ليس من باب التكرار، ولكن بدافع الانبهار،إنجاز يستحق الكتابة مرات ومرات فهو مشروع القرن ،ومصدر فخر واعتزاز المصريين، وإشادة العالم، بشهادة الأمم المتحدة.
كلما تأملت وتدبرت تفاصيل مشروع تطوير وتنمية الريف المصري ،أخذك العقل والتأمل إلى محاور جديدة ،ورسائل عديدة ،ومعانٍ شاملة.
كتابتى هذا المقال ليست من باب التكرار لما قلته من قبل فى هذا المكان ولكن من باب الانبهار والتأمل فى تفاصيل ودلالات وفلسفة هذا المشروع العملاق الجدير بأن يكون محل احترام وتقدير وإشادة العالم.
عندما تتصفح تفاصيل مشروع تطوير الريف وهو مشروع القرن، تتوقف عند الكثير من النقاط سواء فى شموليته وطموحه اللا محدود وكونه يستهدف بناء الإنسان بشكل مباشر وتغيير واقعه بشكل عملى وطبقاً لرؤية عبقرية من أجل توفير الحياة الكريمة لما يزيد على 58 مليون مواطن مصرى يعيشون فى الريف والقري.
الحقيقة أن مشروع تطوير الريف المصرى سيحمل الكثير من المفاجآت سواء فى الشكل النهائى بعد تمام المشروع وأيضا مفاجآت فى توقيت الانتهاء منه وسيحقق رقماً قياسياً فى مواعيد التنفيذ سواء فى المرحلة الأولى قبل الموعد المحدد أو باقى المرحل التى من المفترض أن تنتهى فى 3 سنوات.
يجسد مشروع تطوير الريف المصرى العديد من الدلالات ،ويرتبط اطلاق المشروع الأعظم ،بمسيرة 7 سنوات من الإنجازات والمشروعات القومية العملاقة التى كان بناء الإنسان المصرى فى قلبها ،ومحور أهدافها،نجد أن هناك رؤية وإرادة تستهدف تخفيف المعاناة عن المواطن وتوفير أسباب الحياة الكريمة له وخلق حياة بلا أوجاع أو آلام له.
أستطيع أن أخرج من مبادرة حياة كريمة وتطوير وتنمية الريف المصرى بالعديد من الدلالات والرسائل التى كانت ومازالت محل إعجابى الشديد وانبهارى خاصة أننى عايشت واقع الريف المصرى كأحد أبنائه ومن تربوا وتعلموا فى قراه ،وأيضا عبقرية هذا المشروع وإنسانيته وتفرده وطموحه وشموليته ووجود الإرادة فى سرعة انتشال المواطن فى هذه المناطق من الآلام والمعاناة وتدنى الحياة والخدمات المقدمة له.
أولاً: أن عظمة وتفرد هذا المشروع العظيم تنبع من كون كل واحد من أنشطته ومشروعاته يصلح أن يكون كل واحد منها مشروعاً قومياً مستقلاً بذاته ،فهو يضم عشرات المجالات والقطاعات التى تم دمجها فى مشروع واحد ،تحت عنوان شامل هو «مشروع تطوير الريف»، فإذا أخذنا على سبيل المثال (مشروع تبطين الترع) فهو مشروع قومى عملاق بتكلفة تزيد على الـ80 مليار جنيه وتم إنجاز 2600 كيلو متر من التبطين حتى الآن كذلك مشروع محطات المياه لتوفير المياه النقية لأهالى الريف وهو مشروع قومى عملاق فى رسالته ومضمونه فقد عانى المواطن فى الريف المصرى على مدار العقود الماضية من سوء مياه الشرب، كذلك مشروع إدخال الصرف الصحى فى قرى الريف المصري ،وأيضا الغاز ،وإنشاء مستشفيات جديدة ورفع كفاءة المستشفيات القديمة والوحدات الصحية فى القرى وتجهيزها، وأيضا إنشاء مدارس جديدة ورفع كفاءة القديمة ،والمراكز الخدمية الحكومية ومراكز خدمة الفلاح وإدخال الغاز والمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وتوفير السكن الكريم ،ورصف الطرق الداخلية فى القرى، وتحسين منظومة النقل والمواصلات ،إذن نحن أمام منظومة متكاملة تضم عشرات المشروعات القومية العملاقة التى يصلح كل واحد منها لأن يكون مشروعاً قومياً مستقلاً بذاته فى 4500 قرية وبتكلفة تزيد على الـ 700 مليار جنيه، وهو أمر يحتاج منا إلى مزيداً من الاهتمام والزخم الإعلامي ،لأن هذا المشروع الأعظم غير مسبوق فى تاريخ الدولة المصرية ،ولم يجرؤ أى رئيس سابق على تغيير وجه الحياة فى الريف أو الاقتراب منه لإنهاء المعاناة والأزمات لكن الرئيس السيسى برؤية وإرادة قوية وبحب للمصريين أطلق هذا المشروع العملاق لتوفير الحياة الكريمة لـ 58٪ من سكان مصر ليعيشوا بشكل يتساوى ولا يقل عن المواطن فى المدن والعواصم بل والمدن الجديدة.
