حرم الدين الإسلامي الإسراف والتبذير وأمر بالتوسط والاعتدال، والمسلم الحق معتدل ومتوسط ومقتصد في أموره كلها، لا إفراط ولا تفريط، ولا إسراف ولا تقتير، ذلك لأنه ينطلق في تعاليم الإسلام التي تأمره بالاعتدال والتوازن الاقتصادي في أمور حياته، والنهي عن الإسراف والتبذير.
والإسلام نهي عن الإسراف والتبذير، وأمرنا بالاقتصاد والتوسط والاعتدال في الأمور كلها، وقد وردت دعوة الدين الحنيف إلى عدم الإسراف والتبذير في العديد من الآيات القرآنية، منها قوله تعالى: "يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين"، كما وردت دعوة عدم الإسراف والتبذير، في العديد من الأحاديث النبوية، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة".
والإسلام لم يحرم زينة الحياة الدنيا والطيبات من الرزقِ، وإنما حرم الاعتداء والطغيان والإسراف والتبذير في الاستمتاع بها، فالله عز جل، أنعم علينا نعماً عظيمة كثيرة، وتفضل علينا بخيرات وفيرة، فلنشكر الله تعالى على ذلك حق الشكر، وذلك بالمحافظة على تلك النعم وعدم استخدامها بِشكل فيه إسراف أو تبذير، لأن الله جل شأنه سيسألنا عن هذه النعم "ثم لتسألن يومئذ عن النعيم".
وقد عرف الإسراف بأنه الزيادة وتجاوز الحد في مقابل الاقتصاد والاعتدال، ولا ينحصر الإسراف في الأمور المادية بل يتمظهر في أكثر من معنى.
ومن هنا نجد القرآن يذم المبذرين بأبشع انواع الذم "وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَ الْمِسْكِینَ وَ ابْنَ السَّبِیلِ وَ لا تُبَذِّرْ تَبْذِیراً، إِنَّ الْمُبَذِّرِینَ كانُوا إِخْوانَ الشَّیاطِینِ وَ كانَ الشَّیطانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً"
الأضرار المترتبة علي الإسراف والتبذير
- عدم محبة الله للمسرفين والمبذرين: قال تعالى: "إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" الأنعام: 141.
- فبيَّن الله عز وجل أنَّ الإسراف من الأعمال التي لا يحبُّها، فهو من الأخلاق التي يلزم الانتهاء عنها، ونفي المحبة مختلف المراتب، فيعلم أنَّ نفي المحبة يشتدُّ بمقدار قوة الإسراف، وهذا حكم مجمل، وهو ظاهر في التحريم.