الأحد 5 مايو 2024

بعد عقود من التجارب.. معلومات عن الملاريا وأول لقاح لعلاجها

مرض الملاريا

تحقيقات8-10-2021 | 01:43

مؤمن سيد

يموت سنويا بسبب مرض الملاريا قرابة الـ260 ألف طفل أفريقي دون سين الخامسة، حيث ظلت الملاريا تطارد الأطفال في أفريقيا جنوب الصحراء، وتنتقل الملاريا المتصورة المنجلية في هذه الأقاليم بمعدلات متوسطة إلى عالية، وفي حدث تاريخي ظل العالم في انتظاره لعدة عقود اعتمدت منظمة الصحة العالمية استخدام لقاح RTS,S/AS01 كمضاد للملاريا للأطفال من سن خمس أشهر.

ووصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إعلان المنظمة بأنه يمثل لحظة تاريخية:

"إن لقاح الملاريا، الذي طال انتظاره بالنسبة للأطفال، يمثل تقدما كبيرا في مجال العلوم وصحة الطفل ومكافحة الملاريا. إن استخدام هذا اللقاح، بالإضافة إلى الأدوات الموجودة للوقاية من الملاريا، يمكن أن ينقذ عشرات الآلاف من الأرواح اليافعة كل عام".

وأوضحت المنظمة أن هذه التوصية تأتي بناء على نتائج برنامج تجريبي مستمر في غانا وكينيا وملاوي وصل إلى أكثر من 800 ألف طفل منذ عام 2019، ويجب تقديم اللقاح في جدول من 4 جرعات للأطفال من عمر 5 أشهر للحد من مرض الملاريا وعبئها.

بداية ظهور المرض

الملاريا هو مرض طفيلي معدي ينتقل عن طريق البعوض، ولقد تم اكتشاف الطفيلي المسبب للمرض لأول مرة في 6 نوفمبر 1880م، في مستشفى عسكري بمدينة قسنطينة بالجزائر، وقد تم اكتشافه لأول مرة على يد الطبيب الفرنسي ألفونس لافران، والذي نال جائزة نوبل عام 1907م لدراسته للمرض.

دورة انتقال المرض

ينتقل المرض عن طريق لدغ البعوض، حيث أن البعوض غير الحامل للمرض ينتقل له المرض عند لدغه لشخص مصاب، وبعدها ينقل البعوض المرض لإنسان الآخر عن طريق اللدغ، وبعدها يستقر الطفيلي في الكبد، وقد يكمن المرض في الكبد لمدة تصل إلى عام، وبعد نضج الطفيليات في الكبد تنتقل إلى الدم، حيث تصيب خلايا الدم الحمراء، وعند حدوث هذا تبدأ الأعراض بالظهور على المريض.

ويمكن أن ينتقل المرض من جديد إلى إنسان غير مصاب عن طريق نقل الدم بينه وبين إنسان آخر مصاب، وينتقل المرض إلى الجنين في حالة الأم الحامل، وقد ينتقل المرض عن طريق مشاركة الإبر المستخدمة للحقن، ولكن الشكل الرئيسي لانتقال المرض يكون خلال البعوض من جنس الأنوفيلس، والتي تنشط في عملية اللدغ في الفترة بين الغسق والليل.

أعراض المرض

تشمل مؤشرات وأعراض الملاريا ما يلي: الحُمّى، القشعريرة، الشعور العام بالانزعاج، الصداع، الغثيان والقيء، الإسهال، ألم البطن، ألم المفاصل أو العضلات، الإرهاق، سرعة التنفس، سرعة ضربات القلب، السعال.

وقد تحدث الأعراض في هيئة هجمات، تبدأ الهجمة عادةً بالارتعاش والقشعريرة، ثم حُمى شديدة، ثم التعرق، ثم العودة إلى درجة الحرارة الطبيعية.

عوامل الخطر

أكبر عامل خطر للإصابة بالملاريا هو العيش أو السفر إلى المناطق التي ينتشر فيها المرض أو زيارة هذه المناطق، ومن هذه المناطق:

المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وجنوب شرق آسيا وجنوب آسيا، وجزر المحيط الهادئ، وأمريكا الوسطى وشمال أمريكا الجنوبية، وتبعا لمنظمة الصحة العالمية فإن في عام 2017م تركزت 70% من حالات الإصابة بالعالم في 11 دولة، منهم الهند، وبوركينا فاسو، والكاميرون، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وغانا، ومالي، وموزامبيق، والنيجر، ونيجيريا،  وأوغندا، وتنزانيا.

كما تزداد عوامل خطر الإصابة لعدة فئات وهي الحوامل، والأطفال الصغار والرضع، حيث يموت سنويا 260 ألف طفل أفريقي دون سن الخامسة، وكبار السن، والمسافرون القادمون من دول لا تنتشر فيها الملاريا، حيث قد يكون المقيمون في منطقة تنتشر فيها الملاريا يتعرضون للمرض بدرجة تجعلهم يكتسبون مناعة جزئية، ما قد يقلل من شدة أعراض الملاريا لديهم.

الوقاية من المرض

إذا كنت مقيمًا أو ستنتقل إلى منطقة تنتشر فيها الملاريا، فاتخذ خطوات لتجنُّب لدغات الناموس، مثل تغطية جلدك، عن طريق ارتداء سروال وقميص ذي أكمام طويلة، ووضع الجزء السفلي من قميصك داخل السروال وثني أرجل السروال داخل الجورب، رُش طارد الحشرات على الملابس، البخاخات التي تحتوي على البيرمثرين آمنة لرشها على الملابس.

كما تنصح منظمة الصحة العالمية باستخدام الناموسية المعالجة بمبيدات حشرية، حيث يمكن أن يؤدي النوم تحت ناموسيات معالجة بمبيدات الحشرات إلى تقليل احتكاك حشرات البعوض بالإنسان عن طريق إقامة حاجز مادي ومبيد حشري يطرد الحشرات على حد سواء، كما تنصح بالرش الثمالي بمبيدات الحشرات داخل المباني هو سبيل قوي آخر للإسراع في الحد من سريان الملاريا، وهو ينطوي عادة على الرش داخل المباني السكنية بالمبيدات الحشرية مرة أو مرتين سنوياً، وسعياً إلى تزويد المجتمع بحماية كبيرة، فإنه ينبغي الاضطلاع بتنفيذ هذا الرش بمعدلات تغطية عالية.

ويجب زيارة الطبيب في حالة الشعور بأي نوع من الحمى أثناء إقامتك بدولة تنتشر فيها الملاريا، أو كنت مسافر أو عائد من دولة بها الملاريا، وفي حالة المرض الشديد أو تفاقم الأعراض يجب طلب عناية طبية طارئة.