ثانياً: مشروع تطوير الريف امتداد كبير لحالة التدفق الإنسانى لدى الرئيس السيسى وإنشغاله واهتمامه بوضع وبناء الإنسان المصرى كأولوية أولى فى سياساته،فهدفه هو إسعاد المصريين وتوفير الحياة الكريمة لهم ،والرئيس لديه حالة رصد وتشخيص لكل آلام وأزمات المواطنين،ومنذ بداية حياته وهو يستشعر معاناة الفئات التى تعيش حياة صعبة، وأيضا هو قائد لديه طموح بلا حدود ليرى وطنه هو الأفضل والأقوى وشعبه هو من يعيش حياة بلا أزمات، لذلك أرى أن مبادرة حياة كريمة وإطلاق المشروع القومى لتطوير الريف هو امتداد وعنوان عريض للطموح الرئاسى ليغير حياة المصريين إلى الأفضل، ودخول عصر «الجمهورية الجديدة» التى بطلها وعنوانها هو «الإنسان المصري».
مشروع تطوير الريف المصرى يجسد فى طموحه غير المتناهى وشموليته أيضا أن الإنسان المصرى هو الشغل الشاغل للرئيس السيسى الذى لا يتوقف عن العمل من أجله لتغيير واقعه وإنهاء معاناته وتوفير الحياة الكريمة له.
ثالثاً: مشروع تطوير الريف هو نقلة غير مسبوقة فى حياة أهالى القرى سواء على مستوى متطلبات الحياة أو تشكيل الوعى والعقل والوجدان ،فلم يركز المشروع فقط على الجانب المادى من سكن كريم وصحة وتعليم ومياه وصرف وكهرباء وزراعة ولكن أيضا هناك رؤية تعمل على تعظيم البناء الفكرى والثقافى والبدنى لدى المواطن المصري، فالدولة من خلال هذا المشروع تبذل جهوداً متواصلة فى رفع كفاءة مراكز الشباب القديمة،وإنشاء مراكز شباب جديدة على درجة كبيرة من التطوير والتحديث وتلبية كل احتياجات الأجيال الجديدة من النشء والشباب وأيضا إنشاء قصور ومراكز ثقافية تنمى الفكر والثقافة وتبنى الوعى على أسس صحيحة.
رابعاً: مشروع تنمية وتطوير الريف المصرى وتوفير الحياة الكريمة للمواطن يخلق مواطناً متصالحاً مع نفسه ووطنه وصالحاً فى تأثيره بالمجتمع الذى يعيش فيه، يمتلك طاقة من الولاء والانتماء للوطن، كما أن المشروع يدعم بناء الوعى الحقيقى ويجهض كل محاولات استغلال أزمات ومشاكل العقود الماضية فى التسلل إلى عقل المواطن المهيأ لاستقبال التطرف والتشدد والكراهية والعنف ،لذلك فإن مشروع تطوير الريف وتوفير الحياة الكريمة يؤسس لعقل يتمتع باليقظة والإيجابية وعدم القدرة على اختراقه وبالتالى فلن تفلح جماعات الإرهاب والتطرف والظلام فى إيجاد البيئة الخصبة والمهيئة لاستقطاب هذه الفئات التى أصبحت تمتلك القدرة على التفكير والوعى ولديها حالة من الرضا والتصالح وتتوافر لها الحياة الكريمة وهو الأمر الذى يغلق منافذ الشر وتزييف الوعى وخلق حالة عداء مع الدولة.
