الخميس 2 مايو 2024

ما جزاء من يترك شيئًا لله؟

جزاء من يترك شيئًا لله

دين ودنيا23-9-2021 | 23:33

زينب محمد

نفس الإنسان أمارة بالسوء؛ لذلك تميل دائمًا لفعل الشهوات وارتكاب الذنوب والمعاصي؛ لذلك فإن مجاهدة النفس والامتناع عن فعل ما تريده النفس شاق على العبد ولكن من فعل ذلك فله جزاء وأجر كبير عند الله، وقد ذكر ابن القيم لمجاهدة النفس أربع مراحل أُولاها السير بالنفس على طريق الهدى والوصول بها إلى دين الحق، وثانيها تعويد النفس على القيام بعمل الخير وفق ما تعلمت من الحق والهدى، وثالثها الانتقال بالنفس إلى الدعوة إلى الله تعالى، وآخر هذه المراحل الصبر على ما يتعرض له الدعاة من الصعوبات والمشاق، فالدنيا ما هي إلا شقاء من حيث مجاهدة النفس ومجاهدة الشيطان الذي أعلن الحرب على ذرية آدم منذ بداية الخلق، ، حيث يقول ابن القيم في وصف نفس الإنسان: «في النفس كبر إبليس، وحسد قابيل، وعتوّ عاد، وطغيان ثمود، وجرأة نمرود، واستطالة فرعون، وبغي قارون، وقبح هامان، وهوى بلعام، وحيل أصحاب السبت، وتمرد الوليد، وجهل أبي جهل».

ولكي نتخلص من كل هذه الأمور السيئة يجب أن نجاهد أنفسنا، وقد حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على تعليمها لصحابته الكرام، وتطبيقها في حياته، وفي ذلك تروي السيدة عائشة -رضي الله عنها- حال النبي -صلى الله عليه وسلم- مع مجاهدة النفس: «أنَّ نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقومُ منَ الليلِ حتى تتفَطَّرَ قدَماه، فقالتْ عائشةُ: لِمَ تَصنَعُ هذا يا رسولَ اللهِ، وقد غفَر اللهُ لك ما تقدَّم من ذَنْبِك وما تأخَّر؟ قال: «أفلا أُحِبُّ أن أكونَ عبدًا شَكورًا»، ومن أكثر السبل الفعالة في تطهير النفس من كل ما يفسدها  من الذنوب وغيره هو العلم، العبادات المساعدة على الفوز بدخول الجنة وبذلك يكون الإنسان قد طهر نفسه كما يطهر الثوب الأبيض من الدنس.

جزاء من ترك شيئًا لله

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنك لَن تدَع شيئاً للهِ عزَّ وجلَّ إلا بدَلك اللهُ به ما هو خيرٌ لكَ منه»، في  ويتضح من الحديث دخول جميع الأعمال المتروكة ابتغاء رضا الله تعالى يعوض الله -تعالى-  من جنس ما ترك أو من غير جنسه، وفي كل الأحوال يكون عوض الله -تعالى- أفضل من المتروك، كما أن هذا الترك يعود على الإنسان بِخيري الدنيا والآخرة، فالله -تعالى- يضاعف لعباده الحسنات، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «يقول اللهُ: إذا أراد عبدي أن يعمل سيئةً فلا تكتُبوها عليه حتى يعملَها، فإن عملَها فاكتبوها بمثلِها، وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنةً، وإذا أراد أن يعملَ حسنةً فلم يعملْها فاكتبوها له حسنةً، فإن عملَها فاكتبوها له بعشرِ أمثالِها إلى سبعمائةِ ضِعفٍ».

وكلما كانت المشقة الناتجة من ترك شيء ما قوية على العبد، وصبر على ما أصابه عوضه الله بأفضل مما ترك، ومن ضمن الأمور التي يعوض الله -تعالى- تاركها خيرًا مما ترك، الآتي:

من ترك سؤال الناس وعلق أمله بالله تعالى، أكرمه الله بعزة النفس والاستغناء به عن جميع خلقه.

 من ترك الاعتراض على أقدار الله -تعالى- له وتوكل على الله سبحانه، أعطاه الله اليقين والرضا.

 من آثر في حياته الصدق على الكذب، هداه الله -تعالى- إلى الصدق، وكتبه من الصديقين.

من ترك الغش في البيع، زادت ثقة الناس به، ووسع الله -تعالى- له في رزقه.

من ترك النظر إلى المحرمات، أكرمه الله -تعالى- بنور في الوجه وحلاوة في القلب.

 من ترك الكبر ولزم التواضع، رفعه الله -تعالى- في الدنيا والآخرة، وأنعم عليه بحب الناس.

 من ترك أصحاب السوء، عوضه الله -تعالى- بالصحبة الصالحة التي تأخذ بيده إلى الخير والسعادة في الدنيا والآخرة.

من ترك الخوض في أعراض الناس، أكرمه الله -تعالى- بقوة البصيرة، والسلامة من أذى الناس.

Dr.Randa
Dr.Radwa