مصر تُبدى اهتماماً غير مسبوق ،وجهوداً متواصلة لحل كل الأزمات والقضايا والتحديات العربية.. تنتقل من ملف لآخر ،بالأمس البعيد كانت العراق فى مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة .. ثم فلسطين.. بقمة ثلاثية «مصريةــ أردنيةــ فلسطينية»، وبعدها تتواصل الجهود المصرية الخلاقة لإعادة ليبيا إلى دورها وتأثيرها الإقليمى والدولى .. واستعادة الأمن والاستقرار فيها .. فالرئيس عبدالفتاح السيسى استقبل قبل أيام عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبى وخليفة حفتر، قائد القوات المسلحة الليبية .. وبالأمس استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى عبدالحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية.. والثوابت المصرية تجاه ليبيا هى التى نالت احترام وتقدير العالم، وأصبحت خارطة طريق لإعادة الدولة الشقيقة لدورها العربى والإقليمى والدولى، وهو ما تطالب به الكثير من الدول فى المحيط الإقليمى والدولى.. لنجد أننا أمام دولة مصرية تقود الأمة العربية باقتدار.
القاهرة مركز القرار.. والحل لأزمات ومشاكل الأمة.. وصاحبة الثقل والقدرة والمكانة لإعادة الأشقاء إلى حضن الوطن العربى.. واستعادة دورهم وتأثيرهم الإقليمى والدولى .. فمن العراق إلى فلسطين إلى ليبيا، ثم السودان ولبنان.. القضايا العربية .. أولوية مصرية أولى مصر بيت كل العرب.
فى نهاية شهر أغسطس الماضى شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى فى قمة بغداد للتعاون والشراكة.. فى إطار الدعم المصرى غير المحدود للعراق الشقيق، وعودته إلى دوره وتأثيره الإقليمى والدولى، وأيضاً لدوره العربى، واستعادة أمنه واستقراره وإعادة البناء لتحقيق تطلعات شعبه.. وأمس الأول استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، محمد الحلبوسى، رئيس مجلس النواب العراقى. ومنذ أيام استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى الملك عبداللَّه بن الحسين، ملك الأردن، ومحمود عباس أبومازن، رئيس السلطة الفلسطينية، وعقدت فى القاهرة قمة «مصريةــ أردنيةــ فلسطينية» تخللت الزيارة لقاءات ثنائية للرئيس عبدالفتاح السيسى مع ملك الأردن والرئيس الفلسطينى من أجل الوصول إلى حل للقضية الفلسطينية، والحفاظ على حقوق الأشقاء المشروعة، واستئناف مسار التفاوض وعملية السلام، وصولاً لحل الدولتين ودولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية .. وفى هذا الإطار أيضاً استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الوزراء الإسرائيلى نفتالى بينت لحلحلة الموقف، والحفاظ على الهدنة، وسعياً لاستئناف التفاوض وعملية السلام أيضاً من أجل أمن واستقرار المنطقة.
المشهد الثالث .. الرئيس عبدالفتاح السيسى قبل أيام استقبل عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبى، والمشير خليفة حفتر، القائد العام للقوات المسلحة الليبية.. وأمس استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، عبدالحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية.
القارئ للمشاهد الثلاثة.. يجد أن هناك اهتماماً مصرياً كبيراً للحفاظ على الدول العربية، وحل أزماتها ومشاكلها وقضاياها، والحفاظ على وحدة أراضيها، وسلامة أمنها.. وتحقيق تطلعات شعوبها فى الأمن والاستقرار والتنمية.
نحن أمام قيادة سياسية مصرية فريدة تتمتع بإخلاص غير مسبوق لوطنها وأمتها العربية.. وهناك سعى دائم وجهود مكثفة من أجل إعادة اللُّحْمَة والتضامن والتكاتف العربى، ومؤازرة ومساندة الدول العربية للعودة إلى دورها وتأثيرها العربى والإقليمى والدولى.. فمصر هى شريك أساسى لا غنى عنه فى المشهد العراقى والليبى والفلسطينى والسودانى واللبنانى.. وتبذل جهوداً متواصلة لإعادة الدولة الوطنية ومؤسساتها، وتعزيز تماسكها.
الاهتمام المصرى بالقضايا العربية محل احترام وتقدير.. ويجسد دوراً محورياً وتاريخياً لمصر أكثر فاعلية فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، يعكس ما وصلت إليه مصر من مكانة وثقل إقليمى ودولى، وإدراك حقيقى من القيادة السياسية بأهمية ترسيخ الأمن والاستقرار فى المنطقة، وأيضاً إعادة الدول العربية التى تعرضت لأزمات طاحنة على مدار السنوات الماضية، بما يصب فى صالح قوة وتماسك الأمة العربية.
