إطلاق الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.. ثم إطلاق تقرير الأمم المتحدة عن التنمية البشرية فى مصر لعام 2021.. حدثان تاريخيان يحملان رسائل ودلالات ومعانى كثيرة، تكشف ملامح «جمهورية جديدة» نحن علىأاعتابها .. وتجربة تأخذ فى اعتبارها أنها جاءت من رحم المستحيل والأزمة وكم هائل من التحديات والتهديدات خاضت مصر خلالها معركتين مهمتين فى توقيت واحد.. من أجل البقاء والبناء فانتصرت وأبهرت العالم.. والصديق والشقيق.. إننا أمام شهادة جديدة للمصريين برؤية وإرادة رئيس تتمناه شعوب متعطشة للأمن والاستقرار والبناء والتنمية و«الحياة الكريمة».. تتوالى الشهادات الموثقة عن واقع مزهر ومستقبل واعد، لتخرس ألسنة الشر والكذب والتشكيك.
فى أسبوع واحد.. شهدت مصر حدثين مهمين وتاريخيين.. الأول إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان وهى الأولى من نوعها فى مصر والتى تجسد اهتمام الدولة المصرية بملف حقوق وبناء الإنسان الذى بدأته مبكراً قبل سبع سنوات.. والثانى إطلاق تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية فى مصر للعام الحالى 2021.. ما بين الحدثين رحلة عمل وملحمة بناء تاريخية وملهمة جسدت التجربة المصرية الملهمة فى البناء والتنمية وأيضاً شكلت ملامح «الجمهورية الجديدة» التى يعد الإنسان المصرى هو البطل الحقيقى لها كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى.
لن أتطرق كثيراً لمحتوى ومضمون الاحتفالية ولكننى سأتوقف عند بعض الرسائل المهمة والانطباعات التى تؤكد وتجسد ما حققته مصر خلال السبع سنوات الأخيرة من إنجاز حقيقى وغير مسبوق.. استعادت الدولة المصرية هيبتها وأعلنت عودتها من «الوفاة» واستردادها لعافيتها.. ومضيها على طريق التقدم بثقة وفق معدلات ومؤشرات وأرقام وبيانات وواقع وليس بالكلام أو الشعارات.
ما توقفت عنده وقد قلته من قبل فى مقالات سابقة هو حالة الانبهار الدولى بالتجربة المصرية فى البناء والتنمية والتقدم.. فأحاديث الضيوف بالأمس أكدت هذا المعنى وهى شهادات محايدة وموضوعية ومهنية متخصصة.. فالكثير من الشعوب تحسدنا على ما أنجزناه من واقع تاريخى انطلق من رحم أزمات وعقبات وتهديدات ومحيط إقليمى مضطرب.. وأيضاً هناك دول وشعوب كثيرة تحسدنا على قيادتنا السياسية وما تتمتع به من رؤية وإرادة ونجاحات وإنجازات وتغيير حقيقى يلحظه كل من يأتى إلى مصر ويتعرف على ما جرى وحدث من إنجازات ولعل قول والدة السيدة راندا أبوالحسن للرئيس السيسى «هنيئاً لكم يا مصريين وهنيئاً لكم بقيادتكم التاريخية».. إذن نحن أمام حالة إعجاب وانبهار انطلقت من الأشقاء والأصدقاء.. وحالة حسد وجنون من قبل الأعداء على ما تشهده مصر من بناء وتنمية وتقدم.. وأيضاً ظهرت حالة الإعجاب والانبهار بالتجربة المصرية فى العديد من المحافل الدولية.. واللقاءات الدولية للرئيس السيسى مع قادة وزعماء العالم وذلك نتيجة واقع يتحدث بالفارق بين ما كانت عليه مصر قبل ٧ سنوات وما تشهده الآن من معجزة حقيقية فى كافة المجالات والقطاعات.
