السبت 18 مايو 2024

تعرف على مراحل جمع وتدوين القرآن الكريم

القرآن الكريم

دين ودنيا4-10-2021 | 10:02

سالي طه

تم جمع وتدوين القرآن الكريم على عدة مراحل، ولكن قد لا يعرف الكثيرون كيف تم تدوين القرآن الكريم في عهد النبي والخلفاء الراشدين.

وفي السطور التالية، تقدم بوابة "دار الهلال"، مراحل تدوين القرآن الكريم كالآتي:

ـ المرحلة الأولى

 وجّه النبي -عليه الصلاة والسلام- الصحابة لأخذ القُرآن عن كِبار المُقرئين منهم، لقوله -عليه الصلاة والسلام-: (خُذُوا القُرْآنَ مِن أرْبَعَةٍ؛ مِن عبدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ -فَبَدَأَ به-، وسَالِمٍ مَوْلَى أبِي حُذَيْفَةَ، ومُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، وأُبَيِّ بنِ كَعْبٍ)، بالإضافة إلى الخُلفاء الراشدين أيضاً، وقد تطوّرت أساليب حفظ القُرآن في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام- واعتمدت طريقتين، فذكرنا حفظه في الصدور، ثُمّ السطور، وهي من طُرق جمعه الدائم على مدار الأزمان، فقد تمّ جمع القرآن تدويناً في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام-، وذلك من خلال كتابة الآيات فور نُزولها؛ حيث كان النبي -عليه الصلاة والسلام- كُلّما نزلت عليه آيات، يُنادي على كُتّاب الوحي أو أحدُهم ويُملي عليه ذلك، وقد حَصَر النبي جُهدهم في كتابة القُرآن فقط، فقال لهم: (لا تَكْتُبُوا عَنِّي، ومَن كَتَبَ عَنِّي غيرَ القُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ)، مما ساعد على توفّر العديد من نُسخ القُرآن عند بعض الصحابة؛ كأُبيّ بن كعب، ومُعاذ بن جبل، وغيرهم.

ـ المرحلة الثانية

سبب تدوين وجمع القرآن في عهد أبي بكر تولى الخلافة أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- بعد وفاة النبي -عليه الصلاة والسلام-، فارتدّ عددٌ كبيرٌ من الناس عن الإسلام، فكانت حروب الردّة في موقعة اليمامة، واستُشهد فيها قرابة السبعين من قُرّاء الصحابة، فأشار عُمر -رضي الله عنه- على الخليفة بجمع القُرآن؛ مخافةً عليه من الضّياع، فتردّد الخليفة أبو بكرٍ في بداية الأمر؛ لِقدومه على فعلٍ لم يفعله النبي -عليه الصلاة والسلام-، وبقي يُراجعه حتى شرح الله -تعالى- قلبه للفكرة، واختار زيد بن ثابت -رضي الله عنه- لجمعه؛ لِما رأى فيه من العقل، والأمانة، والورع، والدين، ولكتابته للوحي في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام-، وحُضوره العرضة الأخيرة للقُرآن، فقام زيد بتتبّع القُرآن من خلال أدواته التي كُتب عليها، ومن صدور الصحابة الحُفاظ.

ـ المرحلة الثالثة

 توسّعت الفُتوحات الإسلامية في عهد الخليفة عُثمان بن عفان -رضي الله عنه-، فسمح للناس الانتشار في الأمصار، فتفرّق القُرّاء منهم في البلاد، وتعلّم كُل أهل مِصرٍ القراءة ووجوهها والأحرف السبعة ممّن سكن عندهم من القُرّاء، فأهل الشام مثلاً أخذوا بقراءة أُبيّ بن كعب -رضي الله عنه-، وأهل البصرة أخذوا بقراءة أبي موسى الأشعري، ممّا جعل الاختلاف بين وجوه القراءة في الأمصار يُؤدي إلى تكفير الفتنة بين الناس، حتى قال بعضهم لبعض: إن قراءتي خيرٌ من قراءتك، وكانت الفتنة في البلاد البعيدة والنائية أقل اختلافاً وفتنةً من غيرها، فتنبّه حُذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- لما حدث، وتوجّه إلى الخليفة بعد فتح أرمينية؛ لجمع الناس على قراءةٍ واحدةٍ، وكان الجهل بنزول القُرآن على سبعةِ أحرف من أسباب الفتنة بين المُسلمين في الأمصار.

ـ قرّر الخليفة عثمان -رضي الله عنه- تدارُك الأمر قبل انتشاره، وذلك بجمع الناس على قراءةٍ واحدة؛ وهي التي كان يقرأ بها عامّة الصحابة في المدينة، والتي كتبها زيد بن ثابت -رضي الله عنه- في زمن النبي -عليه الصلاة والسلام- وأبي بكرٍ -رضي الله عنه-، فخطب عثمان بالناس؛ لاستشارتهم، ودعوتهم للقيام بالمهمّة، ثُمّ أرسل إلى حفصة -رضي الله عنها-؛ لتُرسل له المُصحف الذي جُمع في عهد أبي بكرٍ -رضي الله عنه-، وردّه إليها بعد الانتهاء من نسخه، وعيّن زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، للقيام بنسخه، وقال لهم: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم، وعندما انتهوا من نسخه، قام عثمان بحرق غيره من النُسخ، وكان ذلك بعد مُشاورة الصحابة وتأييدهم، وأرسل كُل نُسخة إلى مِصر، وأعاد المُصحف إلى حفصة -رضي الله عنها.

اقرأ أيضا:

صفات وثواب الشهيد

الإفتاء توضح السور المستحبة فى الصلوات الخمس

الاكثر قراءة