لقد جعل الله الحجاب فريضة على كل مسلمة، ونهى عن الابتعاد عن ارتداء الحجاب؛ لذلك هناك اجر وثواب عظيم للمرأة التي ترتدي الحجاب الشرعي عند الله، والحجاب من الخصال التي تتميز بها المرأة، فهو دليل على ستر وعفة المرأة، فقد قال الله -تعالى-: « يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ»، كما اوصانا الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمهات المؤمنين ونساء المسلمين بالحجاب، وذلك بستر جميع البدن عند الخروج، وبالحجاب تتميز النساء الحرائر عن غيرهن من النساء، ولا يتعرض لهن أحد من الرجال والسفهاء، بأي فعل يخدش حياءهن وعفتهن وطهارتهن.
شروط الحجاب الشرعي
- وجوب ستر جميع بدن المرأة ما عد الوجه والكفين، فالوجه والكفان من الأمور التي اختلف في حكمها العلماء، ودليل ذلك قول الله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ».
- يجب ألا يكون الحجاب في نفسه زينة؛ فالله تعالى نهى النساء عن إبداء وإظهار زينتهن، حيث قال: «وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ»، فلا يجوز للنساء إظهار زينتهن إلا ما لا يمكن إخفاؤه.
- يجب أن يكون الحجاب ثخيناً بحيث لا يظهر أو يصف ما تحته، فإن كان الحجاب بعكس ذلك فلا تتحقق الغاية من الستر به، ولا تتحقق غاية عدم لفت نظر الأجانب للمرأة كذلك.
- يجب أن يكون الحجاب الساتر للبدن فضفاضاً غير ضيقٍ، بحيث لا يصف أيّ جزءٍ من أجزاء جسد المرأة، وذلك لتحقيق الغاية بالأمن من الفتنة التي لا تتحقّق إلا إن كان اللباس فضفاضاً، فاللباس الضيق يحجب لون البشرة فقط دون أن يحجب تفاصيل جسد المرأة، كما أن ذلك من الأسباب التي تؤدي إلى إثارة الشهوات، وانتشار المنكرات والفواحش والرذائل.
- يجب أن يكون الحجاب غير معطر ؛ فالشرع نهى المرأة عن الخروج متعطّرة أو متبخرة؛ وذلك حرصاً عليها من الفتنة، فالتعطر والتبخر من الأسباب التي تثير وتحرّك الشهوات.
- يجب أن يكون لباس المرأة وحجابها بعيداً عن مواصفات لباس الرجال، حيث ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك، حيث قال: «لعَن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الرَّجُلَ يلبَسُ لِبسةَ المرأةِ والمرأةَ تلبَسُ لِبسةَ الرَّجُلِ».
- يجب ألا يكون الحجاب فيه تشبّهٌ بالكفار؛ إذ إنه لا يجوز من المسلمين التشبه بالكفار، سواءً في عبادتهم أو أعيادهم أو لباسهم وغير ذلك من الأمور.
- يشترط في الحجاب ألّا يكون لباس شهرةٍ، فلا يجوز أن يكون القصد من اللباس الاختيال، أو التفاخر والتعالي على الناس.