الأمر الثانى أن الشهادات التى انطلقت من الخبراء الدوليين فى مجال التنمية وهى شهادات تتسم بالشفافية والمصداقية العالية كونها جاءت من متخصصين يتمتعون بالموضوعية والحيادية ولديهم من الخبرة والحنكة كما وصفهم الرئيس السيسى لذلك فإنه إذا كانت هذه الشهادات الموضوعية والمتخصصة شهادة تقدير وإعلان عن قوة وعنفوان ونجاح الدولة المصرية فإنها فى نفس الوقت شهادة وفاة لحملات التشكيك والشائعات ودفن لكل الأكاذيب التى انطلقت من أفواه عفنة.. وحناجر مسمومة ومريضة قادتها جماعة الضلال ومن يديرونها من دول وأجهزة مخابرات.
الأمر الثالث المهم أيضاً جاء على لسان الرئيس السيسى عندما قال: إن تقرير الأمم المتحدة عن التنمية فى مصر لعام ١٢٠٢ ليس شهادة للحكومة أو المسئولين ولكن شهادة للشعب المصرى الذى هو البطل الحقيقى للنجاح والإنجاز الذى تحقق فى مصر وهذه ليست المرة الأولى التى يقولها الرئيس السيسى هذا القائد الوطنى الشريف الملهم الذى دائماً وأبداً يعتز ويفتخر بشعبه فالرئيس هو صاحب مقولة الشعب هو البطل وأيضاً لولا عمل وصبر المصريين ما تحقق كل هذا النجاح. ما قاله الرئيس السيسى فى حق الشعب المصرى بأن تقرير التنمية البشرية لعام ١٢٠٢ هو شهادة نجاح له فلسفته ومنطقه فالرئيس يقول إذا كان للدول باحثوها ومفكروها لكن النجاح لن يتحقق إلا بتنفيذ القرار على أرض الواقع وهو ما يتوقف على فهم ورضا ووعى الشعب .. إذن الشعب فى رؤية الرئيس السيسى هو أساس أى نجاح، فالإصلاح الاقتصادى الشامل فى مصر لم يكن لينجح لولا وعى وتحمل وصبر وعمل المصريين.. لذلك وجه الرئيس الشكر للشعب المصرى على هذا النجاح وهذه الشهادة التى وقعها تقرير الأمم المتحدة عن التنمية البشرية فى مصر لعام ١٢٠٢.
إن التجربة المصرية فى البناء والتنمية والتقدم وهذه النجاحات والإنجازات التى تحققت انطلقت من رحم أزمات ومشاكل وعقبات مزمنة وأيضاً تحديات وتهديدات واجهت الدولة المصرية من اتجاهات عديدة وفى الداخل والخارج.. فقد ورثت مصر تركة ثقيلة من الأزمات والمشاكل الاقتصادية والصحية والاجتماعية وتدنى الخدمات المقدمة للمواطن وبالفعل كانت شبه وأشلاء دولة وجاءت أحداث يناير 2011 لتعلن وفاة الدولة.. لذلك فإن التنمية المصرية انطلقت من المربع صفر وسط أمواج هائلة من التحديات ومحدودية الموارد وانهيار الاقتصاد.. ناهيك عن الداخل أيضاً وما شهده من تحديات وتهديدات فى وجود تنظيم إرهابى انتهج العنف والقتل والتدمير والخراب والعمالة وشكل عبئاً على الدولة المصرية وحاول دحر أى مظاهر للبناء والتقدم ونخر فى عقول المصريين بالضلالات والأفكار المتطرفة والمتشددة والعداء لفكرة الوطن والوطنية.
وواجهت الدولة المصرية أيضاً تهديدات خطيرة على حدودها من كافة الاتجاهات الاستراتيجية وحاول الإرهاب الأسود إسقاط وتركيع الدولة المصرية وإشاعة مناخ عدم الأمن والاستقرار لكن مصر واجهت بحسم وشجاعة.. فاستطاعت أن تدحر هذا التهديد الخطير.
