كل سورة من سور القرآن الكريم تضمنت العديد من الموضوعات، ومن بين هذه السور سورة الحشر، وتضمنت السورة العديد من الصفات التي تميز بها المهاجرين والأنصار، وفي هذا الصدد، تقدم بوابة "دار الهلال"، صفات المهاجرين والأنصار بالتفصيل في سورة الحشر كالآتي:
أولا: صفات المهاجرين في سورة الحشر
ـ فقراءٌ يستحقّون الغنائم والصّدقات
يُعدّ الفقر أوّل صفةٍ للمهاجرين، حيث لا أرض ولا مورد لهم، كما أنَّ الأنصار تنازلوا عن حقّهم في أموال بني النّضير للمهاجرين بعد مشاورة الرسول لهم، فتمّ تقسيم الأموال بين المهاجرين فقط باستثناء ثلاثة من الأنصار لفقرهم، وكان ذلك عن طيب خاطرٍ من الأنصار.
ـ مضطهدين عُذِّبوا وأُخرجوا من ديارهم
خرج المهاجرون من ديارهم جبراً من قبل كفار مكة طلباً لرضوان الله -تعالى- ونصرة لرسوله -صلى الله عليه وسلم-، وكان فعلهم لا يدلّ إلا على صدق إيمانهم الكامل، ورغبتهم في مرضاة الله -تعالى-، فظهر أثر اليقين الذي في قلوبهم على عملهم، كما أنَّ العطاء -الغنائم والصدقات- كان جبراً لهم لانكسار قلوبهم بسبب ضياع أموالهم بعد اضطهادهم وخروجهم من ديارهم.
ـ يطلبون فضل الله -تعالى- في الدنيا والآخرة
وصف الله -تعالى- المهاجرين في سورة الحشر بصدق نواياهم، وطهارة قلوبهم، وحرصهم على نيل رضوان الله -تعالى- في الدنيا والآخرة، وبالغ الله في وصف صدقهم، وذلك من خلال حصر الصدق فيهم، فقد قال -تعالى-: (أُولَـئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)، فهم استحقّوا لقب الصّدق في فعلهم هذا، وهذا فيه تعظيم لشأنهم.
ثانيا: صفات الأنصار في سورة الحشر
ـ الأنصار هم أهل المدينة قبل قدوم المهاجرين إليها
وذلك بدليل كلمة "التبوّؤ" التي تدلّ على التّمكّن في المكان واللّزوم فيه، كما أنَّهم كانوا على الإيمان قبل قدومهم، فقد قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ)، فهم أهل الإخلاص والإيمان ودارهم هي دار الهجرة.
ـ المهاجرون نالوا محبّة الأنصار لهم
وذلك للتّوافق فيما بينهم بالصّفات والإيمان والصّفاء، فحمل الأنصار عن المهاجرين ما أهمّهم، وكانوا اليد اليمنى لهم في مواساتهم وتقديم العون لهم، فقد قال -تعالى-: (يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ).
ـ الأنصار هم من تخلّوا عن حظّهم في الحياة الدنيا
فلم يدخل في قلبهم مثقال ذرّة من حسدٍ تجاه ما أوتي المهاجرين، فقد قال -تعالى-: (وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا)، وهذا لترفّع أنفسهم عن دنايا الأمور وصغائرها، وطهارتهم من أسقام القلوب، فالبذل والكرم والعطاء أمرٌ ملازمٌ لفطرتهم، وهذا من عزّة نفوسهم وكمال إيمانهم.
ـ الإيثار صفةٌ ملازمةٌ للأنصار في حياتهم
حيث كان الواحد منهم يُؤثِر غيره من الصحابة على نفسه رغم فقرهم وحاجتهم إلى ما أنفقوه، فقد قال -تعالى-: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ).
اقرأ أيضا:
قصة نبي الله عزير
5 صفات للمؤمن الصحيح.. تعرف عليها