أكثر ما يقلق الإنسان من الموت هو أن يكون مقصرا في أعماله مع الله، وألا يكون أدى حقوقه كلها تجاه الله، وخاصًة الصلاة؛ لأنها عماد الدين، وأول شيء يُسأل عنه الإنسان يوم القيامة، وعلى أساس إذا كان أدى فروضه بأكملها أم لا سيكون مصيره في الآخرة، والشخص إذا توفي يسعى الآخرون لفعل أي شيء حتى يشفع له عند الله، ويخفف عنه العذاب، ولكن هل من ضمن هذه الأشياء هو قضاء الصلوات التي قصر بها المتوفي في الدنيا؟، وستوضح بوابة «دار الهلال» هل يجوز قضاء الصلاة عن المتوفي أم لا.
قضاء الصلاة عن المتوفي
قالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف، إن قضاء الصلاة عن الميت لا يجوز شرعًا، منوهة بأن الصلاة فرض عين على كل مسلم.
واستشهدت البحوث الإسلامية في إجابتها عن سؤال: «هل يجوز الصلاة عن الميت؟»، بما قال -الله تعالى- في كتابه الكريم: «إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا».
وأشارت إلى أن الصلاة من العبادات التي لا تسقط عن الميت ولا تبرأ ذمته منها بفعل غيره، وذلك لأنها فرض عين وهي من العبادات البدنية الخالصة.
وأضافت أنه لا ينوب فيها أحد عن أحد بخلاف الصدقة، مشيرة إلى أن هناك اختلافًا بين الفقهاء فيمن يصلي نوافل ويهب ثوابها للميت، فقال بعضهم: يصل الثواب للميت متى وهب له المصلي، وقال بعضهم لا يصل، وبناءً على الأول فإنه لا مانع من صلاة النافلة فقط وليس الفرائض وهبة ثوابها للميت.
ومن جانبه قالت دار الإفتاء المصرية، إن تارك الصلاة والصيام والزكاة والحج ذنبه عظيم، وموقفه بين يدي الله موقف عصيب، فهذه هي أركان الإسلام من أقامها أقام الإسلام، ومن هدمها هدمه، ولكن رحمة الله واسعة، والدعاء والقضاء طريق لنيل هذه الرحمة بإذن الله.
وأضافت أن بالنسبة للصلاة فلا سبيل لتداركها؛ لأنها عبادة بدنية محضة، ولم يرد في قضائها عن الميت شيء بخلاف الصيام والحج، ولكن يستحب الإكثار من الدعاء للميت والصدقة عنه؛ لعل الله أن يعفو عنه, أو تخفف الصدقة من إثمه.