سنة الحياة في أن يصاب الإنسان بالهم والحزن، فالدنيا ليست مكان للراحة بل هي دار ابتلاءات واختبارات أما الراحة والسعادة فهي في الأخرة ولقد قال الله -تعالى-: « لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ»، وعلى الرغم من ذلك فيمكن أن يصاب المؤمن بابتلاء وفي نفس الوقت تغمر السكينة والطمأنينة قلب المؤمن اعتمادًا على قدر الإيمان في قلبة، ، حيث قال الله تعالى: «مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ»، فالإيمان يُزيح عن قلب العبد المؤمن الهموم والأحزان.
طرق علاج الهم والحزن
من أهم طرق التخلص من الحسن والهم والضيق، هو امتلاء قلب العبد بحسن الظن باله واليقين، ومن أهم الطرق الأخرى للتخلص من الهم منها الآتي:
1-الإيمان والعمل الصالح؛ حيث إن الله تعالى وعد عباده المؤمنين والعاملين صالحاً بالحياة الهانئة السعيدة، حيث قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «عجباً لأمرِ المؤمنِ؛ إنّ أمرَه كلَّه خيرٌ، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمنِ؛ إن أصابته سراءُ شكرَ، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراءُ صبر، فكان خيراً له».
2-إن صبر المسلم على ما يصيبه من الهموم والأحزان؛ من الأسباب التي تجعله يفوز بالأجر العظيم والثواب الجزيل من الله تعالى، كما أن الهموم والمصائب التي تقع للعبد من الوسائل والطرق التي تكفر بها ما يرتكبه من الذنوب والمعاصي، وتزيد من الحسنات والأجور، وقد كان السلف الصالح يفرحون بالبلاء الذي يصيبهم؛ لما يتوقعونه من الأجر الذي يحصلون عليه جزاء صبرهم على المصائب والابتلاءات، حيث ورد عن أحدهم أنّه قال: «لولا المصائب لوردنا يوم القيامة مفاليس».
3-يجب أن نفهم أن الحياة الدنيا زائلة وفانية، والنعم التي فيها لا تصفو لأي أحدٍ، حيث قال الله تعالى: «وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ»، فالمؤمن الحقيقي لا يلتفت إلى ما يقع به ويصيبه من الهموم والغموم؛ لأنه يعلم أن الحياة الدنيا فانيةٌ لا تدوم.
4-يجب أن يكون غاية كل مؤمن في هذه الحياة هو الاستعداء إلى الأخرة من عمل صالح وغيره، فالهموم والأحزان التي تصيب الإنسان في دنياه تشتت النفس، وتكدر صفوها، وإن سعى العبد إلى الآخرة هدأت نفسه واستقرت واطمأنت. الدعاء والإلحاح على الله تعالى بتفريج الهموم والكروب، وتنفيس الابتلاءات، حيث قال الله تعالى: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ»، كما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يستعيذ بالله -عز وجل- من الهم والحزن، ويجب أن يحرص العبد على أن يكون دعاؤه بحضور القلب، وإخلاص النية، وأن يسعى في تحصيل الأسباب الموجبة لاستجابة الدعاء.
5- التوكّل على الله تعالى، حيث قال الله تعالى: «وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ»، فالله تعالى يكفي عبده من جميع الهموم، سواء أكانت متعلقةً بالحياة الدنيا أم بالحياة الآخرة.
6-المحافظة على تلاوة آيات القرآن الكريم بتدبرٍ وخشوعٍ، فقد جاء في قول الله تعالى: «وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا».