الثلاثاء 21 مايو 2024

سور مجرى العيون يستعيد رونقه.. خبراء: مشروع تطوير القاهرة التاريخية كان حلمًا منذ 100 عام

سور مجرى العيون

تحقيقات12-9-2021 | 20:14

آية يوسف

تُعدّ منطقة القاهرة التاريخية من أهم واكبر المدن التاريخية والتراثية فى العالم، فتتميز بطابع عمرانى على تراث مختلف، يرجع بين العصر الروماني وعصر محمد على، فتم تسجيلها على قائمة مواقع التراث العلمى باليونسكو عام 1979، وتعمل الدولة المصرية على تنفيذ مشروع تطوير القاهرة التاريخية لإعادتها إلى سابق عهدها.

وينقسم المشروع إلى 4 مراحل تشمل 149 أثرا، متضمنة أعمال الحفظ والترميم والصيانة، ويختص المشروع بمنطقة الجمالية والأزهر والغورى والدرب الأحمر وباب الوزير وقصر الأمير طاز وسور مجرى العيون ومنطقة المدابغ المحيطة به ومسجد أحمد بن طولون، وتم تخصيص ميزانيه له تقدر بحوالي 30 مليار.

وخلال الساعات الماضية، نجحت الأجهزة التنفيذية في رفع تراكمات للقمامة في محيط سور مجرى العيون تقدر بأطنان من مخلفات البناء والتراكمات والقمامة المتراكمة منذ أكثر من 30 عاما بمنطقة سور مجرى العيون التاريخية، وأكد خبراء آثار أن هذه الخطوة تعكس الاهتمام التاريخي وغير المسبوق بهذا الأثر الهام، في إطار تنفيذ مشروع تطوير القاهرة التاريخية والذي كان يمثل حلما وأصبح الآن حقيقة.

أكبر وأقوى اهتمام في تاريخه

وفي هذا السياق، قال الدكتور جمال عبد الرحيم، أستاذ الآثار الإسلامية، إن هيئة الآثار بدأت تهتم بسور مجرى العيون، وتنظيفه وإعادة  إحياءه من جديد، وهذا الاهتمام بدأ مع لجنه حفظ الآثار العربية التي تأسست عام في 1881، ولكن الاهتمام الأكبر والأقوى بالسور هو ما يحدث به في الآونة الأخيرة في إطار مشروع تطوير القاهرة التاريخية.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن أعمال التطوير التي يشهدها السور تشمل تنظيف المأخذ وتطويره وتهيئته لأول مره منذ إنشاءه بهذا الشكل، حيث تمت إزالة ورفع القمامة المتراكمة منذ عقود، مضيفا أن الهدف أن يكون السور بازارا سياحيا، وأيضا هناك بانوراما به، يتم شرح من خلالها طريقة سريان المياه من النيل للمأخذ  للزائر عند دخوله.

وأضاف أن سور مجري العيون يتكون من مجموعه من العقود، هذه العقود تشبه العين، ويبدأ السور من منطقة فم الخليج، التي يوجد بها مأخذ سداسي الشكل يخزن المياه القادمة من فرع النيل، من خلال ساقية كبيره تقوم برفع الماء إلى المأخذ، ويوجد 6 سواقي داخل المأخذ ترفع وتدفع المياه من المأخذ في مساحة سداسية الشكل، ومنها ينطلق إلى المجرى الموجود فوق السور لكي تذهب إلى القلعة.

وأشار إلى أن أهمية سور مجرى العيون تكمن في نقل المياه إلى قلعة الجبل، عندما جاءت فكرة نقل مياه النيل لمقر الحكم في قلعة الجبل، وكان السور يمثل الحياة في عصر المماليك، فهو مصدر المياه لهم آنذاك، ويعد المالك الأساسي لبناء سور مجري العيون هو السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون في القرن الثامن الهجري.

وأكد أن المتبقي من عمارة سور مجري العيون، يعود لعهد سلطانين هم السلطان الأشرف قايتباى، والسلطان قنصوة الغوري، وبعد نقل الخديوي إسماعيل مقر الحكم من القلعة إلى قصر عابدين، أهمل سور مجرى العيون وأصبح ما إلا أثرا قائما.

 

حلم منذ أكثر من 100 عام

ومن جانبه، قال الدكتور مختار الكسبانى، مستشار وزير الآثار، أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة، إن مشروع تطوير القاهرة التاريخية يهدف إلى إحداث تطوير بما يتلاءم مع طبيعة مصر، فالمشروع كان حلما منذ أكثر من 100عام، ولم يكن هناك شخص فى الحكومات السابقة يجرؤ على اقتحام هذا الملف، فالأمر كان يحتاج لجهد ووقت كبير من قبل الوزارة والحكومة كلها، إنما الآن هناك جرأة كبيرة فى الاهتمام والتنفيذ السريع لهذا المشروع.

وأوضح الكسبانى، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن المشروع يشمل تطوير منطقة سور مجرى العيون، ومنطقة الفسطاط، وسوف نرى بهم تطورا كبيرا من مساحات خضراء ومشاهده ومعيشة ممتعه للمواطن، وأيضا منطقة عين الصيرة، والمحور الشمالى فى حى الحسين، والجمالية، وباب الفتوح، وباب النصر، فجميع هذه الأماكن يتم تجهيزها لتكون أماكن مفتوحة للزيارة و السياحة العالمية، لكى يعلم الجميع كيف كان شكل القاهرة القديمة.

وأشار إلى أنه حاليا يتم تطوير ميدان السيدة عائشة ومحيطه، وإنشاء توسيعات به وإزالة العشوائيات، حتى الأماكن التى تم تطويرها فى إطار هذا المشروع قديما، سيتم تحديثها مرة أخرى ليتم ربطها بالتطوير الجديد، مثل منطقة القاهرة الخديوية، فبسهولة سيستطيع المواطن أن يتنقل فى مناحى القاهرة، والنظر إلى جميع القصور والمبانى المختلفة بعصرها وطرازها، ولذلك لابد من فتح محاور زياره مثل إنشاء محور الفردوس، وتوسيع الشوارع بما يتلاءم مع طبيعة الموقع.

وأضاف أنه فى السابق كان المواطنون لا يتعاونون مع الحكومة فى هذا التطوير، ولكن مع عملية إحلال العشوائيات بمناطق بديلة متطورة مثل منطقة الأسمرات، فأصبح التعاون متبادلا بين المواطنون والحكومة، مؤكد أنه خلال عام سيتم رؤية مناطق آدميه رائعة بدل العشوائيات التى اجتاحت القاهرة التاريخية، فنحن نعيد الأمور إلى نصابها القديم.