الإثنين 20 يناير 2025

مقالات

الوعى‭ ‬الحقيقى.. ‬وحقوق‭ ‬الإنسان


  • 11-9-2021 | 20:44

عبد الرازق توفيق

طباعة
  • عبد الرازق توفيق

إطلاق‭ ‬أول‭ ‬إستراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬مصرية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬العاصمة‭ ‬الإدارية‭ ‬الجديدة‭ ‬حدث‭ ‬تاريخى‭ ‬وعبقري،‭ ‬يحمل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الرسائل‭ ‬المهمة،‭ ‬ويصلح‭ ‬عنواناً‭ ‬مبدعاً‭ ‬لـ«الجمهورية‭ ‬الجديدة‮»‬‭.. ‬فـ«مصرــ‭ ‬السيسي‮»‬‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬7‭ ‬سنوات‭ ‬طريق‭ ‬الارتقاء‭ ‬بحقوق‭ ‬المواطن.. ‬وكان‭ ‬ومازال‭ ‬جُل‭ ‬أهدافها‭ ‬هو‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬المصري‭.. ‬بالمعنى‭ ‬والمفهوم‭ ‬الشامل‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭.. ‬فالحرية‭ ‬والكرامة‭ ‬وحق‭ ‬الحياة‭ ‬والحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬وحقوق‭ ‬المرأة‭ ‬والطفل‭ ‬والشباب‭ ‬تشهد‭ ‬اهتماماً‭ ‬مصرياً‭ ‬فريداً‭.‬

عظمة‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬المصرية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬تكمن‭ ‬فى‭ ‬أنها‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬إرادة‭ ‬ذاتية‭ ‬وقناعة‭ ‬وإيمان‭ ‬كامل،‭ ‬وترتكز‭ ‬على‭ ‬منظومة‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬المصرية،‭ ‬وبما‭ ‬لا‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬أمن‭ ‬وسلامة‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭.‬ التعدد‭ ‬والتنوع‭ ‬والاختلاف‭ ‬سُنَّة‭ ‬كونية‭.. ‬والاختيار‭ ‬حق‭ ‬أصيل‭ ‬للإنسان‭.. ‬فالاحترام‭ ‬لمن‭ ‬يعتقد‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬يعتقد‭ ‬واجب‭.. ‬فالبشر‭ ‬ليسوا‭ ‬أوصياء‭ ‬على‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض،‭ ‬والمولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬هو‭ ‬مَن‭ ‬يحاسب‭ ‬الجميع‭.. ‬والتسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬والحوار‭ ‬من‭ ‬أسرار‭ ‬السعادة‭ ‬والاستقرار،‭ ‬والتحريض‭ ‬والتطرف‭ ‬والتشدد‭ ‬لا‭ ‬يجلب‭ ‬إلا‭ ‬الخراب‭ ‬والدمار‭.. ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬لحظة‭ ‬تاريخية‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬إطلاق‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭.. ‬أو‭ ‬الرسائل‭ ‬الرئاسية‭ ‬التى‭ ‬انطلقت‭ ‬من‭ ‬قلب‭ ‬‮«‬العاصمة‭ ‬الإدارية»‬‭ ‬أيقونة‭ ‬الجمهورية‭ ‬الجديدة‭.‬

قضايا‭ ‬كثيرة‭ ‬طرحها‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬أمس‭ ‬خلال‭ ‬إطلاق‭ ‬أول‭ ‬إستراتيجية‭ ‬مصرية‭ ‬وطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭.. ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬تحتاج‭ ‬لعشرات‭ ‬المقالات‭ ‬والتحقيقات‭ ‬الصحفية‭ ‬والملفات،‭ ‬وأن‭ ‬يتناولها‭ ‬الإعلام‭ ‬بعمق‭ ‬وتحليل‭ ‬وحضور‭ .. ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬بناء‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقي‭.‬

الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬الأفكار‭ ‬تتزاحم‭ ‬فى‭ ‬عقلى‭ ‬ووجدت‭ ‬صعوبة‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬أبدأ‭.. ‬وأى‭ ‬قضية‭ ‬هى‭ ‬الأهم؟‭!.. ‬فما‭ ‬قاله‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬يمثل‭ ‬جُل‭ ‬تحدياتنا‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عقود‭ ‬طويلة‭.  ‬وما‭ ‬عانته‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬من‭ ‬مصاعب‭ ‬وتحديات‭.. ‬وما‭ ‬تحتاجه‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬وجهود‭ ‬وميزانيات،‭ ‬حتى‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬ذروة‭ ‬الطموح‭ ‬وما‭ ‬نريد‭ ‬تحقيقه‭ ‬لهذا‭ ‬البلد‭.‬


الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬عودنا‭ ‬دائماً‭ ‬على‭ ‬المصارحة،‭ ‬وتناول‭ ‬الموضوعات‭ ‬بعمق‭ ‬ووضع‭ ‬أسباب‭ ‬المشكلات‭ ‬والأزمات‭ ‬التى‭ ‬عانينا‭ ‬منها‭ ‬كثيراً،‭ ‬وأيضاً‭ ‬طرح‭ ‬الحلول‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬صعبة‭.. ‬فالرئيس‭ ‬وضع‭ ‬يده‭ ‬على‭ ‬أسباب‭ ‬الأزمات‭ ‬والمشاكل‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬تشخيص‭ ‬وتأصيل‭ ‬حقيقي‭.. ‬ولديه‭ ‬القدرة‭ ‬والرؤية‭ ‬على‭ ‬الحل،‭ ‬لكن‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬وعى‭ ‬حقيقى‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تعنيه‭ ‬الكلمة‭ ‬من‭ ‬معني‭.. ‬وهذا‭ ‬الوعى‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬قاعدة‭ ‬شعبية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إصلاح‭ ‬حقيقي،‭ ‬يسبقه‭ ‬حالة‭ ‬عميقة‭ ‬من‭ ‬الفهم‭ ‬للتحديات‭ ‬ومتطلبات‭ ‬العبور‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭.. ‬فالرئيس‭ ‬يعتبر‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬ليس‭ ‬كافياً،‭ ‬وهو‭ ‬خطوة‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬خطوة‭ ‬نحتاجها‭.. ‬فمصر‭ - ‬كما‭ ‬قال‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ - ‬فى‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬سنوياً‭ ‬لتحقيق‭ ‬أعلى‭ ‬المعايير‭ ‬فى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬والخدمات‭ ‬مثل‭ ‬الصحة‭ ‬والتعليم‭.‬ إطلاق‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬المصرية‭ ‬الوطنية‭ ‬الأولى‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬هو‭ ‬لحظة‭ ‬تاريخية‭.. ‬وإطلاقها‭ ‬من‭ ‬العاصمة‭ ‬الإدارية‭ ‬الجديدة‭ ‬الذى‭ ‬يعد‭ ‬الانتقال‭ ‬لها‭ ‬هو‭ ‬الإعلان‭ ‬للجمهورية‭ ‬الجديدة،‭ ‬يبعث‭ ‬برسائل‭ ‬مهمة‭ ‬للغاية،‭ ‬أن‭ ‬حقوق‭ ‬وبناء‭ ‬الإنسان‭ ‬أحد‭ ‬المكونات‭ ‬الرئيسية‭ ‬للجمهورية‭ ‬الجديدة،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬المصرى‭ ‬هو‭ ‬بطل‭ ‬وصاحب‭ ‬الإنجاز‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬إعلان‭ ‬الجمهورية‭ ‬الجديدة‭.‬ الحقيقة‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬واقع‭ ‬جديد‭ ‬تعيشه‭ ‬مصر‭ ‬بشكل‭ ‬حقيقي‭.. ‬بدأ‭ ‬الإعداد‭ ‬له‭ ‬منذ‭ ‬7‭ ‬سنوات‭ ‬بخطوات‭ ‬واضحة‭ ‬وملموسة‭.. ‬ومشروعات‭ ‬حقيقية‭ ‬غيرت‭ ‬وجه‭ ‬الحياة‭ ‬فى‭ ‬مصر‭.. ‬وأيضاً‭ ‬غيرت‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬الإنسان‭ ‬المصرى‭ ‬نحو‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬المنشودة‭.‬
