السبت 18 مايو 2024

انتعاش الاقتصاد والتضامن العربي.. أبرز الإنجازات التي حققتها حرب أكتوبر 1973

حرب أكتوبر المجيدة

تحقيقات6-10-2021 | 19:04

هبه عمرو

ساعدت النتيجة الإيجابية لحرب أكتوبر، واستعادة الأراضي المصرية مرة أخرى إلى تغيير المناخ السياسي بالمنطقة كلها، مما ساعد ذلك على انتعاش الاقتصاد المصري مرة أخرى بعد فترة طويلة من العناء والفقر التي كان في طريقه إلى الإفلاس، وهبوط الاستثمارات.

كما ساعدت أيضا على تغيير اتجاهات العلاقات الاقتصادية والتجارة العالمية، والتي تبعث التغير في اتجاهات العلاقات السياسية، و التي كانت تقوم على الاعتماد على الدول الغربية اقتصاديا وتجاريا، و تقليل الاعتماد على الدول العربية و الكتلة الشرقية بزعامة الاتحاد السوفيتي، ولكن تغيرت هذه الفكرة بعد حرب أكتوبر، و تغير معها كل النظم السياسية و الاقتصادية و العسكرية.

المكاسب الاقتصادية لحرب أكتوبر

  • قمة مؤتمر" الخرطوم" والذي شهد أول تضامن عربي اقتصادي لم نشهده مثله من قبل، حيث كان أولى النتائج الاقتصادية العربية، وتناول مؤتمر الخرطوم قرارات تدعم فيه دول النفط العربية ألا وهي (السعودية، الكويت، ليبيا)، وذلك حتى يمكنها الصمود في مواجهة الدول الغربية، والتعلم من أخطاء الماضي التي حدثت في حرب النكسة 1967 م.
  • غيرت حرب أكتوبر من توجه الاقتصاد العربي كله الذي كان يعتمد على الكتلة الشرقية ليتحول بعد ذلك إلى الكتلة الغربية، مما أدى إلى لجوء مصر لتعديل بعض القرارات الاقتصادية مثل الابتعاد عن النظام الشمولي، والمركزية في التخطيط والإدارة للشئون المالية، وتخفيف الأعباء الاقتصادية، واتجاه مصر للانفتاح الاستيرادي مما أضعف من مشاركة القطاع الاقتصادي الخاص الوطني في الإنتاج الصناعي.
  • عانت مصر بعد الحرب مباشرة من ارتفاع معدل البطالة، وزيادة معدلات التضخم بشكل كبير، ولكن لم ينجح التعامل مع هذه الأزمة من خلال الأليات الاقتصادية التي ابتكرها التيار الكنزي الذي يعتمد على أليات الطلب الفعال، مما أدى ذلك إلى ظهور تيار اقتصادي جديد يعرف باسم "التيار النقدي" والذي ابتكر أليات اقتصادية جديدة عن طريق اقتصاديات العرض، وقد ساعدت الظروف الاقتصادية الدولية على تخفيف الأزمة الاقتصادية التي كانت موجودة بمصر بعد الحرب مباشرة، حيث عانت الولايات المتحدة الأمريكية من أزمة اقتصادية أدت إلى تراجع القوة الاقتصادية الأمريكية الدولية  وزاد العجوز الأمريكي لزيادة وارتها و عجز صادرتها، كما أدت الإيرادات الاقتصادية العربية التي عرفت ب"سلاح النفط" بداية من 16 أكتوبر 1973 م مما تضاعف أثار الأزمة الاقتصادية على المجتمع الغربي.
  • رجوع عائدات البترول مرة أخرى الموجودة في البحرين البحر الأحمر والمتوسط وتمتع مصر بهما بعد خروج الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي المصرية.

المكاسب العسكرية لمصر

حققت مصر العديد من المكاسب العسكرية خلال هذه الحرب التي ساعدت على القضاء على مقولة أن الجيش الإسرائيلي جيش لا يقهر، حيث جسَّدت حرب أكتوبر إحدى الجولات التي خاضتها القوات العربية ضد القوات الإسرائيلية بهدف استعادة أراضيها المسلوبة.[٦]. وظهر ذلك من خلال:

  • استرداد السيادة المصرية على قناة السويس كاملة وعودة جزء كبير من سيناء واسترداد مدينة القنيطرة التي تشكل جزءًا من مرتفعات الجولان السوري المحتلة.
  • كانت حرب أكتوبر انتصارًا عظيمًا للمصريين، حيث غيّرت نظرة الشعب العربي للجيش الإسرائيلي الذي لا يهزم خاصة بعد ما حدث في لحظات الحرب الأولى على الجبهتين المصرية والسورية.
  • أظهرت هذه الحرب كمية الإخلاص التي تمتَّع بها الجنود العرب في هذه الحرب، وأرجعت شيئًا من الوحدة العربية المفقودة من خلال المواقف المشرفة لبعض الدول العربية في هذه الحرب مثل: الأردن والسعودية والعراق والكويت وليبيا والمغرب والجزائر والسودان.
  • حققت الخطة المصرية في تحقيق مفاجأة استراتيجية، وشل وإرباك القوات الإسرائيلية على مختلف المستويات في كل مراحل الحرب.

المكاسب السياسية

  • نجحت الدولة المصرية برعاية وزارة الخارجية فرض نوع من العزلة على العلاقات الخارجية الإسرائيلية، حيث كان الهدف الرئيسي من أعمال القتال هو كسر جمود الموقف والذي قامت به سياسة الوفاق بين القطبين العالميين، وقد نجحت الحرب في تحريك القضايا بشكل سلمي، وظهر ذلك من خلال قرار مجلس الأمن رقم 388 بإصدار قرار ينص على البدء في التفاوض بين الأطراف المتقاتلة، وإن لم يكن يحدث ذلك في الحال، لتعنت الجانب الإسرائيلي و استمر في التسويف في قرار وقف إطلاق النار لمدة 12 ساعة، إلا أن إجراءات التنفيذ  تنص على ضرورة إجراء المفاوضات و التباحث بين الطرفين مما أدى ذلك إلى الوصول لاتفاقيات إيجابية لصالح مصر.
  • التضامن السياسي العربي الذي ظهر من خلال مؤتمر الخرطوم، حيث كان لقرارات مؤتمر الخرطوم أثار معنوية ونفسية جيدة على نفوس كل الدول العربية، مما أدى ذلك لإقامة علاقات دبلوماسية، واتفاقيات اقتصادية وعربية.

الاكثر قراءة