الأحد 5 مايو 2024

الأستاذ وبابا عبده| فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي.. 50 سنة صداقة وفن

فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي

فن16-9-2021 | 22:32

محمد أبو زيد

من البرنامج الإذاعي "بابا شارو"، كانت بداية تعارف الفنان فؤاد المهندس ورفيق دربه الفنان عبد المنعم مدبولي، وكان "المهندس" قد انضم لفرقة "ساعة لقلبك"، بعد وفاة الريحاني في الأربعينيات، ومن خلال الفرقة جمعهما عدة فقرات واسكتشات منها "موظف درجة رابعة، في الأتوبيس، أيام زمان".

نجاح "ساعة لقلبك" امتد للتليفزيون المصري عندما بدأ إرساله في بداية الستينيات من خلال "مسرح التليفزيون"، والذي قدم من خلاله فؤاد المهندس، مسرحية "السكرتير الفني" وجسد شخصية "ياقوت أفندي"، وكانت المسرحية بداية لقاء "المهندس" وشويكار وعودة للمسرح الكوميدي وحققت نجاحا كبير واستمرعرضها لشهور، وشارك فيها عبد المنعم مدبولي ممثلا وقام بإخراجها. 

مسرحية "أنا وهو وهي" كتبها "مدبولي" لصديقه فؤاد المهندس، وشاركت في بطولتها شويكار، وشهدت ظهورعادل إمام الذي جسد دور "كاتب المحامي دسوقي"، وعبارته الشهيرة "بلد شهادات بصحيح"، ومع تكوين فرقة "الفنانين المتحدين" بقيادة المؤلف والمنتج سمير خفاجي كان النجاح يلازم فؤاد المهندس و"مدبولي" وقدما "سيدتي الجميلة"، وهي إحدى أجمل مسرحيات الثنائي "المهندس" وشويكار.

"كيميا" جمعت بين عبد المنعم مدبولي والمهندس، امتدت من المسرح للسينما وقدما عدة أفلام أبرزها "ربع دستة أشرار، المليونير المزيف، و"مطاردة غرامية"، و"اقتلني من فضلك".

 وكتب "مدبولي" للمهندس أفلام: "أنا وهو وهي، العتبة جزاز، غرام في أغسطس"، وفي الفوازير نجح المهندس في فوازير "عمو فؤاد"، وفي إحدى السنوات لم يستطع استكمال الفوازير فقدمها "مدبولي" ونجح هو الآخر في فوازير "جدو عبده".

في معظم لقاءته كان يحرص فؤاد المهندس، أن يتحدث عن رفيق العمر والفن "مدبولي"، وكان يطلق عليه "ناظر الفن"، بينما قال عنه "مدبولي" في حوار قديم مع أمينة صبري إن المهندس هو صديقه الأهم الذي أحبه منذ أول مرة قابله فيها" وامتدت الصداقة بينهما لأكثر من 50 عامًا.

بعد وفاة عبد المنعم مدبولي في 9 يوليو 2006، دخل فؤاد المهندس في حالة حزن على فقدان صديقه، وفي أيامه الأخيرة، كانت الصدمة الأخيرة التي قضت على "الأستاذ" عندما أحترق منزله بالكامل، والتهمت النيران  كل مقتنياته من جوائز وشهادات التقدير وملابس وصورنادرة وسيناريوهات أفلامه وسرير الخديوي إسماعيل الذي قام بشرائه من مزاد في 1969، ولم يتبقى من تاريخه سوى "النظارة" ولم تكن هي الأخرى سليمة وكسر جزء منها، ورحل بعد الحريق بشهرين، أثر إصابته بأزمة قلبية  في 16 سبتمبر 2006 عن عمر ناهز 82 عامًا، رحل "المهندس" و "بابا عبده" ولكن سيرتهما باقية وأعمالهما خير دليل على موهبتهما الكبيرة.