يعد الرئيس الراحل محمد أنور السادات واحدًا من أعظم الزعماء في تاريخ جمهورية مصر العربية، لما قدمه خلال سنواته الـ11 في حكم البلاد من إنجازات سياسية، بالإضافة إلى قيادته لحرب 1973 واستعادة شبه جزيرة سيناء، استطاع من خلالها صنع تاريخ من ذهب، وكان حادث اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات حادثًا مروعًا، إذ تم في سرعة مذهلة ولم يستغرق سوى 35 ثانية، اهتز بعدها العالم كله.
حادث الاغتيال
يوم 6 أكتوبر 1981، عقد احتفال لموكب النصر في القاهرة لإحياء ذكرى عملية بدر1973، وكان السادات محاطًا بأربع طبقات من الأمن وثمانية من الحراس الشخصيين، وكان العرض العسكري ينبغي أن يكون آمنًا بسبب إجراءات سحب الذخيرة، وكان يفترض أن تقوم طائرات من القوات الجوية المصرية داسو ميراج بالتحليق، حيث استحوذت على اهتمام الحضور، وفي تلك اللحظة توقفت شاحنة عسكرية من موكب الجيش المصري، وتضمنت تلك الشاحنة فرقة الاغتيال، بقيادة الملازم خالد الإسلامبولي.
وحيث توقفت الشاحنة ترجل القتلة، واقترب الإسلامبولي من السادات، ونهض السادات يرد التحية العسكرية التي ظن أن الجندي أتى لتحيته وعندها ألقى الإسلامبولي ثلاث قنابل يدوية على السادات، واحد فقط من التي انفجرت، ونزل باقي القتلة من السيارة وصوبوا بنادقهم وأطلقوا النار على المدرجات وبعد أن أصيب السادات وسقط على الأرض، ألقى الناس الكراسي من حوله لحمايته من وابل من الرصاص، وتوفي متأثرًا بإصابته بطلقات نارية في الشريان الأورطي على الرغم من أنه أيضا أصيب بطلقات في الأمعاء والرقبة.
واستمر الهجوم نحو دقيقتين، وقتل السادات وأحد عشر غيره بما في ذلك السفيرالكوبي، وقائد عسكري من عمان، ومطرانا من القبط الأرثوذكس، وأصيب 28 بما في ذلك نائب الرئيس حسني مبارك، ووزير الدفاع الإيرلندي جيمس طالي، وأربعة من ضباط الاتصال العسكري الأميركي، حالة من الذهول سادت للحظات ولكن كان رد فعل قوات الأمن في غضون أيام، وقتل اثنان من المهاجمين في الحال وألقي القبض على آخرين من قبل الشرطة العسكرية في الموقع، ونقل السادات إلى المستشفى حيث شخص أحد عشر من الأطباء عملية جراحية له، ولكن أعلنت وفاته في غضون ساعات.
الشخصيات الأساسية في الاغتيال
خالد الإسلامبولي: المخطط والمنفذ الرئيسي لعملية الاغتيال، ترجل من سيارته أثناء العرض بعد إجبار سائقها، والذي لم يكن مشتركا في العملية على إيقاف السيارة، ثم اتخذ طريقه بشكل مباشر نحو المنصة وهو يطلق النار بغزارة على الصف الأول مستهدفًا السادات، وبالفعل استطاع توجيه رصاصات نافذة إلى صدر السادات بشكل عام وقلبه بشكل خاص وكانت من أسباب وفاته، أصيب في ساحة العرض وتم القبض عليه ومحاكمته ومن ثم إعدامه رميًا بالرصاص بعد ذلك.
عبود الزمر: شارك في تخطيط وتنفيذ في عملية الاغتيال وهو الذي اختار فكرة الهجوم بشكل مباشر على المنصة من الأمام من خلال عدة بدائل كانت مطروحة آنذاك منها مهاجمة المنصة بواسطة إحدى طائرات العرض العسكري أو مهاجمة استراحة السادات أثناء إقامته فيها، وصدر عليه حكمان بالسجن في قضيتي اغتيال السادات 25 عامًا وتنظيم الجهاد 15 عامًا وقد قررت المحكمة في 2007 التنحي عن النظر في الاستشكال الذي تقدم به عبود الزمر.
حسين عباس: قناص بالقوات المسلحة، كان ضمن فريق الاغتيال المنفذ للعملية، وكان يجلس فوق سيارة نقل الجنود التي كانت تقل فريق التنفيذ، وانتظر حتى حصل على فرصة اقتناص السادات وبالفعل أطلق طلقة واحدة اخترقت رقبة الرئيس الراحل وكانت من الأسباب الرئيسية لوفاته، وبعد قنص السادات ترجل من السيارة وتابع ما حدث لزملائه من خلال تسلله إلى منصة المشاهدين ثم رحل كأي شخص عادي ولم يتم القبض عليه إلا بعد ثلاثة أيام من خلال اعترافات زملاؤه تحت التعذيب.
وأيضا عطا طايل، وعبد الحميد عبد السلام.