المدخل الحقيقي للدخول لعالم الطفولة والباب الوحيد الذى إذا طرقناه سيفتح لنا للدخول لشخصية الطفل هو اللعب وقد تأثرت نفسية الأطفال خلال التحديات التى مر بها العالم منذ بداية جائحة كورونا بينما أتخذت الدول العديد من الإجراءات الاحترازية منها الإغلاق الذى شمل جميع نواحي الحياة ، من مدارس ونوادي وأماكن ترفيهية وكان له أثر سلبي على تكوين شخصية الطفل بشكل عام مما أدى إلى ظهور العديد من الاضطرابات النفسية والاجتماعية والعقلية والبدنية أيضا.
وكشفت دراسة حديثة أن سياسة الإغلاق المتبعة من قبل المعنيين و المتعلقة بمكافحة جائحة «كورونا» أدت إلى زيادة الاضطرابات النفسية بين الأطفال على مستوى العالم، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».
حالات اكتئاب وخوف وإيذاء نفسي
وأفادت منظمة «أنقذوا الأطفال» الإغاثية الدولية، اليوم (الجمعة)، اعتمادا على بيانات «متتبع أكسفورد للاستجابة الحكومية لـ«كوفيد - 19»، التي تم استنتاجها من نتائج استطلاعات شملت أكثر من 13 ألف طفل في 46 دولة، أن الإغلاق المتبع لمكافحة كورونا ،أسفر عن زيادة حالات الاكتئاب والخوف والشعور بالوحدة وحتى إيذاء النفس بين الأطفال.
مشاعر سلبية لدى 96% من الأطفال
وبحسب البيانات، تحدث 83 في المائة من الأطفال عن زيادة المشاعر السلبية لديهم بسبب الجائحة، وظهرت هذه المشاعر بقوة أكبر بين 96 في المائة، بعدما تم إغلاق المدارس والأندية وأماكن الترفيه لفترة زادت عن 17 أسبوعاً.
حالات الأمراض النفسية لم تخضع للعلاج
ووفقاً للدراسة، لم تخضع نحو 50 في المائة من حالات الأمراض النفسية بين الأطفال للعلاج في الدول الصناعية، وتتراوح النسبة بين 76 في المائة و85 في المائة في الدول النامية.
العزلة الإجتماعية لها عواقب طويلة
وأوضحت "ماري دال" رئيسة قسم الصحة النفسية في منظمة «أنقذوا الأطفال»، إن إجراءات «كورونا» كانت مهمة جدا لاحتواء انتشار الجائحة، لكن العزلة الاجتماعية التى مر بها الأطفال يمكن أن تسبب القلق والمخاوف والاكتئاب لدى الأطفال، وتابعت : «إذا لم يلق هذا استجابة، يمكن أن تنشأ عنه عواقب طويلة الأجل، حتى لو تم رفع القيود».
184 يوما من العزلة
وبحسب الدراسة، عاش الأطفال منذ بداية الجائحة في عام 2020 في ظل عمليات إغلاق أو قيود بقوة القانون لمدة 184 يوماً في المتوسط، كما اضطر بعضهم في البلدان ذات الدخل المرتفع مثل كندا، إلى البقاء في المنزل لمدة 13 شهراً (402 يوم)، وبلغ المتوسط تسعة أشهر في أوروبا، وفي الهند، أمضى الأطفال ما لا يقل عن 100 يوم في المنزل.
اضطراب روتين الحياة
وذكرت المنظمة بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، الموافق بعد غد (الأحد)، أن عدم انتظام الدروس عبر الإنترنت أدى أيضا إلى اضطراب روتين الحياة اليومية، وهو ما أثر أيضا على التفاعلات الاجتماعية والنوم، وبالتالي على عافية الأطفال.
وأوصت المنظمة جميع الحكومات بإعطاء الأولوية والاستثمار في الصحة النفسية والتعليم المنتظم للأطفال أثناء وبعد الجائحة.