من أعظم العبادات عند الله -عزوجل- بر الوالدين والحصول عبى رضاهم، فقد أمر الله بالحرص على بر الوالدين حيث قال « وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ»، وأمر أيضًا الله –سبحانه وتعالى- بالإحسان للوالدين حيث قال « وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا»، ولا يقتصر بر الوالدين وهم على قيد الحياة فقط، بل يجب برهم وهم متوفين أيضًا، وفي هذا السياق ستعرض بوابة «دار الهلال» طرق بر الوالدين وهم متوفين، ومنها الآتي:
طرق بر الوالدين بعد موتهما
بر الوالدين لا ينقطع بعد وفاتهما، إذ تعدد صور البر بهما حال موتهما، ومنها: الدعاء لهما، والعلم النافع للناس، كما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله –عليه الصلاة والسلام- قال: «إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له)، مع الإشارة إلى أن الدعاء لهما من أفضل وأعظم صور البر بهما بعد موتهما، فقد أوصى الله -سبحانه- أوصى بذلك قائلاً: «رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ».
أفضل دعاء لهم الدعاء لهما بالمغفرة والرحمة، إذ إن الدعاء يصل إليهما، ويرفع درجاتهما في الجنة، ومن صور البر بهما أيضاً بعد وفاتهما؛ أداء الصدقة عنهما، كما ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: «أنَّ سَعْدَ بنَ عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ وَهو غَائِبٌ عَنْهَا، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ إنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهَا، أَيَنْفَعُهَا شيءٌ إنْ تَصَدَّقْتُ به عَنْهَا؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فإنِّي أُشْهِدُكَ أنَّ حَائِطِيَ المِخْرَافَ صَدَقَةٌ عَلَيْهَا»، ومن البر بالوالدين؛ إكرام أقاربهما، وأصدقائهما، والإحسان إليهم، كما ثبت في الصحيح عن عبدالله بن عمر أنه قال: «إنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: إنَّ مِن أَبَرِّ البِرِّ صِلَةَ الرَّجُلِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ وإنَّ أَبَاهُ كانَ صَدِيقًا لِعُمَرَ»، ومن البرّ بهما أيضاً تنفيذ وصيتهما بعد موتهما.