السبت 27 ابريل 2024

الرؤية الواثقة.. والتنمية المستدامة

مقالات20-9-2021 | 20:43

جسدت كلمة الرئيس السيسى بالأمس أمام اجتماع التنمية المستدامة.. حالة من الرصد والإلمام والإدراك للتحديات التى تواجه العالم.. وأيضا حالة من الثقة والفخر لعرض التجربة المصرية التى أصبحت محل إشادة واحترام وتقدير العالم.. والتى كان ومازال بطلها الإنسان المصرى فى تحمل الصعاب ومواجهة التحديات .. ودائماً يحرص الرئيس على التأكيد على هذا المعنى فى كل المناسبات والمحافل الدولية.. وأصبحت مبادرة «حياة كريمة»  هى النموذج الأمثل فى إحداث التنمية المستدامة وهى أكثر البرامج التنموية شمولا وطموحا.. وستنقل مصر خلال الـ 3 أعوام القادمة نقلة فريدة  فى كل المجالات.. وخاصة فى مجال بناء وحقوق الإنسان.. وأيضا مجال التنمية البشرية.

 

تجربة مصر الملهمة.. مصدر احترام وإشادة العالم.. والإنسان المصرى هو عنوان النجاح.. وبطل الملحمة.. ومبادرة «حياة كريمة».. هى النموذج الأعظم والأكثر طموحا وشمولا على مستوى العالم.. إننا أمام «حدوتة مصرية».. نرويها بثقة وفخر للطامحين فى البناء والتنمية المستدامة.

لم تعرف مصر طعم أو ملامح التنمية المستدامة بشكل حقيقى وجاد وواقعى وطبقا لرؤية شاملة.. وبإرادة صلبة والتفاف شعبى إلا فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى.. الذى حرص منذ وقت مبكر على توطين أهداف التنمية المستدامة ودمجها فى سياسات وبرامج تنموية على كافة المستويات وهو ما تجسد فى «رؤية 2030» كإطار جامع لجهود الدولة فى هذا المجال.

جاءت كلمة الرئيس السيسى أمام اجتماع أهداف التنمية المستدامة أمس عبر الـ«فيديوكونفرانس» ضمن أعمال الدورة الـ 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك لتجسد الشواغل والتحديات التى تواجه العالم.. وأيضا أهم ملامح التحديات والنتائج التى تحققت فى مصر خلال السنوات السبع الماضية فى مجال التنمية التى كان المواطن المصرى فى القلب منها وهدفا لكل ثمارها ونتائجها.. واستعرض الرئيس السيسى، التقدم الذى تحقق فى مصر خاصة فيما يتعلق بإيجاد وخلق بيئة وطنية داعمة لتحقيق التنمية والتطورات الإيجابية التى يشهدها تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى.

الرئيس السيسى، حدد مجموعة من التحديات العالمية التى تواجه عملية التنمية المستدامة التى بات تحقيقها أمرا يمثل أهمية متزايدة مقارنة بأى وقت مضى فى هذا الظرف الدولى الذى يفرض علينا مواجهة تحديات عالمية شديدة الصعوبة بالإضافة إلى تفشى فيروس «كورونا» الذى أفرز أبعادا غير مسبوقة طالت جميع الدول كذلك تغير المناخ وآثاره السلبية على وفرة المياه والأمن الغذائى وما يمثله تهديد جائحة كورونا على الأوضاع الاقتصادية والصحية والاجتماعية العالمية إلى جانب تحديات تحقيق التنمية المستدامة ورفع معدلات النمو والقضاء على الفقر وتوفير فرص العمل فضلا عن الأوضاع السياسية المعقدة فى العديد من مناطق العالم وقد باتت جميعا تحديات يومية يتعين علينا التعامل معها على نحو شامل ومستدام حفاظا على مكتسبات التنمية التى تحققت على مدار العقود الماضية.

أردت فى السطور السابقة أن أعيد تكرار جزء من كلمة الرئيس السيسى أمام اجتماع أهداف «التنمية المستدامة».. لأخرج بنتيجة أن الرئيس رسم ملامح واضحة للتحديات التى تواجه هذا العالم.. وتهدد مسيرته نحو التنمية المستدامة فما بين تحديات قديمة وتقليدية وأوضاع سياسة معقدة.. وجائحة كورونا التى أفرزت تداعيات وتحديات خطيرة ونالت من جميع دول العالم وأثرت على جميع المناحى الاقتصادية والاجتماعية والصحية بالإضافة إلى التغير المناخى وما يؤدى إليه من آثار سلبية على وفرة المياه والأمن الغذائى ومع كل هذه التحديات هناك متطلبات وأهداف من المهم تحقيقها فى ظل هذه العقبات وأبرزها تحقيق التنمية المستدامة ورفع معدلات النمو والقضاء على الفقر وتوفير فرص العمل.

أيضا من أهم النقاط والمحاور التى تضمنتها كلمة الرئيس السيسى، ان سياسات وبرامج التنمية فى مصر وضعت مصلحة المواطن المصرى واستهدفت بناء الإنسان لتلبية طموحاته وتحقيق تطلعاته فى العيش الكريم والسكن اللائق والعمل المناسب.. وان مبادرة «حياة كريمة» هى إطار فريد لبلورة هذه الرؤية غير المسبوقة وهى أكثر البرامج التنموية طموحا وشمولا.

أتوقف عند مبادرة «حياة كريمة» هى أكثر البرامج التنموية طموحا وشمولا.. وفى اعتقادى انها برنامج عمل عبقرى وفريد وتاريخى وهو الأضخم فى العالم فى فلسفته وأهدافه وسعيه لتغيير حياة 58٪ من سكان مصر إلى مستوى الحياة الكريمة والأفضل.. فنحن نتحدث عن تطوير وتنمية 4500 قرية مصرية وتوابعها وترتقى بحياة ما يقرب من 58 مليون مواطن مصرى.. نوفر لهم أرقى أنواع الخدمات من مياه نظيفة وصرف صحى وإدخال الغاز الطبيعى والاتصالات وتطوير البنية التحتية والسكن الكريم واللائق وتطوير الزراعة وتبطين الترع.. وإنشاء الجمعيات الحكومية الخدمية.. ومراكز خدمة الفلاح.. والمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر بالحصول على قروض ميسرة وإدخال نظم الرى الحديثة والارتقاء بالخدمة الصحية وإنشاء ورفع كفاءة وتطوير المستشفيات وتوفير وبناء المدارس والجامعات ومراكز الشباب ومراكز وقصور الثقافة والوعى وتطوير منظومة الكهرباء وتحديث وسائل النقل.

إذن نحن أمام منظومة حقوق إنسان بالمفهوم الشامل والمتكامل لا ينقصها أى مجال.. سنخلق مواطنا أكثر وعيا وانتماء أو يعيش مستوى حياة كريمة يتساوى مع المواطن فى المدن والعواصم.. وخلق أجيال تتمتع بالقدرة على الإبداع والمهارات وعلى درجة كبيرة من السلامة النفسية والجسدية والرياضية.

الحقيقة ان مبادرة «حياة كريمة» وطموحها غير المحدود.. وشموليتها الفريدة.. هى نموذج للتنمية المستدامة.. وتستحق بجدارة أن تكون الأعظم والأضخم فى العالم.. وأيقونة الدولة المصرية الحديثة.. وعنوانا رئيسيا لـ«الجمهورية الجديدة».

ان ما قاله الرئيس السيسى فى كلمته بأهمية اغتنام فرصة أجندة التنمية المستدامة من فرص للتعاون الدولى لتمويل التنمية سواء فى الإطار متعدد الأطراف أو على صعيد العلاقات الثنائية مع شركاء التنمية من دول ومؤسسات تمويل وبنوك دولية هى إشارة واضحة إلى أهمية تضافر جهود العالم والمجتمع الدولى لتحقيق التنمية المستدامة وأيضا حق الدول النامية والطامحة فى الحصول على دعم ومؤازرة ومساندة المجتمع الدولى ومؤسساته التمويلية مع الحفاظ على الملكية الوطنية لسياساتها وبرامجها التنموية وهو ما تنادى به مصر على مدار السنوات السبع من ترسيخ قواعد الشراكة العادلة والمتكافئة وتحقيق المصالح بين الدول الكبرى والدول النامية والساعية إلى البناء والتنمية.

السياسات والبرامج التنموية المصرية التى عملت على مدار ٧ سنوات من أجل بناء الإنسان المصرى وتحقيق آماله وتطلعاته فى العيش الكريم والسكن اللائق والعمل المناسب حققت نتائج كبيرة.. ولعل جهود الدولة المصرية خلال السنوات الماضية كانت تعمل على حل أزمات ومشاكل وتخفيف المعاناة عن المواطن.. ونجحت المشروعات القومية العملاقة.. ورؤية «مصر - السيسى» فى إحداث نقلة وطفرة غير مسبوقة فى كل ما يقدم للمواطن المصرى من خدمات.

فى اعتقادى ان مبادرة «حياة كريمة» وإطلاق المشروع القومى العملاق والأعظم تطوير الريف المصرى.. هو نقلة وطفرة فريدة وغير مسبوقة فى مجال تحقيق التنمية المستدامة.. وهى نتاج الرؤية الشاملة للرئيس السيسى.. والفكر الخلاق.. والنوايا الصادقة لبناء الإنسان المصرى وتخفيف معاناته فالمبادرة تستهدف فى جوهرها القضاء على الفقر وتحسين جودة الحياة للمواطن.. وخفض معدلات البطالة والارتقاء بجودة الخدمات الصحية والتعليمية والحياتية للمواطن ليعيش حياة بلا أزمات أو معاناة.

أيضا توقفت فى كلمة الرئيس السيسى، عن الثقة الهائلة والكبيرة التى تتحدث بها مصر عن تجربتها فى مجال التنمية المستدامة وتغيير واقع الحياة فى مصر والتى كانت ومازالت محل تقدير وإعجاب دول العالم والمؤسسات والمنظمات الاقتصادية والمالية الدولية ومصر تقدم تجربتها بفخر واعتزاز وثقة وبشكل طوعى.. لأنها بحق تجربة فريدة حققت نجاحات مبهرة على أرض الواقع.. وانعكست على الإنسان المصرى الذى أصبح يدرك الفارق جيدا بعد أن تلاشت مظاهر المعاناة التى عاشها خلال العقود الماضية.

هناك أمر مهم مهم جدا.. يحرص الرئيس السيسى، على التأكيد عليه والإشارة إليه ويعكس قناعة كبيرة بدور المواطن المصرى فى ملحمة البناء والتنمية.. فقد أكد الرئيس السيسى ان النجاح الذى استطاعت مصر تحقيقه على مدار السنوات الماضية لم يأت من فراغ أو دون تضحيات أثبت خلالها المواطن المصرى قدرته على تحمل الصعاب فى سبيل بناء وطنه وتحقيق أهدافه وتطلعاته المشروعة ولاتزال مصر تواصل بخطى ثابتة ورغم كل التحديات تنفيذ برنامجها والطموح للإصلاح الاقتصادى الذى حقق نتائج أكدت صواب الرؤية المصرية ازاء أولويات الإصلاح ومتطلباته ونالت إشادة دولية من مؤسسات التمويل الدولية وخلقت اقتصادا قادرا على تحمل الصدمات وتبعات جائحة كورونا وأتاحت للحكومة اتخاذ الإجراءات اللازمة للتحقيق من آثارها والتعامل معها.

ان مصر أصبحت نموذجا فريدا من دول العالم فى توطين أهداف التنمية المستدامة وتمضى بثقة على تحقيق «رؤية مصر 2030».. وان القادم يحمل للمصريين الأفضل.. وتستطيع مصر بجدارة وثقة أن تضع تجربتها بين أيدى العالم والدول الطامحة إلى النمو والتقدم لتخلص فى النهاية بخارطة طريق ودروس وحلول خلاقة فى مواجهة التحديات وان طريق البناء والتنمية يحتاج من الشعوب الوعى الحقيقى والقدرة على التحمل وتجاوز الصعاب فالبناء مشوار شاق وطويل يحتاج لرؤى خلاقة.. وحلول فريدة.. ونظرة استشرافية.

من حق «مصر - السيسى» أن تفخر بنجاحاتها وتجربتها الواثقة الملهمة.. التى هى محل تقدير وإشادة دولية وأيضا محل إدراك ووعى والتفاف شعبها.. ومن حقنا أن نفخر بتجربتنا وأيضا بحفاوة وإشادة العالم ببرنامج حياة كريمة وتطوير الريف المصرى الذى يشكل نقطة فارقة فى إحداث التقدم وجودة الحياة وتخليص المواطن من الفقر والبطالة والأزمات المزمنة.. وليتأكد الجميع من روعة وعظمة وشمولية الرؤية المصرية لبناء الدولة الحديثة التى تتوزع عوائدها على كل المصريين فى كافة ربوع البلاد.

 

تحيا مصر

Dr.Randa
Dr.Radwa