تشهد مصر ارتفاعا في أعداد الإصابات بكورونا خلال الفترة الجارية من بداية شهر سبتمبر الجاري في ظل الموجة الرابعة التي يعيشها العالم أجمع، ومن المتوقع أن تواصل الأعداد ارتفاعها حتى الوصول إلى ذروة الموجة الرابعة والتي قد تكون في المنتصف الثاني من أكتوبر المقبل حسبما أكد أطباء متخصصون في علم الفيروسات والأوبئة، موضحين أن أعراض الموجة الرابعة تشابه أعراض البرد لذلك ينبغي تشديد الإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامات.
وقالت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، إنّ مصر تدخل ذروة الموجة الرابعة لفيروس كورونا من المتوقع أن تكون خلال فترة من 3 : 4 أسابيع من الآن وكلما زادت وتيرة تطعيم المواطنين كلما كانت حدة الموجة أقل، موضحة أن الوضع الوبائي لفيروس كورونا في مصر الآن مطمئن، وأن عدد الوفيات بالموجة الرابعة لفيروس كورونا أقل من عدد الوفيات بالموجات الماضية.
أعراض الموجة الرابعة
وفي هذا السياق، قال الدكتور فايد عطية، الباحث في مجال الفيروسات والمناعة بمدينة الأبحاث العلمية بالإسكندرية، إنه لا يمكن الجزم بموعد ذروة أي موجة من موجات جائحة كورونا، لكن هناك توقعات وتحققها يرتبط بمدى التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية، مضيفا أن الموجة الرابعة من كورونا في مصر بدأت في منتصف سبتمبر ومن المتوقع أن تنتهي في آخر أكتوبر أو أوائل نوفمبر.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن ذروة أية موجة تحدد بعد مرورها، حيث يظل المنحنى في التصاعد حتى يبدأ في الثبات لفترة والتراجع لمدة أسبوعين وحينها يمكن القول أن تلك الفترة كانت الذروة، وهو ما حدث في الثلاث موجات السابقة من كورونا في مصر، مضيفا أن هناك توقعات بحدوث الذروة بعد فترة من 3 أسابيع إلى شهر.
وأضاف أنه من المتوقع أن تستمر الزيادة في أعداد الإصابات بكورونا في مصر خلال الفترة المقبلة، وهو أمر يحدث حاليا بالفعل فيوميا ترتفع أعداد الإصابات عن اليوم السابق، مضيفا أن السيطرة على زيادة الأعداد تعتمد على عدة عوامل منها حصول المواطنين على لقاح كورونا وإقبالهم عليها ومدى التزامهم بالإجراءات الوقائية ووعيهم بخطورة الوضع.
وأكد أن تطبيق هذه العوامل سيقلل مدة الموجة الرابعة في مصر، لكن تجاهلها سيؤدي إلى زيادة مدة الموجة وقد تستمر طوال فصل الشتاء في هذه الحالة، مشددا على أن المطلوب من إجراءات هو التزام المواطنين بالكمامات والتباعد الجسدي وتعقيم الأيدي وتطهير الأسطح وعدم التزاحم والتكدس والأماكن المغلقة.
وأشار عطية إلى أنه المطلوب من الحكومة فرض تلك الإجراءات بشكل قانوني من خلال تفعيل غرامات عدم الالتزام بارتداء الكمامات في وسائل النقل والمواصلات العامة والأماكن المغلقة، مضيفا أن الموجة الرابعة تتزايد فيها أعداد الإصابات والوفيات وما يرصد رسميا لا يمثل سوى 10% من الإصابات الحقيقية وهو أمر أكدته وزارة الصحة عدة مرات.
ولفت إلى أن معظم الأشخاص مصابون بكورونا لكنهم يعتبرونه دور برد أو إنفلونزا موسمية، وخاصة أن الموجة الرابعة من كورونا لأن أعراضها تتشابه بنسبة 95% مع نزلات البرد والإنفلونزا، مؤكدا أن معظم المصابين بكورونا يأخذون أدوية البرد ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي وينقلون العدوى للآخرين اعتقادا منهم أنهم مصابون ببرد عادي.
وشدد على أنه أصبح من غير الممكن التفرقة بين أعراض البرد أو الإنفلونزا وكورونا في الموجة الرابعة والفيصل في ذلك هو تحاليل الدم والأشعة المقطعية على الصدر، موضحا أن متحور دلتا ودلتا بلس تتشابه أعراضه بنسبة 95% مع نزلات البرد والإنفلونزا كالرشح والعطس والكحة والزكام وكأنها نزلة برد عادية.
ونصح المواطنين عند شعورهم بأية أعراض من هذا النوع أن تتجه للطبيب وتجري الفحوصات والأشعة اللازمة ويلتزم العزل المنزلي فورا حتى لا ينقلون العدوى لآخرين.
ارتفاع أعداد الإصابات
ومن جانبه، قال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، إن ذروة الموجة الرابعة من كورونا في مصر من المتوقع أن تكون في النصف الثاني من شهر أكتوبر المقبل، أي بعد نحو شهر من الآن، مضيفا أن ذلك ما أعلنته وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، حيث بدأت تلك الموجة في بداية سبتمبر الجاري في مصر ومعظم أنحاء العالم.
وأوضح عنان، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه من المتوقع أن تكون إصابات الموجة الرابعة أعلى من الموجتين الثانية والثالثة وذلك بسبب سرعة انتشار متحور دلتا، وكذلك التوقعات التي تفيد بظهور متحورات جديدة من الفيروس، مضيفا أن ذروة الموجة الرابعة في أكتوبر المقبل، وسترتفع أعداد الإصابات أما نسبة الوفيات فستتوقف على نسبة الحاصلين على التطعيم.
وأكد أن الموجة الرابعة تشهد نسبة إصابات أعلى عند الأطفال لكن نسبة من يحتاج للمستشفى بين المصابين منهم هي 1% فقط أما نسبة الوفيات هي 0.03%، موضحا أن أهم الإجراءات المطلوبة حاليا لكسر حدة الموجة الرابعة هي الإسراع في الحصول على اللقاح، وكذلك التعامل مع كل إصابة بالبرد أو الإنفلونزا على أنها إصابة بكورونا حتى إثبات عكس ذلك، مع ضرورة عدم أخذ أية أدوية بدون استشارة الطبيب وذلك لأن أعراض المتحور دلتا شبيهة بالبرد.
وطالب أيضا بضرورة الالتزام بالكمامة والإجراءات الاحترازية، ومنع التجمعات والفسح مع الأصدقاء والأقارب، وكذلك زيادة القدرة الاستيعابية للمستشفيات وخصوصا العناية المركزة، مشددا على ضرورة عودة تطبيق الغرامات على الأماكن المخالفة للإجراءات الاحترازية.
ولفت إلى أن أعراض كورونا الجديدة تضمنت إفرازات العين والتهاب عين واحدة قد يكون بنسبة كبيرة فيروسي وايجابي كورونا، مطالبا أن تعب العين قد يكون أحد أعراض كورونا، مؤكدا ضرورة التوعية عن طريق الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بهذه الجوانب للحماية من الإصابة وتقليل العدوى.