أستاذ الكوميديا، وعاشق المسرح الذي ملأ الدنيا فن وضحك، هو أحد عمالقة المسرح الذي تتلمذ على يده كبار الفنانين، برع في الكوميديا في عصر كان يضج بعمالقة فناني الكوميديا وكتب اسمه بحروف من نور في سجلات السينما المصرية، وتألق على خشبة المسرح التي خطفت قلبه، هو "أخطر رجل في العالم" وصاحب أحلى "كلمتين وبس" هو"مسعود أبو السعد" في "أرض النفاق" و"مستر إكس" في "أخطر رجل في العالم" والذي أطلق عليه نقاد الفن والجماهير لقب "الأستاذ" الفنان الكبير فؤاد المهندس. 

ولد فؤاد زكي المهندس في 6 سبتمبر 1924، بحي العباسية في القاهرة، وتعلم بمدراس "العزب" التركية، التحق بكلية التجارة؛ وفي نفس الوقت انضم لفرقة التمثيل بالمسرح، وانضم لفرقة نجيب الريحاني، وبعدها انضم لفرقة "ساعة لقلبك"، وهناك التقى برفيق دربه الفنان عبدالمنعم مدبولي، وبدأ مشواره الفني. 

وكانت بدايته في السينما مع فيلم "بنت الجيران" 1954، وظل لمدة 10 سنوات يقوم بأداء دور "السنيد"، أو البطل الثاني في أفلام "كمال الشناوي، وعماد حمدي، وعمر الشريف، وشكري سرحان، ورشدي أباظة، وسعاد حسني".

في فترة الستينيات، قدم عددا كبيرا من الأفلام أبرزها "أنا وهي وهو، اعترافات زوج، صاحب الجلالة، زوجة من باريس، مطاردة غرامية"، وجسد في فيلم "عائلة زيزي" دور "سبعاوي" وفي "أخطر رجل في العالم" دور"مستر إكس"، وقدم دور البطولة في أفلام "شنبو في المصيدة، أرض النفاق، العتبة جزاز" وغيرها.

وفي فترة السبعينيات، قدم عدة أفلام أبرزها "سفاح النساء، فيفا زلاطا، عودة أخطر رجل في العالم"، وفي الثمانينات لم يكن بعيدا عن السينما وشارك في عدد من الأفلام مع عدد من نجوم تلك الفترة في عدة أفلام أبرزها "خمسة باب" مع عادل إمام ونادية الجندي، و"أيوب" مع عمر الشريف، و"زوج تحت الطلب" و"البيه البواب" مع أحمد زكي. 

 وقدم "المهندس" عددا من المسرحيات الهادفة، أبرزها "هالة حبيبتي، إنها حقًا عائلة محترمة، سيدتي الجميلة، أنا وهو وهي"، وفي التليفزيون قدم عددا من المسلسلات أبرزها "عيون، متاعب المهنة"، وبرع في تقديم الفوازير وقدم فوازير "عمو فؤاد"، وصاحب أول برنامج كاميرا خفية في مصر، وقدم أطول برنامج إذاعي وهو "كلمتين وبس"، والذي حقق نجاحًا وشهرة واسعة.

تزوج "المهندس" من "بنت الجيران" وأنجب منها أبنائه "محمد وأحمد"، ومن طرائف الأستاذ وطقوسه في الأكل أنه كان يحب أكل المانجا في الحمام وكان نمظم في بيته ويحترم المواعيد وبرغم شخصيته الكوميدية إلا إنه كان صارم في بيته،  وكانت بداية تعارف "الـمهندس" شويكار من خلال المسرح وشاركته بطولة مسرحية "السكرتير الفني" بترشيح الفنان عبد المنعم مدبولي، في بداية الترشيح لم يقتنع فؤاد المهندس أن تلك الفتاة الأرستقراطية التي تتكلم بطريقة معينة تصلح للأداء الكوميدي على خشبة المسرح ولكنها فاجأته بأدائها، ليختارها تشاركه في مسرحية "أنا وهو وهي"، والتي شهدت كواليسها قصة حبهما التي بدأت من خشبة المسرح.

لم يتوقف الحب والعمل من المسرح وانتقل إلي شاشة السينما معا وفي المشهد الاخيرمن فيلم "هارب من الزواج" 1964، كانت ترتدي فيه شويكار فستان زفاف وفي مشهد في الحقيقة يقرر "الـمهندس" أن يتزوجها في نفس الليلة ويذهبا إلي المأذون وشهد علي عقد الزواج مخرج الفيلم حسن الصيفى، وتوالت ثنائيات شويكار وفؤاد المهندس في عدد من الأفلام وصلت لـ 25 فيلما أبرزها "الراجل ده حيجنني، أنا وهي وهو، أخطر رجل فى العالم، شنبو في المصيدة، اعترافات زوج، أرض النفاق، المليونير المزيف، العتبة جزاز، وفي المسرح الذي شهد الحب الأول "ليه، سيدتي الجميلة، حواء الساعة 12". 

زواج المهندس وشويكار، استمر نحو 20 عاما، بعدها وقع الطلاق، بعد سلسة مشاكل قيل إنها بسبب الغيرة الفنية والشخصية إذ كان يشعر بالغيرة عليها بشكل كبير، وبالرغم من الطلاق إلا أنهما ظلا صديقين حتى اللحظة الأخيرة.

في أيامه الأخيرة، عانى "المهندس" من أزمة صحية، إذ كان مصابًا بجلطة في القلب وكان يصر على تقديم مسرحية "إنها حقًا عائلة محترمة"، في أواخر أيامه عانى فؤاد المهندس من صدمات أثرت عليه وهي وفاة صديقه الفنان عبد المنعم مدبولي، ورحيل تلميذته الفنانة سناء يونس، وكانت أشد اللحظات قسوة عندما شب حريق في غرفته التهم  كل مقتنياته من جوائز وشهادات التقدير وملابس وصورنادرة وسيناريوهات أفلامه وسرير الخديوي إسماعيل الذي قام بشرائه من مزاد في 1969، ولم يتبقى من تاريخه سوى "النظارة" ولم تكن هي الىخرى سليمة وكسر جزء منها، ورحل بعد الحريق بشهرين، ويمثل شهر سبتمبر في حياة "المهندس" هو الولادة والرحيل إذ رحل عن عالمنا أثر إصابته بأزمة قلبية  في 16 سبتمبر 2006 عن عمر ناهز 82 عامًا، رحل الأستاذ ولكنه ترك خلفه ميراثا فنيا لا ينتهي وأعمالا شاهدة على موهبته.