لا شك أن ليبيا تربطها بمصر علاقات تاريخية وهناك ارتباط وثيق بين الأمن القومى المصرى والليبى، وكل منهما يتأثر بالآخر، بالإضافة إلى خصوصية العلاقة بين الشعبين الجارين.. فى ظل الاتجاه الغربى.. لذلك تحرص مصر على ترسيخ الأمن والاستقرار فى ليبيا والحفاظ على سلامتها ووحدة أراضيها، واستعادة الدولة الوطنية وتعزيز تماسك مؤسساتها.. وتوحيد الجيش الوطنى الليبى لحماية مقدرات الشعب الليبى الشقيق، وتفعيل إرادته الحرة فى إطار سعى مصر لاستعادة الاستقرار فى ليبيا وتمكينها من استعادة دورها إقليمياً ودولياً. عدم التدخل فى شئون الدول وانتهاك سيادتها، وإفساح المجال لإرادة الشعوب والحلول السياسية للأزمات.. هى أهم ركائز السياسة المصرية التى حظيت باحترام وتقدير العالم.. لذلك مصر تطالب بعدم التدخل فى الشأن الليبى إلا فى الإطار المشروع.. وخروج كافة القوات الأجنبية، والمقاتلين الأجانب والمرتزقة.. ومن هذا المنطلق فإن مصر حريصة على تفعيل إرادة الأشقاء الليبيين فى تنفيذ استحقاقات خارطة الطريق التى أقرها الليبيون وصولاً إلى عقد الانتخابات البرلمانية والرئاسية فى موعدها المحدد بنهاية العام الجارى، خاصة بعد صدور قانون الانتخابات مؤخراً من مجلس النواب الليبى.. ومصر على استعداد لتقديم كافة الإمكانات الضرورية من أجل تهيئة المناخ المناسب لتنفيذ الاستحقاق الانتخابى المحورى فى مسيرة ليبيا نحو الأمن والاستقرار والبناء.. وإنفاذاً لإرادة الشعب الليبى.. وانطلاقاً من السياسة والعلاقات المصرية التى تقوم على التعاون والبناء والتنمية، واحترام قيم ومبادئ حُسن الجوار.
الحقيقة أن مصر تتعامل بحرص وشرف مع الملف الليبى، حفاظاً على مستقبل الأشقاء ومقدراتهم وأمنهم وسلامة أراضيهم، وترفض بشكل قاطع أى تدخل أجنبى غير مشروع فى الشأن الليبى، وأيضاً خروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة حتى تكون ليبيا لشعبها.
مصر أيضاً لديها استعداد كامل لمد يد العون والدعم والمساعدة وتقديم الخبرات ذات الثقل فى مجالات إعادة الإعمار والتنمية فى ليبيا بما يحقق تطلعات الأشقاء نحو الحياة الآمنة الكريمة. يد العون والمساعدة والخبرات المصرية ليست فقط للأشقاء فى ليبيا، ولكن لكل الأشقاء العرب.. فالشعوب أصبحت متعطشة لتطبيق التجربة المصرية الملهمة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، التى تتضمن الأمن والأمان والاستقرار والبناء والتنمية والخير والازدهار والحفاظ على ثروات ومقدرات الشعوب.. لذلك «مصرــ السيسي» تضع كل خبراتها وإمكاناتها لخدمة الأهداف العظيمة، التى تسعى إليها الدول الشقيقة.
مصر لا تعرف الكلام أو الشعارات، بل الأفعال والأعمال والإنجاز، وتتابع وتبذل جهوداً متواصلة لمساندة ودعم ومؤازرة الأشقاء فى ليبيا، فمن مصلحة مصر أن تكون ليبيا آمنة مستقرة، ومستقلة فى سيادتها.. وإرادة شعبها.. وأن تكون ثرواتها ومواردها لشعبها.. فمصر الطرف والشريك الأساسى الشريف، الذى لا يبتغى سوى مصالح الأشقاء.
إن الثوابت المصرية بشأن ليبيا هى العلاج الحقيقى لعودة ليبيا إلى شعبها، خاصة فى ظل محاولات التدخل والأطماع الخارجية والمرتزقة والتنظيمات الإرهابية، ولا سبيل إلا بخروجها وتفكيكها وتعظيم قوة ووحدة الجيش الوطنى لمواجهة التحديات والتهديدات، وإعادة الأمن والاستقرار لليبيين.. وتهيئة الأجواء والمناخ لتنفيذ الاستحقاقات الخاصة بخارطة الطريق من إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية فى موعدها المحدد نهاية العام الجارى لتنتهى الحلقة المأساوية فى غياب الأمن والاستقرار وتمركز التنظيمات الإرهابية.. وتفشى التدخلات الأجنبية ووجود قوات خارجية على الأراضى الليبية.. فلا حل سوى استعادة الدولة الوطنية الليبية القوية والقادرة على مواجهة التحديات والتهديدات والحفاظ على الأراضى والثروات والمقدرات الليبية.
