السبت 23 نوفمبر 2024

مقالات

أربيل لن تكون أرضا للتطبيع

  • 27-9-2021 | 17:34
طباعة

شهدت الأيام الماضية اجتماعا في أربيل تحت عنوان "السلام والاسترداد"، الغرض منه المصالحة وحل الخلافات بين بعض الأطراف العراقية العربية والحديث عن الإقليم السني، كان الطلب المقدم إلى حكومة الإقليم للموافقة على انعقاده برعاية مؤسسة مدنية يحمل هذا العنوان.

والحقيقة أن بعض القائمين عليه خرجوا عن المسار الحقيقي للاجتماع كما تفاجأ العديد من المشاركين بإضافة فقرة تطالب بالتطبيع مع إسرائيل، كما أشارت إليها سيدة من وزارة الثقافة العراقية حين قرأت البيان الختامي، وقبلها طرح أحد الحاضرين الموضوع.

ورغم عدم حضور أي شخص أو مسئول حكومي أو حزبي كردي بين الحضور، إلا أن القيامة وتواصل الهجوم على إقليم كردستان دون وجه حق.

كردستان العراق واحة من الحرية يتكفل الحريات للجميع ضمن القانون، ولا يمنع التجمعات الدستورية والقانونية، إلا أن خروج البعض عن برنامج الاجتماع لا علاقة له بالحكومة ولا الشعب الكردي، وأعلنت رئاسة الإقليم ووزارة الداخلية استنكارها لهذا الطرح الذي يتنافى مع توجهات حكومة الإقليم والشعب الكردي تجاه القضية الفلسطينية.

شاهدنا وقرأنا هجوم البعض متهمين حكومة الإقليم بالتطبيع، فإذا كان الأكثرية من الحضور تفاجأوا بمسألة التطبيع التي كانت خارج أجندة المؤتمر فكيف لحكومة الإقليم أن تعلم به؟.

إن هؤلاء الذين يدعون الوطنية والاستقامة بعيدون كل البعد عن الوطنية والإخلاص، يهاجمون الإقليم والشعب الكردي دون وجه حق وهذا نابع من الفكر الشوفيني الحاقد على الشعب الكردي والازدهار والعمران والأمان والاستقرار في كردستان العراق، ومحاولة لعرقلة حل الخلافات بين بغداد وأربيل، حيث حل الخلافات بينهما سيكون دعما لاستقرار وازدهار العراق وهذا لا يتماشى مع طموحات البعض التي تتطابق وأجندات غير عراقية.

فعلاقة الشعب الكردي بالشعب العربي وخاصة مع الشعب الفلسطيني تاريخية صميمية، والشعب الكردي يدعم الحقوق الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية عاصمتها القدس الشريف، وهناك العديد من الزيارات واللقاءات المتبادلة مع القادة الكرد والفلسطنيين.

لا يمكن أن ننسى علاقات الزعيم الكردي مسعود بارزاني مع الزعيم الفلسطيني الخالد الذكر أبو عمار، وزيارة فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن إلى أربيل ووجود قنصلية عامة لدولة فلسطين في أربيل، والعلاقات الجيدة لسعادة السفير نظمي حزوري القنصل العام وأركان القنصلية مع الشعب الكردي خير دليل على عمق هذه العلاقات التاريخية.

من ناحية أخرى، نجد الدستور العراقي يحصر حق مباشرة العلاقات الخارجية فى الحكومة الاتحادية ببغداد، والشعب الكردي وقيادته السياسية ملتزمة بالدستور، لكن المضحك المبكي أن البعض الآن يتذكرون الدستور ويدعون بأن ما جرى في أربيل مخالف للدستور العراقي دون التزام هؤلاء بالدستور والعمل به، فهناك العديد من المواد الدستورية لو التزمت بها لما وصل حال العراق إلى ما هو عليه.

الأمر الآخر، أنه قبل فترة أعلن قيادي في التيار الصدري أن قرار التطبيع مع إسرائيل سيصدر من النجف الأشرف، ولم ينطق أحد بكلمة، ولماذا الآن هذه الهجمات الشوفينية على حكومة إقليم كردستان التي وعدت بمحاسبة كل من نادى بالتطبيع مع الكيان الإسرائيلي.

إن إيمان الشعب الكردي بالقضية الفلسطينية لا يتزعزع رغم معاداة الشوفينيين للشعب الكردي، والكرد هم من حرروا القدس الشريف بقيادة صلاح الدين الأيوبي، وينظرون إلى القدس الشريف من الناحية الدينية أيضا كونها إحدى مقدسات الإسلام، وللشعبين الكردي والفلسطيني تاريخ مشترك من المعاناة والنضال.

إننا نرفض توريط الكرد في حديث التطبيع، وأن التطبيع لو تم سيكون ممن يلملمون القرار دستوريا وليست حكومة الإقليم.

دعونا نتجاوز الصيد في الماء العكر.. وخيبة الأمل.

الاكثر قراءة