الأحد 19 مايو 2024

مفتي الجمهورية: تمثيل شخصية الأنبياء حرام شرعَا

مفتي الجمهورية

أخبار30-9-2021 | 20:41

دار الهلال

أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين هم أفضل البشر على الإطلاق، وميَّزهم الله تعالى عمن سواهم بأن جعلهم معصومين، ومن كان بهذه المنزلة فهو أعز من أن يُمَثَّل أو يَتَمَثَّل به إنسان؛ ولذا فإن تمثيلَهم حرامٌ شرعًا. 

وأضاف مفتي الجمهورية - في تصريحات الليلة - أما الصحابة رضوان الله عليهم، فالمختار للفتوى أنه إذا أُظهِرُوا بشكل يناسب مقامهم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأنهم خيرة الخلق بعد الأنبياء والمرسلين؛ فلا مانع من تمثيلهم إذا كان الهدف من ذلك نبيلًا؛ كتقديم صورةٍ حسنةٍ للمشاهد، واستحضار المعاني التي عاشوها، وتعميق مفهوم القدوة الحسنة من خلالهم، مع الالتزام باعتقاد أهل السنة فيهم؛ من حبهم جميعًا بلا إفراط أو تفريط، وكذلك التأكيد على حرمة جميع الصحابة؛ لشرف صحبتهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، والتوقير والاحترام لشخصياتهم، وعدم إظهارهم في صورة ممتهنة، أو الطعن فيهم والاستخفاف بهم والتقليل من شأنهم. ويُستَثْنَى من هذا التمثيل في الأعمال الفنية: العشرة المبشرون بالجنة، وأمهات المؤمنين، وبنات المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وآل البيت الكرام؛ فلا يجوز تمثيلهم.
وقال مفتي الجمهورية: إن الأعمال الفنية الهادفة التي تعالج القضايا المجتمعية، وأهمها الأفكار المتطرفة من الوسائل المحمودة وتأثيرها كبير على العقل والوعي، ولا بأس بالفن الهادف المنضبط بالضوابط الأخلاقية والشرعية والقانونية ما دام يرقى بالمشاعر ويهذِّب النفوس ويبني الإنسان.

وأوضح أن دار الإفتاء المصرية مهمومة كثيرًا بقضايا المجتمعين المصري والعالمي وذلك ليس وليد اللحظة بل هو كائن منذ سنوات بعيدة: لافتا إلى أنه منذ سنوات صدرت إحصائية تؤكد أن 50% من المقاتلين بتنظيم داعش الإرهابي من المسلمين في الدول غير المسلمة، وهذا أوجب علينا الاهتمامَ بحال المسلمين في هذه الدول، وخاصة الشباب، فقدَّمنا جهودًا كبيرة لتأهيل الشباب المتصدر للدعوة والإفتاء. ومن ثم خصصنا مؤتمرًا عالميًا للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم في 2016م تحت عنوان "التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد للأقليات المسلمة" تحت رعاية كريمة من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبحضور كبار الشخصيات الدينية في مصر والعالم وعدد من السادةِ الوزراءِ، والسفراءِ، والعلماءِ، ورجالِ الدولةِ، ورجالِ الصحافةِ والإعلامِ ، وركَّز المؤتمر على واقع الجاليات المسلمة الذي يزداد صعوبة يومًا بعد يوم في ظل ظاهرة الإسلاموفوبيا، وهذا فيه دلالة على اهتمام دار الإفتاء بالشأن الخارجي للمسلمين.


وأضاف مفتي الجمهورية: "لقد توالت المؤتمرات بعد ذلك، والأنشطة التي تهتم بحال المؤسسات الإفتائية في الداخل والخارج، ولعل أهمها المؤتمر العالمي السادس للأمانة العامة، وكان بعنوان: "مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي... تحديات التطوير وآليات التعاون"، الذي انعقد يومَي الثاني والثالث من أغسطس الماضي، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي".

وصدرت عن هذا المؤتمر مجموعةٌ من المبادرات والفعاليات التي كانت بمنزلة نقلة نوعية في سياق التحول الرقمي داخل المؤسسات الإفتائية وتفعيله في ظل تطوير آليات التعاون والتكامل بينها، وخاصة في مواجهة الأزمات والجوائح كجائحة كورونا.