السبت 18 مايو 2024

قيدت ضد مجهول... «مذبحة بني مزار» راح ضحيتها 10 أشخاص وتضمنت سرقة أعضاء منهم

دار الهلال

الجريمة23-9-2021 | 22:38

محمد زيدان

"قيدت ضد مجهول".. عبارة بسيطة لكنها تضع نهاية قصة حزينة وتسدل الستار على جرائم كاملة، ويظن الجاني أنه قد أفلت من العقاب في محكمة الدنيا، لكنه لا يعلم أن هناك محكمة أعدل وأهم في السماء تعلم موعد انعقادها وأعدت له ما يناسبه من حكم لكنه قيد التنفيذ، وفي عالم الجرائم تقول القاعدة أنه لا وجود لجريمة مكتملة الأركان مائه في المائه، لكن لكل قاعدة استثناء، لذا هناك جرائم تم إغلاق ملفاتها بكتابة عباره "تقيد القضيه ضد مجهول".

وفي هذا التقرير تقدم لكم بوابة "دار الهلال" أشهر الجرائم التي ارتكبت دون التوصل للفاعل الحقيقي أبرزهم فنانين، أدباء، أو شخصيات عامة

جذبت المذبحة البشعة التي شهدتها قرية شمس الدين بمركز بني مزار بمحافظة المنيا أنظار المصريين جميعاً ، المذبحة التي ارتكبها مجهول وراح ضحيتها عشرة أشخاص تم التمثيل بجثثهم وسرقة أعضاء جسدية منهم كالكبد والطحال وتمزيق الأعضاء التناسلية أصابت المصريين بصدمة وذهول كبيرين فيما لا تزال ألغاز هذه الجريمة البشعة لم تتكشف بعد الأمر الذي ترك المجال لتفسيرات وشائعات عديدة لكيفية ارتكابها ومن قام بها وهل هو مجهول واحد أم تشكيل عصابي أم شخص مختل عقلياً.
أما القرية فيجافيها النوم ويسكنها الخوف والهواجس من عودة هذا المجهول مرة أخرى وتحولت شوارع القرية إلى مجال خصب للشائعات بين قائل بأن عصابة كبيرة مخصصة لسرقة الأعضاء البشرية تقف وراء هذا الحادث وقائل إن وهم العثور على كنز سيطر على مجموعة أفراد فقاموا بارتكاب هذه المجزرة كفدية أو شرط للعثور على هذا الكنز المزعوم، وبين قائل بأن الجن وراء ما حدث بعد العثور على حمام وطيور مذبوحة بنفس الطريقة وتطرقت الأقوال كالعادة إلى الموساد الإسرائيلي محملينه مسؤولية ما شهدته القرية من مذبحة مروعة وذلك لتشتيت جهود الأمن المصري. التحريات الجارية حتى الآن كشفت عن أن المذبحة ارتكبت في ثلاثة منازل في شارع واحد لا يفصلها سوى بيت واحد لم يتعرض لأي اعتداء ويقيم في المنزل الأول يحيي أحمد أبو بكر 35 سنة مدرس ابتدائي وزوجته نعمات علي محمد 25 سنة وطفلاه محمد 3 سنوات وأسماء طفلة رضيعة وجدوا مذبوحين داخل غرفة نومهم ومفصولة رؤوسهم عن أجسادهم وقد شقت بطونهم من الرقبة حتى الجهاز التناسلي وبتر الأعضاء التناسلية بالنسبة للمدرس وابنه محمد، كما عثر علي 5 طيور حمام مذبوحة وبدون رؤوس وملقاة علي الجثث الأربع، وتبين أن الغرفة غارقة وسط بركة من الدماء.وتبيّن من المعاينة إلى أن المجني عليهم شقت بطونهم بعد ارتكاب المجزرة بأكثر من نصف ساعة مما يؤكد أن الجناة الذين ارتكبوا الحادث كانوا أكثر من شخص ودرسوا منطقة الحادث بعناية.