مصر‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الدول‭ ‬التى‭ ‬ساهمت‭ ‬فى‭ ‬صياغة‭ ‬الإعلان‭ ‬العالمى‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬عام‭ ‬1948‭ ‬ولم‭ ‬تتوقف‭ ‬مساهمتها‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ‭.. ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬إيماناً‭ ‬عميقاً‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬العهد‭ ‬واقتناعاً‭ ‬وطنياً‭ ‬ذاتياً‭ ‬بأهمية‭ ‬اعتماد‭ ‬مقاربة‭ ‬شاملة‭ ‬وجدية‭ ‬لتعزيز‭ ‬وحماية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والحريات‭ ‬الأساسية‭ ‬وبدأت‭ ‬تترسخ‭ ‬بالفعل‭ ‬مفاهيم‭ ‬جديدة‭ ‬بالمعنى‭ ‬الشامل‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭.. ‬ومن‭ ‬يقرأ‭ ‬دفتر‭ ‬أحوال‭ ‬ملحمة‭ ‬البناء‭ ‬المصرية‭ ‬يجد‭ ‬أن‭ ‬جُل‭ ‬هذه‭ ‬الملحمة‭ ‬يستهدف‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬المصري‭.‬
إن‭ ‬إطلاق‭ ‬أول‭ ‬استراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬مصرية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭.. ‬هو‭ ‬حدث‭ ‬تاريخى‭ ‬يتوافق‭ ‬ويتواكب‭ ‬مع‭ ‬أعظم‭ ‬ملحمة‭ ‬تنموية‭ ‬لبناء‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭.. ‬فالاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬لم‭ ‬تترك‭ ‬محوراً‭ ‬إلا‭ ‬شملته‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬والسياسية،‭ ‬ثم‭ ‬الحقوق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬والمحور‭ ‬الثالث‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬للمرأة‭ ‬والطفل‭ ‬والأشخاص‭ ‬ذوى‭ ‬الإعاقة‭ ‬والشباب‭ ‬وكبار‭ ‬السن‭ ‬والمحور‭ ‬الرابع‭ ‬هو‭ ‬التثقيف‭ ‬وبناء‭ ‬القدرات‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وترتكز‭ ‬على‭ ‬3‭ ‬مسارات‭ ‬متوازية‭ ‬ومتكاملة‭ ‬سواء‭ ‬مسار‭ ‬التطوير‭ ‬التشريعى‭ ‬والتطوير‭ ‬المؤسسى‭ ‬ومسار‭ ‬ثالث‭ ‬هو‭ ‬التثقيف‭ ‬وبناء‭ ‬القدرات‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.‬ الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬هى‭ ‬إيمان‭ ‬حقيقى‭ ‬وقناعة‭ ‬تامة‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬بحقوق‭ ‬وبناء‭ ‬الإنسان‭ ‬المصرى‭ ‬ومن‭ ‬قناعات‭ ‬داخلية‭ ‬وذاتية‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬النهوض‭ ‬بكافة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والحريات‭ ‬الأساسية‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬بوجه‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعزيز‭ ‬احترام‭ ‬وحماية‭ ‬كافة‭ ‬الحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬المتضمنة‭ ‬فى‭ ‬الدستور‭ ‬والتشريعات‭ ‬الوطنية‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية‭ ‬المنضمة‭ ‬إليها‭ ‬مصر‭ ‬تحقيقاً‭ ‬للمساواة‭ ‬وتكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬دون‭ ‬تمييز،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التحديات‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬ثقافة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وتعزيز‭ ‬المشاركة‭ ‬فى‭ ‬الشأن‭ ‬العام،‭ ‬والتغلب‭ ‬على‭ ‬الصعوبات‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المستهدفة‭ ‬ومكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتحدى‭ ‬الخاص‭ ‬بالاضطرابات‭ ‬الإقليمية‭ ‬التى‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬التمتع‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭.