التعدي على مجرى النيل يسبب تداعيات خطيرة، يوضح خبراء بالموارد المائية أن التعديات على مجرى النيل تؤدي إلى إعاقة حركة المياه، وهو ما يؤدي إلى نمو الحشائش، وقد يصل الأمر لسد المجرى بالكامل، كما تتسبب التعديات بإنقاص منسوب النيل، وهو ما يؤدي إلى نقص المياه وإعاقة حركة المركبات بالنهر.

قد بدأت وزارة الموارد المائية والري أمس الإثنين أكبر حملة في تاريخها لإزالة التعديات من النيل، بهدف عودة مجرى فرع رشيد لحالته الطبيعية، وذلك تنفيذا لتكليفات الرئيس السيسي، وقد وضع مدة ستة أشهر لإزالة التعديات على مجرى النيل، وقد أعلن المتحدث الرسمي لوزارة الموارد المائية والري اليوم عن عدد الازالات اليومية، حيث أوضح أن إجمالي الإزالات المستهدفة يبلغ 163072 حالة بمساحة 8.725 مليون متر مربع، وقد تم إزالة 863 حالة حتى الآن بمساحة 99 ألف متر مربع.

تأثير التعديات

وقال الدكتور محمود أبو زيد، خبير الموارد المائية ووزير الري الأسبق، أن التعديات على النيل خطيرة جدا، حيث تؤثر على كفاءة القطاع المائي كله، تؤدي التعديات إلى نقصان النيل، وتقلل على تصرف المياه وسرعة جريانها، مما يسبب نمو الحشائش، وهذا يقلل كمية المياه الموجودة، وتعيق حركة المركبات في النيل.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن أشكال التعديات تتعدد وتختلف، فمنها من يبني عند المجرى النيل، أو الردم، وبعض التعديات تصل إلى قطع جسر بالكامل، ولذلك يجب التصدي لهذه التعديات بكل قوة، لأنها تهدد المجاري المائية، وهو أمر تعتزم الدولة تنفيذه من خلال حملات بدأتها بالفعل وزارة الري بعد توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بإزالة التعديات خلال 6 أشهر.

وأكد وزير الري الأسبق ضرورة التنسيق بين أجهزة الدولة المختلفة للقضاء على هذه الظاهرة، مشيدا بالقانون الجديد للموارد المائية والري الذي أصدره مجلس النواب في وقت سابق، لأنه يغلظ من عقوبة التعدي على مياه النيل بشكل قد يسهم في تحقيق الردع العام.

كيف يمكن التصدي للتعديات

ومن جانبه، أكد الدكتور ضياء الدين القوصي خبير الموارد المائية أهمية معاقبة كل متعد على مياه النيل، لأن هذه التعديات تعوق المجرى، كما تتسبب في إعاقة حركة المركبات في بعض الأحيان، حيث تختلف أشكال التعديات، فبعض الناس تقوم بزراعة المحاصيل عند مجرى النيل، هذا ما يؤدي إلى إعاقة مجرى المياه بالكامل، وسد مجاري الفروع الصغيرة.

وأشاد في تصريحات لبوابة "دار الهلال" بدور الدولة في إزالة التعديات في الفترة الأخيرة، وذلك بعد توجيهات الرئيس السيسي، الذي كلف بإزالة تلك التعديات خلال 6 أشهر لما تمثله من خطورة على المجاري المائية والأراضي الزراعية.

وشدد على أهمية نشر الوعي عن خطورة التعدي على النيل، حيث أن الدولة لا تستطيع أن مراقبة كل مواطن على مجرى النيل، ولكن الحل لهذه الأزمة يكمن في وعي الناس بعواقب التعدي وتأثيره على النيل، فلا تستطيع الدولة مراقبة المجرى في كل لحظة، لكن يستطيع المواطن الواعي التزام القانون علما منه بخطورة التعدي على ماء النيل.