حمل غلاف مجلة "المصور" في عددها الخامس، الصادر في 21 نوفمبر 1924، صورة الشاب، أحمد حسنين بك، المنتدب لمفاوضة إيطاليا بشأن الحدود الغربية وأمين الملك فؤاد، انذاك، ومكتشف الصحراء الغربية بمصر وليبيا، بعنوان :"قدوة الشباب ومثال الجرأة والاقدام، وقد جاءت الاخبار اخيرا بان الجمعية الجغرافية الامريكية منحته ميداليتها الذهبية اعترافا باكتشافته الجغرافية".
والمعروف أنّ أحمد باشا حسنين، رئيس الديوان الملكي في عهد الملك الاسبق، فاروق، ظل في حياته، وبعد وفاته الغامضة في حادث سيارة علي كوبري قصر النيل، في 19 فبراير 1946، شخصية مثيرة للجدل فوق صفحات التاريخ وأقلام المؤرخين، وهو ابن أحد رجال الأزهر- مواليد 31 أكتوبر 1889- وعرف عنه انه شخصاً شديد الذكاء والتحضر والأناقة، و"داهية سياسية" لا يشق له غبار، رغم دبلوماسيته الشديدة وعبارته الأثيرة "أنه لا يفهم في السياسة".
تخرج من جامعة أكسفورد وبعد ذلك شغل عدة وظائف ففى عام 1920 عمل كمساعد مفتش بوزارة الداخلية ثم منتدباً لمفاوضة إيطاليا بشأن الحدود الغربية عام 1924 ثم أميناً للملك فؤاد عام 1924 كما تم انتدابه لملازمة ولى العهد فاروق في رحلته الدراسية بلندن في أكتوبر 1935 وقد ساعد ذلك في توليه منصب رئيس الديوان الملكي في عهد الملك فاروق عام 1940.
تزوج من لطيفة هانم سري ابنة شويكار خانم أفندي مطلقة الملك فؤاد وأنجب منها ولدين هما هشام وطارق، وعُينَ عام 1926 أميناً أول في قصر عابدين، ولما سافر الملك فؤاد في رحلته إلى أوروبا اصطحبه معه.
قام بعدة رحلات لاستكشاف الصحراء الغربية بمصر وليبيا الأولى عام 1920 برفقة روزيتا نوريس وهي سيدة إنجليزية، وتمكن من اكتشاف واحتي العوينات وأركنو - كان لم يتم اكتشافهم من قبل - وتم منحه الميدالية الذهبية من الجمعية الجغرافية العالمية للاكتشافات ومنحته الجمعية البريطانية لقب رحالة عظيم.
الف عنه امير الصحافة، محمد التابعي، كتابا بعنوان :" من أسرار الساسة والسياسة.. أحمد حسنين باشا" رصد وحلل فيه التابعي شخصية رئيس الديوان الملكي، باعتباره الرجل الذي كان يحمل بين يديه كواليس سياسية واجتماعية في فترة الأربعينيات من بينها زواجه من الملكة نازلي والدة الملك فاروق انذاك.
ووصفه المفكر السياسي، الدكتور مصطفي الفقي، مدير مكتبة الاسكندرية، بانه كان رجلًا غامضًا، حيث تولي رئاسة ديوان الملك، وشكل شخصية الملك فاروق أثناء دراسته، وكان السياسة الداهية الذي لا تستطيع ان تمسك بما يفعل، والانجليز هم من قتلوه انتقاما منه.