لا يمكن فصل التحديات والتهديدات الإقليمية عن أهم التحديات التى واجهت التجربة المصرية فمصر تعيش فى منطقة شديدة الاضطراب تشهد صراعات وأطماعاً ومؤامرات ومخططات وأوهاماً مدمرة.. لذلك كان لابد أن تضع فى الاعتبار مع بداية التجربة المصرية ما يدور فى المنطقة وتأثيره على مصر.. ورغم ذلك نجحت وتفوقت مصر وحققت الإنجازات والنجاحات وسطرت ملحمة بناء غير مسبوقة وهذا ما تضمنه تقرير التنمية البشرية عن مصر لعام 2021. أيضاً كان من الممكن أن تتذرع مصر أو تتخلى عن مسار البناء والتنمية بحجة أنها تواجه أخطر حملة وهجمة إرهابية فى تاريخها.. لكن مصر اختارت المضى فى مسارين وخاضت معركتين هما معركة البقاء والبناء معاً، واجهت الإرهاب والتطرف والعنف واعتبرت أن خوض المعركة ضد الإرهاب والتطرف هو جزء من معركة البناء والتنمية وتصور البعض أن مصر سوف تتوقف عن التنمية لأنها تواجه تحديات وتهديدات مثل الإرهاب.. لكن مصر لم تفعل ذلك وخاضت معركة فى البناء بمعدلات تسابق الزمن فى وقت متزامن مع الحرب ضد الإرهاب ونجحت فى المعركتين. أهم ما يميز تجربة البناء والتنمية فى مصر أنها اتسمت بالشمولية.. فكل القطاعات والمجالات تشهد إصلاحاً وتطويراً.. وأيضاً انتشرت التنمية والبناء فى كل ربوع مصر.. فلا يوجد مجال أو قطاع لم تصله يد التنمية والإصلاح والتطوير.. ولا توجد محافظة لم تطلها أيادى التطوير والتنمية والبناء ولعل مشروع القرن الذى انطلق من مبادرة «حياة كريمة» وهو تطوير وتنمية الريف المصرى الذى سيغطى أكثر من 58 مليون مواطن مصرى بتوفير الحياة الكريمة لهم فى كافة القطاعات والمجالات سوف يحدث نقلة ثرية وفارقة فى التقرير القادم للتنمية البشرية فى مصر وهو ما أكده الرئيس السيسى خلال احتفالية إطلاق تقرير التنمية البشرية فى مصر لعام 2021. الأمر المهم الذى أشار إليه الرئيس وكان لابد أن يشير إليه تقرير الأمم المتحدة عن التنمية البشرية فى مصر لعام 2021 هو وجود من 5 إلى 6 ملايين مواطن أجنبى يعيشون على أرض مصر وشعبها ولا تعاملهم مصر كلاجئين أو تجعلهم يقيمون ويعيشون فى مخيمات أو معسكرات لاجئين ولكن يعيشون مع المصريين ووسط أبناء هذا الشعب كضيوف وما نقدمه لشعبنا نقدمه لهم أيضاً.. وهنا أتوقف أمام ذلك الأمر فإن مصر تتحمل تبعات ما يقرب من ٦ ملايين مواطن أجنبى ربما يشكلون التعداد السكانى لدولتين أو ثلاث دول.
إتاحة التقرير الصادر عن الأمم المتحدة وهو الأول منذ أكثر من 10 سنوات توقف خلالها عن الصدور.. يشكل ذروة الموضوعية والحيادية.. ولذلك يجب أن يتاح للجميع الإعلام والجامعات ولكن من يريد أن يعرف الحقيقة الموثقة بالتحليل والأرقام والبيانات والواقع بكل تفاصيله ونترك الحكم للناس هل نجحنا؟
الرئيس السيسى الذى يعيد كل نجاح للشعب يريد تحقيق طموحات المصريين وتلبية مطالبهم فى حياة كريمة.. فالحديث عن مشروع تطوير الريف المصرى لا ينتهى فهذه المعجزة التى تتكلف ربما أكثر من 700 مليار جنيه كان من الممكن أن يكون الانفاق على هذا المشروع فى 10 سنوات قادمة لكن قررنا أن ينتهى خلال ٣ سنوات ليشكل مساراً شاملاً ومواجهة حاسمة ويغير حياة 58 مليون مواطن مصرى إلى الأفضل.. فى كل المجالات وتلبية كل الاحتياجات وتوفير كافة الخدمات من صرف صحى الذى كان 12٪ وصل إلى 38٪ ليكتمل إدخال الصرف الصحى لجميع القرى المصرية خلال ٣ سنوات وما سيضيفه هذا المشروع من حجم وأعداد هائلة فى المدارس والمستشفيات والخدمات فى كل مناحى الحياة داخل 4500 قرية مصرية لذلك فالتقرير القادم من التنمية البشرية فى مصر سيشهد تحولاً كاملاً.
