يتمني كل إنسان مسلم عرف ربّه تعالى، أنْ يحقق رضاه وحبه، ويعيش في ظلال ذلك طوال عمره، وإنّ مَن نال ذلك الفضل العظيم نال معه ثمراتٍ يتذوق حلاوتها في أيّامه، ويمنح الله تعالى عبده علامات كثيرة يستدل من خلالها إن كان الله -عزّ وجلّ- راضٍ عنه أم لا، منها.
علامات رضي الله تعالي عن العبد
قبول التوبة، قال تعالي"إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ" وقد فسّر الإمام الغزالي -رحمه الله تعالى- ذلك فقال: "معناه أنّه إذا أحبّ الله -تعالى- عبده تاب عليه قبل الموت.
حفظ جوارح العبد المسلم من الوقوع فيما لا يحبّه الله تعالى: فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم " إنَّ الله قال: ما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها"
محبة أولياء الله الصالحين لمن يرضا الله تعالى عنه.
غرس اللين في قلب العبد، وملازمة الرفق لأخلاقه وأهل بيته، فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم" إنَّ اللهَ إذا أحبَّ أهلَ بيتٍ أدخلَ عليهِمُ الرِّفقَ"
التوفيق إلى الطاعات والأعمال الصالحة، والتي تكون غاية العبد منها أن ينال رضي الله تعالى: فقد قال الله تعالى: "مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا"
الرضا، والمداومة على شكره على فضله ونعمه التي تغمر حياة العبد، فقد قال الله -عزّ وجلّ-"وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ"
استقبال الابتلاء بالرضا الكامل بقضاء الله -تعالى- وقدره، والشعور بالطمأنينة والسكينة، واليقين بأنّ كلّ ما يختاره الله -تعالى- فيه خير كبير، قال الله تعالى: "فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّـهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا" فالله عزّ وجلّ أعلم بما يتناسب مع عبده، قال الله عز جلّ : "وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُون".
أن يوضع للعبد القبول في قلوب العباد كنتيجة لحب الله إياه وحب ملائكة الله وأهل السماء المطهرين له، فعن ابي هريره رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه واله وسلم قال: «إِذَا أَحَبَّ اللهُ العَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلانًا فَأَحْبِبْهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ القَبُولُ فِي الْأَرْضِ» رواه البخاري.
حسن الخاتمة، فمن فضل الله تعالى، وكرمه أن يموت العبد وهو على حالٍ يحبّه الله تعالى ويرضاه، وهي من عاجل بشرى المؤمنين، حيث قال تعالى: "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي"