القرآن الكريم تحدث عن وظائف الأعضاء فذكر الإذن قبل العين، قال تعالى: "السمع والأبصار" ولا يقول البصر والسمع، لان الإنسان حين يفقد بصره يفقد كل شئ ويعيش في ظلام دائم، لا يري شيئا على وجه الأطلاق.
الله سبحانه وتعالى له حكمة في ذالك، حيث فضل السمع عن البصر لانه اول ما يؤدي وظيفته في الدنيا، ولأنه أداة الاستدعاء في الآخرة، لأن الاذان لا تنام أبدا.
والاذان لا تنام، فحين ينام الإنسان تنام كل أعضاء جسمه، ولاكن الاذن تبقي متيقظة فإذا أحدث أحد صوتا بجانبك وانت نائم تستيقظ على الفور ولاكن إذا توقفت الاذن، فإن ضجيج النهار وأصوات الناس ومعظم ما يحدث في هذة الدنيا من ضجيج لا يوقظ النائم، كما أن الأذن اله الاستدعاء يوم القيامة حين ينفخ في الصور.
والعين تحتاج إلي نور حتى ترى وتنعكس الأشعة على الأشياء، فإذا كانت الدنيا ظلاما فأن العين لا ترى، ولاكن الاذن تؤدي مهمتها في الليل والنهار، في الضوء والظلام.
والسمع اول عضو يؤدي وظيفته في الدنيا، فالطفل في ساعة الولادة يسمع ولكن العين لا تؤدي مهمتها لحظة مجئ الطفل في الدنيا، فالله سبحانه وتعالى يريد أن يقول لنا أن السمع هو الذى يؤدي مهمته اولا، فإذا جاء أحدا بجوار طفل واحدث صوتا فإنه ينزعج ويبكي، ولاكن إذا قربت يدك من عين الطفل بعد ميلاده مباشرة فإنه لا يتحرك ولا يحس بالخطر.
وإذا نام الإنسان فإن كل شي يسكن فيه إلا سمعه، وإذا أردت أن توقظ النائم ووضعت يدك قرب عينه فإنه لا يحس، ولاكن إذا أحدثت ضجيجا بجانب أذنه فإنه يقوم من نومه مفزوعا، والاذن هي الصلة بين الإنسان والدنيا، فالله عز وجل حين أراد أن يجعل أهل الكهف ينامون مئات السنين قال: "فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا" فعندما تعطل السمع استطاعوا النوم مئات السنين دون أى ازعاج.