديو وهو يعتدي على الممرض بالضرب وسط تواجد عدد من الأطباء داخل إحدى الغرف المغلقة.
وقد أثار المقطع المصور حالة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي جعل الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي، بتوجيه الدكتور محمود المتيني، لتحويل الواقعة إلى التحقيق.
أحداث الواقعة
يظهر طبيب يدعى "عمرو"، حسب ما ظهر في المقطع المصور وهو يعذب ممرض يعمل معه، وكان ذلك بسبب سخريته من الكلب الخاص بالطبيب، ويوضع المقطع اعتداء الطبيب بمساعدة مجموعة من الأطباء كانوا معه في الغرفة، بضرب الممرض.
وتوضح اللقطات أن الممرض يبدو عليه كبر السن، حيث يمكن أن بكون في عقد الخامس من العمر تقريبًا، وكان حريص الطبيب على تصوير تلك اللقطات، وسط سخرية الأطباء، وطلب المرض من الطبيب، السجود لكلبه الذى سخر منه، ليرفض الممرض السجود ويتعرض للاعتداء بالضرب.
وأجبر الطبيب، الممرض على القفز للأعلى بالرغم من كبر سنه، والاعتداء عليه بالعصا، وسط تدخل بعض الأطباء الذين أجبروا الممرض على الرقص، بينما يوجه الطبيب الذي يدعي "عمرو" حديثه للممرض، قائلاً: "بتتريق على كلبى ليه؟، ليه عاوز تسرب كلبى علشان يعيش وسط الأوساخ، قلت إيه للدكتور معتز عن كلبى؟، دا كلبى دا ابن بشوات؟، حسب ما ظهر في المقطع المصور.
وكانت تلك الأحداث في مقطع مصور بلغت مدته قرابة الدقيقتين، حيث شملت استنجاد الممرض بالطبيب، إلا أن ذلك عاد عليه بالسخرية، من قبل الأطباء والممرضين المتواجدين بالغرفة.
الوقعة ليست داخل مستشفيات الجامعة
أكد الدكتور محمود المتيني، رئيس جامعة عين شمس، بشأن الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي والمتعلق بإهانة أحد الأساتذة بالجامعة لأحد الممرضين أن الواقعة لم تحدث داخل مستشفيات الجامعة.
وأضاف "المتيني" في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال» أن الواقعة المؤسفة حدثت داخل أحد المستشفيات الخاصة بمصر الجديدة، مشيرا إلى أنه تم وقف وتحويل الطبيب المعني لتحقيق عاجل.
وأكد رئيس جامعة عين شمس، تطبيق كافة مواثيق الشرف المهني، وفقاً للمعايير الإنسانية العامة والأعراف الجامعية.
يمكن حبس الطبيب لمدة 3 سنوات
قال الدكتور سمير صبري، المحامي بالنقض الدستورية والإدارية العليا، إن واقعة مطالبة الطبيب لممرض للسجود لكلب، بسبب إهانة الممرض للكلب، تعد سخرية ولا يجوز تعذيب مواطن دون وجه حق.
وتابع الدكتور سمير صبري، في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، إنه بجانب السخرية، يوجد واقعة سب وقذف، مشيرًا إلى أن مثل تلك الجرائم يمكن أن يتم الحكم على الطبيب بالحبس لمدة ثلاث سنوات على الأقل.
وأضاف الدكتور سمير صبري، أنه بجانب الحكم عليه بتلك المدة سيتم فصله من النقابة، ومن مكان عمله، طالما تم تعرضه لجزاء.
وأكد أن المواطن الواقع عليه الضرر له الحق في اللجوء إلى النيابة العامة، من أجل حذف الفيديو من مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أنه يجب في البداية أخذ نسخة من مقطع الفيديو لأخذ بها إجراء مثل هذا.
الواقعة مجرد هزار
قال الدكتور عمرو خيرى رئيس قسم العظام بجامعه عين شمس، إنه تعرض للابتزاز من قبل مجموعة من الهاكرز من أزربيجان، منذ أكثر من شهرين، بعد أن تعرض لسرقة حساب الواتس آب الخاص به، حيث بدئوا في ابتزازه لتقاضي مبلغ من المال.
وخلال تصريحات الطبيب، أنهم استولوا على كل محتويات هاتفه من صور وفيديوهات، وكان من بينهم كذلك صور لأشخاص من أفراد عائلته لمساومته عليها، مشيرًا إلى أنه يحتفظ بوثائق تؤكد ذلك، لكنه لم يقم بتحرير محضر بالأجهزة المعنية بسرقة حسابه الشخصي ولكنه قام بالاتصال بإدارة التطبيق لاستعادة حسابه وتم ذلك من أسبوع فقط.
وأوضح الطبيب أن المقطع المصور، مفبرك خاصة الجزء الأخير، وذلك لكي يتم مساومته على المال، موضحًا أن حقيقة الواقعة أنها حدثت من ثلاث سنوات داخل أحد غرف الأطباء بأحد المستشفيات الخاصة، وكان عباره عن حاله من الهزار والمزاج بين مجموعه من الأصدقاء الذين تجمعهم علاقة منذ أكثر من 30 سنة والشخص الذى يتواجد بالفيديو هو مساعد التمريض.
وأكد على أن الجزء الخاص بالكلب مفبرك في الجزء الأخير منه، موضحًا أنه لا يوجد شخص يدخل كلب إلى مستشفى، مشيرًا إلى أنه بدأ في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد من نشر الفيديو بتهمه التشهير والمساومة.
الممرض يكذب الطبيب
أوضح عادل سالم، الممرض، الذي تعرض للاعتداء، أن الواقعة حدثت منذ ما يقرب من الـ6 شهور، مشيرًا إلى أنه تفاجئ بالمقطع المصور، وكذا أهل منطقته، الأمر الذي جعله يتأثر به، وكذا تأثر أولاده، وزوجته، حيث أنهم من بلد كل مواطنيها على معرفة ببعض.
وأكد الممرض خلال تصريحات سابقة له، بأنه لم يكن له خيار سوى أن يساير ذلك الموقف الذي وضع فيه، من أجل أن يحافظ على وظيفته في المستشفى.
وتابع أنه فوجئ بالمقطع على شاشة التلفزيون، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي، ومن صدمته أغلق الباب على نفسه، ولم يتمكن من الحديث مع احد، وأشار إلى أنه فوض المحامين من أهل منطقته من أجل جلب حقه، لأنهم الأقرب إليه.