كشفت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية أن الخلافات المتفجرة ذات الصلة بإلزام الامريكيين بتلقي لقاح كوفيد-19، باتت تثير المخاوف في مجتمع الصحة العامة الأمريكي من أن المعارضة التي كانت منخفضة المستوى سابقا بشأن تلقي اللقاحات الأخرى، قد تكتسب زخما سريعا.
ونسبت الصحيفة - في مقال أوردته على موقعها الإليكتروني اليوم الأحد - إلى خبراء الصحة قولهم إن رفض اللقاحات الروتينية ربما يثير أزمات صحية عامة يمكن الوقاية منها، بما في ذلك عودة ظهور أمراض مثل الحصبة والتهاب الغدة النكافية.
بالإضافة إلى ذلك، ينظر البعض إلى الانتقادات المتزايدة لمسئولي الحزب الجمهوري تجاه إلزام الرئيس جو بايدن للمواطنين بتلقي اللقاح، على أنه يعطي مزيدا من الشرعية والزخم للحركة المناهضة للقاحات ومقاومتها لطلب جرعات من أي نوع ، حتى للأطفال وأفراد الجيش.
وحذر خبراء - بحسب الصحيفة - من أنه في حال قرر المزيد من الآباء الامتناع عن تلقي التطعيمات الروتينية لأطفالهم ، فربما يتسبب ذلك في انخفاض معدل المناعة لدى الأطفال لأمراض معينة مثل الحصبة إلى ما دون عتبة مناعة القطيع ، مما يسمح لهذه الأمراض بالانتشار بشكل أكثر سهولة.
ونقلت الصحيفة عن جوناثان بيرمان الأستاذ المساعد في قسم العلوم الأساسية في معهد نيويورك للتكنولوجيا قوله: "من المحتمل الآن أن ندخل مجددا حقبة تنتقل فيها هذه الأمراض المتوطنة التي لم تعد تنتقل بين السكان".
وأشارت ذا هيل إلى أن الحركة المناهضة للقاحات كانت قد بدأت قبل فترة طويلة من انتشار كوفيد-19 ، لكن الوباء أتاح للناشطين فرصة لتعزيز صفوفهم من خلال الاستفادة من مخاوف الناس وشكوكهم وسط الطبيعة المتطورة لفيروس كورونا واستجابة الحكومة له.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الجدل حول اللقاحات قد اشتد خلال الأيام العشرة الماضية بعدما أعلن بايدن أن جميع أرباب العمل في القطاع الخاص الذين لديهم 100 موظف أو أكثر سيُطلب منهم فرض تلقي اللقاحات وإما إجراء اختبار أسبوعي، وهي خطوة ستؤثر على ملايين العمال. فيما قوبل هذا الإعلان برد فعل عنيف من قبل العديد من الجمهوريين الذين انتقدوا تلك السياسة ووصفوها بأنها تجاوزت الحكومة.
وتعليقا على ذلك، قال دان سالمون، مدير معهد سلامة اللقاحات في كلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة إنه من الصعوبة بمكان التنبؤ بما سيحدث ردا على قرار بايدن جعل اللقاحات إلزامية لأن الولايات المتحدة "ليس لديها سابقة في فرض لقاح لا يرغب ربع السكان في تلقيه".