الحقيقة أننا أمام لحظة تاريخية.. تعنى بالنسبة لى إعلاناً حقيقياً لـ«الجمهورية الجديدة» مع إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.. وأيضاً إطلاق تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية فى مصر.. وبالانتقال للعاصمة الإدارية الجديدة نكون أمام تاريخ جديد وأمجاد جديدة سطرها المصريون وفق رؤية وإرادة قائد عظيم.
التنمية حق للجميع.. هو مبدأ أممى ينطبق على «مصر ــ السيسى» تماماً.. فلا توجد منطقة فى مصر لم تطلها أيادى البناء والتنمية.. وبإطلاق تقرير التنمية البشرية لهذا العام فإننا على موعد مع الدولة الجديدة ووفاة وهزيمة كل التيارات والجماعات والتنظيمات الإرهابية والمؤامرات والمخططات وعقود الأزمات والمشاكل المزمنة التى انتهت بلا رجعة.. فى إعلان انتصار حقيقى لدولة 30 يونيو على الصعيدين أو المعركتين الإرهاب والتطرف والتشدد ومخططات إسقاط مصر.. وأيضاً الانتصار فى معركة البناء بتفوق كاسح وفريد وغير مسبوق.
التقرير اشتمل أيضاً على ما شهدته مصر من اهتمام وتطوير وبناء فى كل المجالات واستهداف لكل الفئات من المرأة والطفل والكبار والشباب.. فما حظيت به المرأة والشباب والأطفال من مكاسب ورعاية واهتمام هو أمر غير مسبوق.
جسدت الرؤية المصرية وتجربتها الملهمة مثلث التنمية البشرية سواء فى التعليم والصحة والسكن الكريم واللائق.. فقد قطعت شوطاً كبيراً فى مجال توفير الخدمة الصحية واثمرت المبادرات الرئاسية سواء القضاء على فيروس «سى» أو قوائم الانتظار أو 100 مليون صحة أو إطلاق المشروع القومى للتأمين الصحى من نتائج إيجابية مبهرة وأيضاً قدمت الدولة المصرية خلال الـ 7 سنوات الماضية تجربة فريدة فى توفير السكن الكريم واللائق وإقامة مجتمعات عمرانية حضارية وآمنة وصحية للمصريين من خلال القضاء على العشوائيات والمناطق الخطرة وغير الآمنة من خلال أيضاً الإسكان الاجتماعى والمتوسط والمتميز فيما يقترب من مليون ونصف المليون وحدة سكنية.. وهناك أيضاً تحسن كبير فى مجال التعليم. الحقيقة أن التقرير أشاد بالاقتصاد المصرى وما حققه من نمو وقدرة عظيمة على مواجهة التحديات خاصة جائحة «كورونا».. ومصر من الدول القليلة التى حققت نمواً إيجابياً رغم الجائحة التى عصفت وأربكت اقتصادات دول كبرى إلا أن مصر حققت معدل نمو 3.3 فى أوج الجائحة وتعاملت معها بخبرة وحنكة رغم أن المستهدف قبل الجائحة قد يصل إلى 6٪ ولكن على حد قول رئيس الوزراء دكتور مصطفى مدبولى إن المستهدف خلال الثلاث أو أربع سنوات القادمة هو الوصول إلى نمو بمعدل 7٪ فى ظل بشائر ذلك فى الفترة من أبريل الماضى حتى يونيو تحقق نمو 7.7٪ إذن نجحت مصر بتحقيق الإصلاح الاقتصادى والسياسات الحكيمة فى بناء اقتصاد قوى قادر على تحمل الصدمات وتحقيق تطلعات المصريين فى تحسين جودة الحياة بالإضافة إلى نظام الحماية الاجتماعية المصرى المتنوع والذى خفف كثيراً من حدة تداعيات الإصلاح الاقتصادى ومساندة الأكثر احتياجاً ومن خلال برنامج تكافل وكرامة يغطى ما يصل إلى 3.8 مليون أسرة بالمعاش الشهرى بالإضافة إلى الدعم التموينى من خلال بطاقات التموين التى وصل نصيب الفرد الواحد فى الأسرة الواحدة إلى ٥٠ جنيهاً شهرياً. وللحديث بقية تحيا مصى