‬ من‭ ‬أعظم‭ ‬وأروع‭ ‬ما‭ ‬فى‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬المصرية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬أنها‭ ‬انطلقت‭ ‬من‭ ‬إرادة‭ ‬مصرية‭ ‬محضة‭.. ‬وقناعات‭ ‬وإيمان‭ ‬راسخ‭.. ‬وتتوفر‭ ‬أيضاً‭ ‬لها‭ ‬الإرادة‭ ‬فى‭ ‬التنفيذ‭ ‬الشامل‭ ‬والكامل‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬وتهيئة‭ ‬الظروف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أطر‭ ‬تشريعية‭ ‬ومؤسسية‭ ‬وثقافية‭ ‬بما‭ ‬يتواكب‭ ‬مع‭ ‬الجمهورية‭ ‬الجديدة‭ ‬ومبادئها‭ ‬وأيضاً‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬أكبر‭ ‬ملحمة‭ ‬تنموية‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر‭.‬
من‭ ‬أعظم‭ ‬مرتكزات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬المصرية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬أنها‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬منظومة‭ ‬القيم‭ ‬والثوابت‭ ‬والمبادى‭ ‬المصرية،‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يتنافى‭ ‬أو‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬هوية‭ ‬المجتمع‭ ‬وخصوصيته‭ ‬وثقافته‭.. ‬فما‭ ‬يصلح‭ ‬فى‭ ‬مجتمع‭ ‬غربي،‭ ‬ربما‭ ‬لا‭ ‬يصلح‭ ‬فى‭ ‬مصر‭.. ‬فمنظومة‭ ‬القيم‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬تختلف‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬إلى‭ ‬أخري‭.. ‬لذلك‭ ‬جاءت‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬ملبية‭ ‬لخصوصية‭ ‬المجتمع‭ ‬المصري،‭ ‬ومتواكبة‭ ‬مع‭ ‬الأطر‭ ‬الدولية‭ ‬والمواثيق‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬الدولية‭ ‬أيضاً‭.‬
الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬المصرية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬استندت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬متأصلة‭ ‬فى‭ ‬الكرامة‭ ‬الإنسانية‭ ‬وهى‭ ‬عالمية‭ ‬ومترابطة‭ ‬ومتشابكة‭ ‬وغير‭ ‬قابلة‭ ‬للتجزئة‭ ‬ويعزز‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬الآخر،‭ ‬ثم‭ ‬عدم‭ ‬التمييز‭ ‬وكفالة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬من‭ ‬المساواة‭ ‬وتكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬واحترام‭ ‬مبدأ‭ ‬المواطنة‭ ‬وسيادة‭ ‬القانون‭ ‬أساس‭ ‬الحكم‭ ‬فى‭ ‬الدولة‭ ‬واستقلال‭ ‬القضاء‭ ‬وحصانته،‭ ‬وحياديته،‭ ‬ضمانات‭ ‬أساسية‭ ‬لحماية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والحريات‭ ‬الأساسية‭.. ‬وتعزيز‭ ‬الحكم‭ ‬الرشيد،‭ ‬ومكافحة‭ ‬الفساد‭ ‬وإرساء‭ ‬قيم‭ ‬النزاهة‭ ‬والشفافية‭ ‬لضمان‭ ‬التمتع‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والحريات‭ ‬الأساسية،‭ ‬وضرورة‭ ‬وفاء‭ ‬كافة‭ ‬الأفراد‭ ‬فى‭ ‬المجتمع‭ ‬بواجباتهم‭ ‬ومسئولياتهم‭ ‬تجاه‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬الآخرين‭ ‬وحرياتهم‭ ‬الأساسية‭.