والمنزل الثاني والذي يقيم فيه سيد محمود عبده 40 سنة مزارع وزوجته صباح علي عبد الوهاب 40 سنة وطفلاه أحمد 10 سنوات وفاطمة 8 سنوات، تبيّن من المعاينة أن المنزل مكون من طابقين وتم بناؤه من الطوب اللبن، ويقيم بالطابق الأول أسرة المجني عليه سيد وتم مصرعهم بنفس الطريقة التي عثر عليها الأسرة الأول بالكامل والطابق الثاني يقيم فيه 3 من بناته وهن اللاتي الذين كتب لهن القدر النجاة من تلك المجزرة وهم زينب وأم هاشم ومني وتتراوح أعمارهن ما بين الـ 16 و18 عاماً. أما المنزل الثالث فكان يقطنه طه عبد الحميد محمد 40 سنة محامٍ ووالدته عزة حسن أحمد 60 سنة، حيث عثر عليهما مذبوحين ومفصولي الرأس وبطنيهما مشقوقين وغارقين وسط بركة من الدماء، وتبيّن عدم وجود أعمال عنف داخل المنازل الثلاثة، كما تبيّن أن عملية شق بطون الضحايا في المنازل الثلاثة حدثت بعد ارتكاب المذبحة وتأكد الجناة من وفاتهم لعدم وجود آثار دماء بمنطقتي البطن والجهاز التناسلي.
وقد استمعت النيابة إلى أقوال أبو بكر عبد الحميد شقيق طه عبد الحميد الذي اكتشف المجزرة، قال إنه في يوم الحادث كعادته طرق علي شقيقه أبو بكر الذي يقيم مع والدته لتأدية صلاة الفجر كعادتهما وعندما لم يفتحا الباب قام بفتح الباب بعنف وفوجئ بمقتلهما وذبحهما بالطريقة البشعة التي شاهدتها النيابة، ونفي أبو بكر وجود خلافات بينه وبين أي من أهالي القرية أية خلافات ولا خصومات ثأرية، وأكد عدد كبير من أهالي القرية أنهم سوف يعرضون منازلهم وأملاكهم للبيع لعدم وجود أمن بالقرية بعد تلك المجزرة البشعة التي وقعت لجيرانهم وأنهم في حالة خوف وفزع، وأشاروا إلى عدم وجود نقطة شرطة أو عمدة بالقرية رغم أن القرية أكثر من 7 آلاف نسمة وأجمعوا أنهم طالبوا أكثر من مرة المسئولين بالمحافظة بضرورة إنشاء نقطة شرطة لبث الأمن والأمان في نفوس أهالي القرية.
من جهة أخرى واصلت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية جهودها لكشف غموض المذبحة البشرية التي شهدتها قرية شمس الدين التابعة لمركز بني مزار بالمنيا والتي راح ضحيتها عشرة أشخاص من الرجال والنساء والأطفال من ثلاث أسر مختلفة وقامت قوات الأمن بتفتيش منازل القرية وأسطحها، كما قامت بتمشيط المناطق المحيطة بالقرية والقرى المجاورة لها، بحثاً عن أي دليل يقود لضبط الجناة، وكشف تقرير الطب الشرعي عدم وجود أية آثار لمواد مخدرة في بطون الضحايا. وأشار التقرير إلي وجود ضربات قوية بآلة حادة في رؤوس جميع الضحايا وجروح طولية بطول البطن حتي الأجهزة التناسلية، كما أشار التقرير إلى اختفاء الأجهزة التناسلية للرجال والنساء وحتي الأطفال. وقد سيطر الرعب والحزن علي أهالي قرية شمس الدين والقري المجاورة لها وتجمعت العديد من الأسر في منزل واحد، خوفاً من تكرار الحادث وقاموا بشراء ترابيس ضخمة لإحكام غلق الأبواب وتناوبوا النوم طوال الليل، تحولت الجريمة البشعة إلي لغز يحير أجهزة الأمن خاصة أن دوافع الجريمة غير معروفة والضحايا ليسوا أقارب ومنازلهم ليست متطورة، كما أنهم من البسطاء ولم تتعرض منازلهم للسرقة.
لازالت مذبحه بني مزار لغزا محيرا لم يتم التوصل للمجرم الحقيقي لتقيد القضيه " ضد مجهول "

الاكثر قراءة