كتب : خليل زيدان

لا يكتمل جمال وروحانيات شهر رمضان المبارك؛ إلا مع صوت الشيخ محمد رفعت، الذي تعود المصريون والعرب جميعا، منذ عقود طويلة على سماعه يتلو قرآن المغرب، حتى أصبح أحد معالم الشهر الكريم.

استمر الشيخ محمد رفعت سنوات طويلة، منذ افتتاح الإذاعة المصرية، يذهب يوميا في شهر رمضان لتلاوة قرآن المغرب، وكان من الطبيعي أن تتمسك به الإذاعة طوال تلك السنوات لجمال صوته.

وفي عام 1354 هجرية، 1936 ميلاديا، وبعد نهاية شهر رمضان، أصيب الشيخ محمد رفعت بمرض في الحنجرة، واضطر لإجراء عملية جراحية أنفق عليها أكثر مما حصل عليه في شهر رمضان،  ووصل إلى مسامعه من الأصدقاء والمقربين، شائعة تتردد عن إصابته بسبب دعاء القراء الناقمين عليه؛ لاستحواذه على الإذاعة، مما أثر أرزاقهم، وحرمهم من السهرات القرآنية في رمضان، مما أغضب الشيخ رفعت، ودفعه لعدم الانتظام في الذهاب للإذاعة.

بدأت الناس في مصر يتساءلون عن أسباب عدم إذاعة القرآن، بصوت الشيخ محمد رفعت يوميا كما تعودوا، إلا أن الأمر لم يقف عند هذا الحد، وإنما انتشر في أرجاء الوطن العربي، حتى وقعت مفاجأة مدوية.

استقبلت الإذاعة المصرية، من بين مئات الخطابات اليومية، التي تتساءل عن سبب غياب الشيخ رفعت عن الأثير الإذاعي، خطاب من العراق، تبين أنه ملك العراق آنذاك، الملك فيصل، يتساءل فيه عن أسباب عدم إذاعة تلاوات الشيخ محمد رفعت، بشكل مستمر!

وأوضح الملك فيصل أنه لو كانت أسباب المنع، تعود لأسباب مادية فإنه على استعداد أن يدفع من جيبه الخاص ما يطلبه الشيخ محمد رفعت.