‬ الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬أيضاً‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬إطلاقه‭ ‬استراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬يُعد‭ ‬نقطة‭ ‬مضيئة‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر‭.. ‬وأن‭ ‬مصر‭ ‬ترحب‭ ‬دائماً‭ ‬بتعدد‭ ‬الآراء‭ ‬واختلافها‭ ‬مادامت‭ ‬تراعى‭ ‬حريات‭ ‬الآخرين،‭ ‬وتسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬واقع‭ ‬أفضل،‭ ‬وأن‭ ‬الدولة‭ ‬تبذل‭ ‬جهوداً‭ ‬كبيرة‭ ‬للتأكيد‭ ‬على‭ ‬قيم‭ ‬المواطنة‭ ‬والتسامح‭ ‬والحوار،‭ ‬ومكافحة‭ ‬التحريض‭ ‬على‭ ‬العنف‭ ‬والتمييز‭.‬ الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬شهد‭ ‬اهتماماً‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بمفهومها‭ ‬الشامل،‭ ‬فما‭ ‬يجرى‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬ملحمة‭ ‬بناء‭ ‬وخدمات‭ ‬يستهدف‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان،‭ ‬وتوفير‭ ‬حقوقه‭ ‬الأساسية‭ ‬وتخفيف‭ ‬معاناته‭.. ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬ساهمت‭ ‬المبادرات‭ ‬الرئاسية‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الصحة‭ ‬فى‭ ‬إحداث‭ ‬نقلة‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الخدمة‭ ‬الجوهرية،‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬‮«‬فيروس‭ ‬سى‮»‬‭ ‬وقوائم‭ ‬الانتظار‭ ‬أو‭ ‬مبادرة‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬صحة‭ ‬ومبادرة‭ ‬نور‭ ‬حياة‭ ‬والمبادرات‭ ‬الأخرى‭ ‬التى‭ ‬استهدفت‭ ‬كافة‭ ‬الفئات‭ ‬ثم‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬العشوائيات‭ ‬والمناطق‭ ‬الخطرة‭ ‬وغير‭ ‬الآمنة،‭ ‬وتوفير‭ ‬السكن‭ ‬الكريم‭ ‬للمواطن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المشروع‭ ‬العملاق‭ ‬الإسكان‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وما‭ ‬وفره‭ ‬من‭ ‬قرابة‭ ‬800‭ ‬ألف‭ ‬وحدة‭ ‬سكنية‭.. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مبادرات‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬مثل‭ ‬برنامج‭ ‬تكافل‭ ‬وكرامة،‭ ‬الذى‭ ‬يستهدف‭ ‬3‭.‬9‭ ‬مليون‭ ‬أسرة‭ ‬مصرية‭.. ‬والدعم‭ ‬التموينى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بطاقات‭ ‬التموين،‭ ‬حيث‭ ‬وصل‭ ‬نصيب‭ ‬الفرد‭ ‬فى‭ ‬الأسرة‭ ‬الواحدة‭ ‬التى‭ ‬يصل‭ ‬عددها‭ ‬أحياناً‭ ‬إلى‭ ‬تسعة‭ ‬أشخاص‭ ‬إلى‭ ‬50‭ ‬جنيهاً‭ ‬للفرد‭ ‬سلعا‭ ‬واحتياجات‭ ‬أساسية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬رغيف‭ ‬الخبز،‭ ‬وجهود‭ ‬تطوير‭ ‬التعليم،‭ ‬وغيرها‭.. ‬والمشروعات‭ ‬القومية‭ ‬العملاقة‭ ‬التى‭ ‬تستوعب‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬للشباب‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬الريف‭ ‬المصرى‭ ‬الذى‭ ‬يستهدف‭ ‬58٪‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬مصر،‭ ‬الذى‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬وتطوير‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬من‭ ‬توفير‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬النقية،‭ ‬والصرف‭ ‬الصحي،‭ ‬ودعم‭ ‬المشروعات‭ ‬الصغيرة‭ ‬ومتناهية‭ ‬الصغر‭ ‬لمكافحة‭ ‬البطالة‭ ‬والفقر،‭ ‬وتبطين‭ ‬الترع‭ ‬والاهتمام‭ ‬بالفلاح‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مجمع‭ ‬مراكز‭ ‬للخدمات‭ ‬الزراعية،‭ ‬وأيضاً‭ ‬مجمعات‭ ‬الخدمات‭ ‬الحكومية‭ ‬لتخفيف‭ ‬المعاناة‭ ‬عن‭ ‬المواطن،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالصحة‭ ‬والتعليم،‭ ‬والتصدى‭ ‬لموضوع‭ ‬العلاج‭ ‬التمييزى‭ ‬وقد‭ ‬ضرب‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬مثلاً‭ ‬بالفتاة‭ ‬التى‭ ‬تعرضت‭ ‬للدهس‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬سيارة‭ ‬نقل‭ ‬فى‭ ‬أسيوط‭.. ‬ولم‭ ‬تجد‭ ‬العلاج‭ ‬المناسب،‭ ‬وتم‭ ‬نقلها‭ ‬لتلقى‭ ‬العلاج‭ ‬اللازم‭ ‬فى‭ ‬القاهرة‭.‬
مشروع‭ ‬تطوير‭ ‬الريف‭ ‬المصرى‭ ‬هو‭ ‬نقلة‭ ‬عظيمة‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬النهوض‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بمنظور‭ ‬ومفهوم‭ ‬شامل‭.. ‬فالمشروع‭ ‬يرتقى‭ ‬بكافة‭ ‬الخدمات‭ ‬التى‭ ‬يحتاجها‭ ‬المواطن،‭ ‬بحيث‭ ‬توجد‭ ‬عدالة‭ ‬بين‭ ‬المواطن‭ ‬الذى‭ ‬يعيش‭ ‬فى‭ ‬المدن‭ ‬والعواصم،‭ ‬والمواطن‭ ‬الذى‭ ‬يعيش‭ ‬فى‭ ‬الريف‭ ‬والقري‭.‬
ما‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أقوله‭ ‬إن‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬المصرية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬هى‭ ‬تعبير‭ ‬وتجسيد‭ ‬لما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬خلال‭ ‬سنوات‭.. ‬فالاستراتيجية‭ ‬لم‭ ‬تترك‭ ‬أمراً‭ ‬أو‭ ‬محوراً‭ ‬إلا‭ ‬وتضمنته‭.. ‬وجاءت‭ ‬أيضاً‭ ‬اتساقاً‭ ‬واستكمالاً‭ ‬لما‭ ‬يجرى‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬7‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬المصرى‭ ‬وتوفير‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭.. ‬وتضع‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬إطاراً‭ ‬شاملاً‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬المصري‭.‬ من‭ ‬أهم‭ ‬النقاط‭ ‬التى‭ ‬يركز‭ ‬عليها‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬أحاديثه‭ ‬ومداخلاته،‭ ‬وهى‭ ‬بالفعل‭ ‬عصب‭ ‬حماية‭ ‬الأوطان،‭ ‬وبناء‭ ‬الدول‭.. ‬وهى‭ ‬قضية‭ ‬بناء‭ ‬الوعي،‭ ‬فربما‭ ‬البعض‭ ‬منا‭ ‬لا‭ ‬يفهم‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمور‭ ‬أو‭ ‬أسباب‭ ‬الظواهر‭ ‬والمعاناة‭ ‬التى‭ ‬يعيشها‭.. ‬وطرح‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬المهمة‭ ‬أبرزها‭ ‬حالة‭ ‬الانفصام‭ ‬بين‭ ‬واقع‭ ‬النخبة‭ ‬والصورة‭ ‬لديها‭.. ‬وواقع‭ ‬الناس‭ ‬والصورة‭ ‬لديهم‭.. ‬وأيضاً‭ ‬وجود‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬90‭ ‬عاماً‭ ‬فى‭ ‬المجتمع‭ ‬المصري،‭ ‬تنخر‭ ‬فى‭ ‬عقل‭ ‬الإنسان‭ ‬المصري،‭ ‬وأشاعت‭ ‬ثقافة‭ ‬التشكيك‭ ‬والزيف،‭ ‬لكن‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬واجهته‭ ‬بأكبر‭ ‬عملية‭ ‬تنمية‭.‬ أكد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬أيضاً‭ ‬أهمية‭ ‬قيام‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬والدينية‭ ‬والإعلام‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬الوعي‭.. ‬وطرح‭ ‬مثالاً‭ ‬لطفل‭ ‬مصرى‭ ‬فى‭ ‬المرحلة‭ ‬الإعدادية‭ ‬فكر‭ ‬فى‭ ‬الهرب‭ ‬إلى‭ ‬إيطاليا‭ ‬وطلب‭ ‬من‭ ‬والده‭ ‬25‭ ‬ألف‭ ‬جنيه‭ ‬لترتيب‭ ‬أغراض‭ ‬سفره‭.. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬بواجبها‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقى‭ ‬وتشكيل‭ ‬الرأى‭ ‬العام‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يسقط‭ ‬أطفالنا‭ ‬فى‭ ‬آتون‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭.‬
الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬لديه‭ ‬طموح‭ ‬كبير‭ ‬للمصريين‭ ‬ويريد‭ ‬أن‭ ‬يجعلهم‭ ‬فى‭ ‬غاية‭ ‬الرضا‭ ‬والسعادة،‭ ‬وتوفير‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬لهم‭.. ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬عقبات‭ ‬وتحديات‭ ‬أبرزها‭ ‬غياب‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقى‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬الأزمات‭ ‬وعدم‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬ذروة‭ ‬الطموح‭ ‬جاء‭ ‬نتيجة‭ ‬غياب‭ ‬الوعى‭ ‬وعدم‭ ‬الجرأة‭ ‬والشجاعة‭ ‬فى‭ ‬القرار،‭ ‬وفقدان‭ ‬تقديرات‭ ‬الموقف‭ ‬الصحيحة‭.. ‬فنحن‭ ‬فى‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقى‭ ‬لدى‭ ‬الناس‭ ‬لإدراك‭ ‬خطورة‭ ‬قضية‭ ‬النمو‭ ‬والزيادة‭ ‬السكانية‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وموارد‭ ‬الدولة،‭ ‬وأيضاً‭ ‬خطورتها‭ ‬على‭ ‬التقدم‭ ‬والتنمية‭ ‬والأهداف‭ ‬المنشودة‭ ‬فى‭ ‬توفير‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭.‬
هنـــاك‭ ‬نقطـــة‭ ‬فى‭ ‬غــــاية‭ ‬الأهميــــة‭ ‬تحــدث‭ ‬عنها‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬هى‭ ‬قضية‭ ‬الاختيار،‭ ‬فلابد‭ ‬أن‭ ‬نحترم‭ ‬من‭ ‬يعتقد‭ ‬ومَن‭ ‬لا‭ ‬يعتقد‭.. ‬ونحترم‭ ‬اختيار‭ ‬من‭ ‬يعتقد،‭ ‬فلا‭ ‬ضير‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬الكنيسة‭ ‬أو‭ ‬المعبد‭ ‬اليهودي،‭ ‬أو‭ ‬المسجد‭.. ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تصادر‭ ‬حرية‭ ‬الآخرين،‭ ‬واعتقادهم‭.. ‬وأيضاً‭ ‬احترام‭ ‬مَن‭ ‬لا‭ ‬يعتقد‭.. ‬ولعل‭ ‬قول‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭: ‬‮«‬فمَن‭ ‬شاء‭ ‬فليؤمن‭.. ‬ومَن‭ ‬شاء‭ ‬فليكفر‮»‬‭.. ‬الأمر‭ ‬عند‭ ‬اللَّه،‭ ‬هو‭ ‬مَن‭ ‬يحاسب‭..‬‭ ‬وليس‭ ‬للبشر‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يحترموا‭ ‬عقائد‭ ‬وأديان‭ ‬الآخرين‭.. ‬فالتنوع‭ ‬والتعدد‭ ‬والاختلاف‭ ‬هو‭ ‬سنة‭ ‬كونية‭.. ‬وما‭ ‬قاله‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬ينطبق‭ ‬مع‭ ‬واقع‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬7‭ ‬سنوات،‭ ‬يكفيك‭ ‬أن‭ ‬تذهب‭ ‬إلى‭ ‬العاصمة‭ ‬الإدارية‭ ‬لترى‭ ‬مسجد‭ ‬الفتاح‭ ‬العليم‭ ‬يعانق‭ ‬كاتدرائية‭ ‬ميلاد‭ ‬المسيح‭.. ‬وأيضاً‭ ‬صدور‭ ‬قانون‭ ‬بناء‭ ‬وترميم‭ ‬الكنائس‭ ‬الذى‭ ‬نفذ‭ ‬1800‭ ‬كنيسة‭ ‬وملحق‭.. ‬وأيضاً‭ ‬مجلس‭ ‬مكافحة‭ ‬التطرف‭ ‬والتشدد‭.‬
