الانتحار هو ثاني سبب للوفاة في العالم حيث يعاني العديد من الناس يوميا من الاكتئاب الذي يدفعهم للانتحار اعتقادا منهم بأن ذلك هو الحل الوحيد للتخلص من ضغوطات الحياة التي تواجههم يوميا، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإنه يموت شخص ماكل ثانية في مكان ما حول العالم بسبب الانتصار، ويصل عدد المنتحرين إلى 800 ألف شخص كل عام.
ومن العوامل التي أدت لزيادة أعداد المنتحرين في السنوات الأخيرة، هي الاضطرابات النفسية حيث أكد خبراء الطب النفسي أن الاضطرابات النفسية لها دور كبير في اقبال الشخص علي الانتحار حيث اثبتت الدراسات أن 90% من المنتحرين كانوا يعانون من اضطرابات نفسية، وتشكل فترةالمراهقة عامل هام جدا في اقبال المراهقين علي الانتحار بسبب التنمر و شعورهم بالنفور الاجتماعي كما تلعب العوامل الوراثية دورها في إقبال الأفراد علي الانتحار.
عوامل الانتحار
قال الدكتور حسن الخولي ، أستاذ علم الاجتماع و الانثربولوجيا، أن ضغوطات الحياة من الممكن أن تجعل الإنسان قادما علي الانتحار، ومن الممكن أن تزيد الضغوطات الأجتماعية مثل سوء المستوي المعيشي للفرد أو عدم وجود فرصة عمل إلي اتجاه الشباب للانتحار.
وأوضح الخولي في تصريحه لبوابة "دار الهلال" أنه من الممكن أن يكون للفرد ميول انتحارية عالية جدا بسبب تاريخ العائلة الوراثي، حيث أثبتت الدراسات أنه ممكن أن تلعب الوراثة دورا خطيرا في إقبال الشخص علي تلك الفكرة إذا قام أحد أفراد أسرته بالانتحار.
وقال أستاذ علم الاجتماع والانثربولوجيا أنه من الممكن أن يكون الشخص لديه أمراض نفسية ولكنه لا يعلم ذلك مثل أمراض ثنائي القطب والفصام الذهني واضطراب الأكل مضيفا أن 90% من الأشخاص المنتحرين يعانون من أمراض نفسية.
وأضاف الخولي أن الشخص المقبل علي الانتحار يكون له عدة علامات تظهر علي كلامه و سلوكه و تبين أن ذلك الشخص يفكر في الانتحار كثيرا مضيفا أن الشخص المقبل علي الانتحار يتحدث عن فكرة الموت كثير أوعن عدم وجود أي سبب لتكملة الحياه مضيفا أنه دائم الشعور بالذنب وعادة ما يحاول أن ينعزل عن الناس ويبقي وحيدا.
أكثر الفئات عرضة للاكتئاب
وفي سياق متصل، قال الدكتور عماد وديع، أستاذ طب نفسي، أن المراهقين هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب وذلك بسبب قلة الخبرة ،وعدم الوعي الكافي بالدين مضيفا انه لا يجب التهاون بالمشاكل النفسية التي يعانيها المراهقين في هذه الفئة العمرية مؤكدا أن العديد من الأسر ترى أن مشاكل المراهقين هي مشاكل تافهة ،وبالتاي يشعر المراهق بالإهمال ثم الانتحار، وأوضح أيضا معظم مشاكل المراهقين هو عدم اهتمام الوالدين بهم و التنمر الاجتماعي الموجود بالمدارس.
وأوضح أستاذ الطب النفسي في تصريحه لبوابة "دار الهلال" أن الفشل الدراسي أو فقدان أحد الوالدين من الممكن أن يتسبب في حدوث اكتئاب للشخص و إقباله علي الانتحار، لذلك يجب مراقبة الشخص و عرضه علي معالج نفسي في أسرع وقت لأنه يكون مقدما علي فكرة الانتحار أكثر من غيره.
وأضاف وديع أن الشخص المقبل علي الانتحار تظهر عليه أعراض سلوكية مثل التعرض لتقلبات مزاجية حادة، تعريض نفسه للمخاطر مثل تناول عدد هائل من الأدوية في نفس الوقت أو القيادة بشكل سريع، الاتجاه إلي المخدرات وإدمان الكحوليات، التغير في عادات النوم، أكل كميات كبيرة من الطعام في نفس الوقت أو الامتناع المتواصل عن الأكل لفترة طويلة، الابتعاد عن أي تجمعات مع الناس، ومفضلا الجلوس بمفرده لأطول وقت ممكن ،قلة الكلام ،التوقف عن القيام بالأعمال التي تسعده مثل ممارسة هواياته المفضلة.
وقال أستاذ الطب النفسي أن المقبل علي الانتحار يشعر بأنه عبء علي الأخرين، و توقف أصدقاؤه و عائلته على حبه ،ولكن ذلك في الحقيقة غير موجود علي أرض الواقع.
وأضاف وديع أنه يجب علي الناس رفع الوعي بفكرة الانتحار، وأن المنتحر ليس شخصا مجنونا لأن الانتحار مرض حقيقي مثل الأمراض العضوية الأخري مضيفا أنه يشعرون بحزن و ألم شديد ،وكل تلك العلامات لا يمكن وصفها بالجنون.