تعرف على قصة إنشاء المتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية

نشر المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قصة إنشاء المتحف ومؤسسه، وذلك ضمن سلسلة منشورات بعنوان "علماء الآثار بين الماضي والحاضر".

وأوضحت الدكتورة شيرين كمال، مدير التسجيل والتوثيق الأثري بالمتحف، في منشور على الصفحة الرسمية، أن مؤسس المتحف اليوناني الروماني هو جوزيبي بوتي، وهو عالم إيطالي الجنسية، وُلد عام 1853 في مدينة مودينا بشمال إيطاليا، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة بولونيا في عام 1879، وشغل منصب أستاذ اللغة اليونانية اللاتينية في البلاط الملكي، ومدير المدارس الاستعمارية بتونس، ومديرًا للمدرسة الإيطالية بالإسكندرية.

وقد جاءت فكرة إنشاء المتحف اليوناني الروماني من وجود اكتشافات عديدة فى الإسكندرية منذ عام 1878، ولكن تم إيداعها ونقلها إلى متحف بولاق بالقاهرة، فخسرت الإسكندرية آثار مكتشفة كثيرة لعدم وجود مكان يحوي هذه الآثار، مما أصاب المكتشفين بالاحباط، ففكر "بوتي" في إنشاء مكان في الإسكندرية يحوي هذه الآثار المكتشفة، والتي تخص العصرين اليوناني الروماني، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء المتحف.

وأشارت إلى أن "بوتي" واجه صعوبات عديدة عام 1891 لمحاولة اقناع مدير مصلحة الآثار آنذاك أوجين جرابو، ولكنها كانت محاولات فاشلة، حتى عام 1892 عندما أصبح جاك دي مورجان مدير لمصلحة الآثار، والذي وافق على فكرة إنشاء المتحف اليوناني الروماني بتمويل أو منحة سنوية من بلدية إسكندرية، التي ساعدت بشكل مباشر في إنشاء المتحف اليوناني الروماني الذي كان تابعًا لها لفترة زمنية طويلة. 

وكان هدف بناء المتحف وفقًا لرأي "بوتي" هو جذب فئة كبيرة من الجمهور والعلماء لتشاهد الآثار المجمعة في الإسكندرية، والتي تمثل تاريخ مدينة الإسكندرية من خلال النقوش والمنحوتات والتماثيل الجنائزية.

وأضافت أنه تم تعيين "بوتي" كمدير للمتحف اليوناني الروماني في 15 يونيو 1892، وكان المتحف قديمًا يقع على شارع رشيد (فؤاد حاليًا)، وكان يتكون من خمس قاعات، وقد تم افتتاحه لأول مرة في 17 أكتوبر 1892 بحضور الخديوي عباس حلمي الثاني ومدير مصلحة الآثار مورغان، وفُتح للجمهور في 1 نوفمبر 1892.

وفي عام 1894 كان المتحف يكتظ بالاكتشافات الأثرية، التي كانت نتاج للبعثة الإيطالية في الإسكندرية، مما جعل "بوتي" وبلدية الإسكندرية يتفقا على نقل المتحف لمكان أكبر، وتم نقله للمبنى الحالي (متفرع من شارع فؤاد)، وعهد إلى كلًا من المهندس الألماني ديتريش، والمهندس الهولندي ليون ستينون، ببناء المتحف بطراز المباني الإغريقية، وتم افتتاحه في مكانه الحالي لأول مرة عام 1895، وكان يتكون من عشر قاعات، ثم أصبح 16 قاعة في عام 1899.

ونوهت بأن "بوتي" أصدر كتالوجين للمتحف، واحد للمبنى القديم في عام 1893، وكتالوج آخر عن المبنى الجديد في عام 1901.

وتوفي بوتي عام 1903، وهو المؤسس الوحيد للمتحف اليوناني الروماني الذى توفي وهو يشغل منصب مدير عام المتحف .