مناخ‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬والحوار‭ ‬واحترام‭ ‬الآخر‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬الذى‭ ‬ترسَّخ‭ ‬خلال‭ ‬السبع‭ ‬سنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬أصبح‭ ‬محل‭ ‬احترام‭ ‬العالم‭.. ‬فمصر‭ ‬اتجهت‭ ‬عن‭ ‬قناعة‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مظاهر‭ ‬التشدد‭ ‬والتطرف‭ ‬والتمييز‭ ‬وإرساء‭ ‬قواعد‭ ‬المساواة‭ ‬والعدل،‭ ‬وتكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬وترسيخ‭ ‬مبدأ‭ ‬المواطنة،‭ ‬فلا‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬مسلم‭ ‬ومسيحي‭.. ‬المهم‭ ‬أنه‭ ‬مواطن‭ ‬مصرى‭ ‬يحظى‭ ‬بالحقوق‭ ‬وعليه‭ ‬واجبات‭.. ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬المواطن‭ ‬أن‭ ‬يحظى‭ ‬بالأمن‭ ‬والاستقرار‭.. ‬ومن‭ ‬الضرورى‭ ‬أن‭ ‬يراعى‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولى‭ ‬حجم‭ ‬التهديدات‭ ‬والمخاطر‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬خلال‭ ‬المواجهة‭ ‬مع‭ ‬الإرهاب‭ ‬الأسود‭.. ‬فهناك‭ ‬حقوق‭ ‬للأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬وحق‭ ‬الحياة‭ ‬والعمل‭ ‬والعلاج‭ ‬والتعليم،‭ ‬وحقوق‭ ‬الشهداء‭.. ‬ومن‭ ‬حق‭ ‬الوطن‭ ‬أن‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬وجوده‭.. ‬ومن‭ ‬حق‭ ‬ملف‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬يعملون‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬فى‭ ‬أعلى‭ ‬معايير‭ ‬النزاهة‭ ‬والموضوعية‭ ‬والمهنية‭.. ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬صياغة‭ ‬تقارير‭ ‬بالمزاج‭ ‬أو‭ ‬الهوى‭ ‬أو‭ ‬الغرض،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تمول‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬معادية‭ ‬وإرهابية‭ ‬أو‭ ‬متطرفة‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬دراية‭ ‬بالأجواء،‭ ‬والواقع‭ ‬المحيط‭ ‬بالدولة‭ ‬وحجم‭ ‬التهديدات‭ ‬والتحديات‭ ‬التى‭ ‬تتصدى‭ ‬لها‭.‬
أيضاً‭ ‬نحن‭ ‬مطالبون‭ ‬كشعب‭ ‬بأن‭ ‬نتحلى‭ ‬بالفهم‭ ‬والوعى‭ ‬الحقيقى‭ ‬لإصلاح‭ ‬حياتنا‭ ‬وإنهاء‭ ‬معاناتنا‭ ‬وحل‭ ‬مشاكلنا‭.. ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬معدلات‭ ‬الإنجاب‭ ‬والنمو‭ ‬السكانى‭ ‬المنفلت‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬محدودية‭ ‬موارد‭ ‬الدولة‭ ‬أن‭ ‬نحقق‭ ‬معدلات‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالخدمات‭ ‬مثل‭ ‬التعليم‭ ‬والصحة‭ ‬وغيرهما‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬ولابد‭ ‬للزيادة‭ ‬السكانية‭ ‬المنفلتة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لها‭ ‬تداعيات‭ ‬خطيرة‭ ‬وسلبية‭ ‬خاصة‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬المواطن‭.. ‬فإذا‭ ‬كنا‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬معدل‭ ‬نمو‭ ‬سكانى‭ ‬يقدر‭ ‬بـ2‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭ ‬سنوياً،‭ ‬فإن‭ ‬الرقم‭ ‬المثالى‭ ‬والمنشود‭ ‬حتى‭ ‬نسير‭ ‬بشكل‭ ‬صحيح‭ ‬هو‭ ‬400‭ ‬ألف‭ ‬سنوياً،‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تطلع‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي،‭ ‬ولابد‭ ‬أن‭ ‬نفهم‭ ‬مشاكلنا‭ ‬وأزماتنا‭ ‬وتحدياتنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وعى‭ ‬حقيقى‭ ‬يجعل‭ ‬المواطن‭ ‬شريكاً‭ ‬مع‭ ‬الدولة‭ ‬لتحقيق‭ ‬وتنفيذ‭ ‬وتلبية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بأعلى‭ ‬المعايير‭ ‬وقمة‭ ‬الطموح‭.‬
 تحيا مصر

أخبار الساعة