خامساً :باكتمال تنفيذ مشروع تطوير الريف المصرى بمراحله الثلاث وتوفير كل الخدمات والاحتياجات للمواطن من تعليم وصحة وخدمات حكومية فإننا نغلق الباب أمام إهدار المليارات على تكاليف النقل للحصول على الخدمة ونوفر (طاقة) بالملايين، وأيضا تخفيف المعاناة ورحلة العذاب التى يقطعها المواطن فى السفر للحصول على الخدمة خلال السنوات الماضية ،إذن المشروع له جدوى اقتصادية عبقرية، وأيضا عوائد معنوية ونفسية لا تقدر بثمن ،بل وتخفف حدة الزحام والتكدس فى المدن والعواصم وتجعل من الريف مجتمعاً متكاملاً.
سادساً: تطوير الريف المصرى هو رؤية عبقرية لخفض معدلات الفقر والاحتياج والعوز لأنه يأخذ بيد فئات تنتمى للأكثر احتياجاً وتحويلهم إلى فئات منتجة وأيضا مساعدة الباحثين عن التمويل الميسر لإقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر توفر لهم فرص عمل أو شمول هذه الفئات بمظلة الحماية الاجتماعية من خلال برامج مثل (تكافل وكرامة) الذى يغطى 3.8 مليون أسرة مصرية.
سابعاً: إن تطوير الريف المصرى ورفع كفاءة المستشفيات القديمة والوحدات الصحية وإقامة المستشفيات الجديدة يمهد الأرض والبيئة المناسبة للمشروع القومى للتأمين الصحى الذى يعد إضافة حضارية لتوفير الحياة الكريمة والشاملة للمواطن ،وتوفير العلاج الذى يحفظ كرامته ويخفف المعاناة عن كاهله.
الأحلام تتحول إلى واقع على الأرض ،تتحول إلى حياة وخدمات راقية،وإلى حياة بلا معاناة وأزمات فمشروع حياة كريمة وتطوير الريف المصرى الذى يشد انتباه العالم ويحظى بالإشادة والتقدير وأيضا هناك ثقة وفخر واعتزاز فى الحديث عن حياة كريمة وتطوير الريف المصرى فى المحافل الدولية،ولعل حديث الرئيس السيسى فى خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ 76 يجسد هذا المعنى ومن قبلها كان فى اجتماع التنمية المستدامة على هامش اجتماعات الجمعية العامة وفى كل المحافل الدولية واللقاءات الثنائية فالمبادرة هى مصدر فخر واعتزاز للدولة المصرية وعنوان نجاح، وتتويج لمسيرة البناء والتنمية وضمان أساسى للتنمية المستدامة، ونقلة غير مسبوقة فى حياة مواطنى أهل الريف والقري.
عبقرية "حياة كريمة "وتطوير الريف المصرى تنبع من شموليتها وآفاق طموحها،فهى تشمل كل المجالات والقطاعات سواء المادية وأيضا النواحى الفكرية والثقافية والرياضية ،وخلق الحياة الكريمة والارتقاء بالمواطن المصرى وبناء الإنسان والقضاء على الظواهر السلبية والأزمات والمشاكل المزمنة والمعاناة التى تحملها المواطن المصرى على مدار العقود الماضية.
مشروع تطوير الريف الذى أطلقته مبادرة «حياة كريمة»، هو النموذج والمثل للبناء والتنمية وتحقيق تطلعات وآمال الشعوب بالمفهوم الشامل والأكثر طموحاً والأسرع فى تنفيذه والأكثر جدوى وفاعلية ووصولاً إلى الأهداف ،فالريف هو الجانب المنسى فى العديد من الدول التى لا تقترب منه كثيراً فما بالنا بتطوير الريف المصرى بالكامل ليخدم 58٪ من سكان مصر فى كل المجالات والقطاعات فى توقيت واحد.
"حياة كريمة .. "مبادرة ملهمة تستحق فى عبقريتها وشمولها وطموحها التحية لقائد عظيم همه وشغله الشاغل وأولويته الأولى بناء الوطن والمواطن، وتحقيق العدالة لكل المصريين وفى جميع ربوع البلاد.
تحيا مصر