متابعة «مصرــ السيسى» للشأن الليبى على مدار الساعة.. هى سياسة وتوجه نبيل وشريف.. وجزء أساسى من الأمن القومى المصرى.. ورغبة صادقة فى استعادة ليبيا لدورها الإقليمى والدولى وإعادة الأمن والاستقرار والبناء لشعبها، وأن تكون ليبيا لأهلها وشعبها.. تلك هى رؤية مصر وأهدافها الثابتة.
وفى هذا السياق جاءت القمة المصرية - البحرينية بين الرئيس عبدالفتاح السيسى وجلالة الملك حمد بن عيسى تجسد الضوء الكبير الذى يقوم الرئيس السيسى فى لم الشمل العربى بما يؤكد أن مصر هى السند والحصن وبيت كل العرب.
ماذا بعد تطوير «الريف المصرى»؟
مشروع تطوير وتنمية الريف المصرى هو الأعظم فى تاريخ مصر، وغير مسبوق على مستوى العالم.. فهو يستهدف تحسين جودة الحياة لما يقرب من 60 مليون مواطن مصرى فى 4500 قرية بتكلفة قد تصل أو تزيد على الـ700 مليار جنيه.. إنها نقلة وثورة عظيمة فى حياة المواطن المصرى فى الريف والقرى، ويكفى أن المواطن المصرى سوف يحظى بخدمات تحافظ على حياته وصحته ووعيه، وتوفر له فرص عمل.. فلا أعظم من توفير المياه النقية فى الريف المصرى، ومشروعات الصرف الصحى وإدخال الغاز والارتقاء بالخدمات التعليمية والصحية وتوفير السكن الكريم.. والاهتمام بإعادة القرية إلى الإنتاج، وتوفير فرص العمل من خلال دعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وإعادة الفلاح المصرى إلى العمل بأحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية من خلال مراكز خدمات الفلاح.. وتبطين الترع، وهو مشروع تاريخى، بالإضافة إلى تخفيف المعاناة عن المواطن من خلال مجمعات خدمات حكومية.. إذن نحن أمام شكل مختلف تماماً للقرية المصرية.. ونموذج حضارى يضاهى ما هو موجود فى العواصم الكبرى والحضر.. ولكن كيف نحافظ عليه عقب الانتهاء من هذا الإنجاز العظيم.. هل نترك الأمر بعد الانتهاء لتعيث به الفوضى والعبث، وفرض بعض السلوكيات والثقافات التى تنال من جمال وإبداع البناء؟!! من أجل الحفاظ على الإنجاز العظيم، لابد من متابعة لاحقة تطمئن على الحفاظ على نفس المستوى من الجمال والإبهار.. وأقترح أن يكون لكل قرية مجلس.. سواء أن يكون العمدة رئيساً، أو اختيار شخص مناسب، وتمثيل كل عائلة بشخصية فى مجلس إدارة شئون القرية.. للتعرف على احتياجات القرية.. وأيضاً للحفاظ على جودة الإنجاز، واستمرار الخدمات بنفس الكفاءة، وأكد التصدى والإبلاغ عن أى عبث.. كذلك الوصول إلى الفئات الفقيرة والأكثر احتياجاً وتدعيمها، خاصة أن هناك جزءاً من هذه الفئات يعيش خارج الزمن، سواء يعانى أمية القراءة والكتابة، أو الأمية الإلكترونية، ولا يستطيع التواصل والتعاطى مع الجهات المسئولة عن تقديم الحقوق والخدمات والدعم له، وهو ما ظهر جلياً خلال جولات تفقدية فى قرى الريف المصرى قبل الشروع فى تطويره، وجدنا نماذج تمثل قصصاً إنسانية عظيمة.. وتحتاج يد العون والمساعدة، وهو ما توجه إليه القيادة السياسية بالوصول إلى هذه الفئات.. فقد سمعت حكايات وقصصاً لا يعرف ولا يعلم عنها المحافظون أى شيء، أو حتى رؤساء المدن.. ولم يتم الإبلاغ عن حالاتها، لذلك نحتاج الوصول إلى هذه الفئات، وأيضاً نحتاج مجلساً يمثل كل عائلات القرية لإدارة شئونها.. فإذا كانت العمارة أو القرية السياحية لها اتحاد ملاك يوفر ويحافظ على الخدمات فيها.
مجلس إدارة القرية يرفع تقاريره إلى المحافظ أو رؤساء المدن بوجود أى مشاكل أو وجود فئات تستحق الرعاية والدعم، وإحالتها إلى الجهات أو الوزارات المسئولة لدراسة أحوالها على أرض الواقع، وأيضاً الإبلاغ عن الفئات التى لا تستحق الدعم والمساعدة.
حلقات التواصل مع المواطنين أمر مهم للغاية لأن كبار المسئولين ليس هذا من مهمتهم ودورهم فى ظل المهام والضغوط الكبيرة بحيث نصل إلى وجود قرية أو مجتمع بأقل أو الحد الأدنى من المشاكل والاحتياجات.. والدولة تفتح عقلها وقلبها لهذه الفئات. تحيا مصر