تحقيق : إيمان الدربي
تحلم كل فتاة باليوم الذى يتقدم فيه شاب لخطبتها كما تسعد أسرتها بذلك حيث يقام حفل الخطوبة بحضور الأهل والأحباب، وفى فترة الخطوبة يحاول كل طرف أن يظهر فى أبهى صورة فتسمح بعض الأسر للخطيبين بالجلوس سويا بهدف التعرف على بعضهما البعض بينما تصر بعض الأسر على رفض هذا الأمر باعتباره مخالفا للشرع والتقاليد التى تختلف من بيئة لأخرى.
فما الحدود التى يجب أن يلتزم بها الشاب والفتاة خلال فترة الخطوبة، وهل هناك محاذير ينبغى أن يتوقف عندها كل طرف حتى لا تسوء العاقبة ؟
فى البداية تقول د.آمنة نصير، أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر:فترة الخطوبة مرحلة يتعرف فيها كل طرفعلى صفات وطباع الآخر، وليست لاستعراض كرم الضيافة ومحاسن الأخلاق أو إظهار النفاق، فهى الخطوة الأولي في الطريق الجاد لبناء الأسرة.
وتنصح د. آمنة الشباب أثناء فترة الخطوبة بالصراحة والوضوح وأن يبتعد الطرفان عن التصنع بل يتصرف كل منهما على سجيته، وتقدير أهمية المرحلة فى التعرف على طباع بعضهما وأسرهما جيدا، وعدمالتعجل فى عقد القران بل يجب عليهما التأنى ودراسة كل منهما الآخر، وعلى الفتاة ألا تسمح بالتجاوز من قبل خطيبها وأن تكتفى بإظهار الوجه والكفيين وإشعاره بالمودة والمحبة وإظهار الابتسامة الرقيقة الهادئة.
وتذكر د. آمنة تجربتها الشخصية قائلة: ما أتحدث عنه مارسته بالفعل مع بناتى الثلاث فكنت أتحدث عن بعض متاعبهن أمام أسرة العريس، ما دفع والد العريس في إحدي الزيجات أن يسأل هل أنت أم العروس أم زوجة أبيها؟ فقال له أخى: إنها سيدة فاضلة ما تقوله في الإعلام تمارسه في الحقيقة، مؤكدة أن ذلك لم ينل أبدا من قيمة بناتها ولم يفسد الخطبة وإنما أعطى للعروسين فرصة المصارحة والتقارب والتعارف الحقيقي.
لا يجوز الاختلاء
ويقول الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق: يعتبر الخاطب أجنبيا عن خطيبته لذلك يجب ألا تعانقه أو يقبلها أو يحتضنها بل تظل العلاقة بينهما قائمة علىالاحترام والتعارف، ولا يجوز له أن يختلي بها حتى يعقد عليها، لأنه قد يرى ما لايروقه فينفصل عنها،وبذلك تتعرض للقيل والقال، لذا يجب على الفتاة أن تحافظ على نفسها وشرفها ولا تتجاوز فى تصرفاتها مع خطيبها بحجة أنه زوج المستقبل، فهي فترة يتعرف كل منهما على الآخر وقد يكون هناك توافق فتستمر الخطبة أو يكون الاختلاف فيذهب كل منهما إلى حال سبيله ويغني الله كل من سعته.
وعن رد الشبكة إلى الشاب حالة فسخ الخطبة أوضح الشيخ عاشور أن الشبكة هديةالخاطب إلى خطيبته، وإذا كان سبب الفسخ من الفتاة تعطيه الشبكة أما إذا كان من جهة الشاب فلا يجب على أهل الفتاة ردها، موضحا أن الخطبة شرعت مع الزحام الشديد وتزايد الناس في المجتمعات ليتأكد الشاب والفتاة أن صفاتهما متقاربة وأحلامهما متشابهة ولا يوجد تضاد أو تضارب بين أسرتيهما وإنما هناك تكافؤ بينهما في الثقافة والتعليم والفكر والهدف والحلم.
أعباء الحياة
وعن الحدود التى ينبغى أن يلتزم بها الشباب أثناء فترة الخطوبة تقول د. هالة: انشغال الشاب والفتاة بالعلاقات الحسية لايجعل لديهما فرصة حقيقية للتعارف،كما يتسبب حرص الشاب على إشباع رغباته أثناء فترة الخطوبة فى فتور العلاقة بينهما بعد الزواج ليحدث الطلاق سريعا لأن كل ما أراده حصل عليه فى تلك الفترة.
وتابعت: وحتى نستعيد الشكل السوي للخطبة يجبيؤدىأن الآباء والأمهات دورهما المفقود في الحوار مع أبنائهم، واستعادة الدور الغائب لعلماء النفس والتربية، وتنظيم دورات تدريبية وتثقيفية للحفاظ على ما تبقى من تقاليدنا وعادتنا الشرقية والتعرف على فن التعامل مع الذات وبناء القيمة الإنسانية التي ستنعكس على كل الأمور ومنها الخطبة واختلاف تفاصيلها.
احترام متبادل
وتقول منى عزت ناشطة اجتماعية: المهم في فترة الخطبة أن يكون هناك احترام متبادل من كلا الطرفن فيتعامل الشاب مع الفتاة بسلوك سوي ولا ينظر إليها على إنها طرف ضعيف سيتم التشهير بها إذا تركها، وعلى الفتاة ألا تستغل الشاب لتأخذ منه ما يمكنها من الماديات والهدايا، مؤكدة أن المجتمع يحتاج إلى تغيير نظرته لفترة الخطبة والأهم هو تغير نظرة الشاب والفتاة لبعضهما أثناء تلك الفترة.