الجمعة 10 مايو 2024

تفرج الهم .. فضل سورة يوسف

فضل سورة يوسف

دين ودنيا10-10-2021 | 12:22

إيمان مجدي

سورة يوسف تُعَدّ من السُّور المكّية في القرآن الكريم، و يبلغ عدد آياتها مئة وإحدى عشرة آية، المرتبةَ الثانية عشرة في ترتيب سُور القرآن، أمّا ترتيبها في النزول، فقد احتلّت المرتبة الثالثة والخمسين؛ إذ نزلت بعد نزول سورة هود، وسُمِّيت هذه السورة بهذا الاسم؛ لورود قصّة النبيّ يوسف -عليه السلام- فيها.

  فضل سورة يوسف

بعض العلماء ذهبوا إلى القول بفائدة قراءة تلك السورة لِمَن كان يُعاني من الهَمّ والحزن؛ على اعتبار أنّها جزء من القرآن الكريم الذي وصفه الله بأنّه شِفاء للناس، ورحمة، وخاصّة إذا نظر القارئ المُتمعِّن في ما تشتمل عليه من مَعانٍ عظيمة، ومنها: تغيُّر أحوال البشر، وتبدُّلها؛ إذ يُلاحَظ انقلاب المِحنة والشدّة بعد حين إلى فَرَج ومِنْحة، كما تظهر فيها الإشارة إلى أنّ الله -تعالى- قادر على أن يجمعَ الأشتات بعد طول فِراق، ويُحوّل حالَهم، ويُبدّل مشاعرَهم من الحُزن إلى الفَرح والسرور، ومن الضيق والألم إلى السَّعة واجتماع النِّعَم.

وقد ورد عن الصحابة أنّهم كانوا يَعتنون بسورة يوسف؛ فقد ورد عن عبدالله بن عامر بن ربيعة أنّه حَفِظ سورة يوسف بالإضافة إلى سورة الحجّ؛ لكثرة قراءة الفاروق عمر -رضي الله عنه- لها في صلاة الفجر، ومن الصحابة الذين كانوا يحرصون على قراءة سورة يوسف أيضاً عثمان بن عفّان -رضي الله عنه-؛ إذ كثيراً ما كان يُردِّدها في صلاة الصبح، حتى أخذها عنه الفرافصة بن عمير الحنفيّ؛ وقد علّل العلماء سبب حرصه على قراءة سورة يوسف بأنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان قد بَشَّرَه يوماً بالجنّة؛ بسبب البلوى التي سوف يتعرّض لها في آخر حياته؛ فكأنّما كانت في قراءتها تسليةٌ عن قلب عثمان، وتثبيتٌ له؛ على اعتبار اشتمال السورة على البلاء الذي تعرَّض له نبيّ الله يوسف -عليه السلام-.

أسباب نزول سورة يوسف

سورة يوسف هي من السور التي نزلت في عام الحزن، وهي السورة التي قال الله تعالى فيها لرسوله أنّه سيذكر له فيها أحسن القصص، فهي السورة الوحيدة التي عرَضت قصةً كاملةً خلالها، وفي سبب نزول سورة يوسف، جاء عن مصعب بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص في قوله عز وجل: " نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحْسَنَ القَصَصِ" قَالَ: (أُنْزِلَ القرآن عَلى رسولِ الله فتلاه عليهم زمانًا فقالوا : يا رسول الله لو قصصت، فأنزل الله تعالى: "الر تِلكَ آياتُ الكتابِ المبينِ"، إلى قوله: "نَحْنُ نَقُصُّ عَليكَ أَحْسَنَ القَصَصِ"، فَتَلاهُ عليهم زمانًا، فقالوا: يا رسول الله لو حدثنا، فأنزل الله تعالى: "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا "، قال كل ذلك ليؤمنوا بالقرآن.

كما قال عون بن عبد الله ملَّ أصحاب رسول الله فقالوا: يا رسول الله حدثنا فأنزل الله تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَابًا}، قال: ثم أنَّهم مَلُّوا ملة أخرى، فقالوا: يا رسول الله فوق الحديث ودون القرآن يعنون القصص، فأنزل الله تعالى: {نَحنُ نَقُصُّ عَليكَ أَحْسَنَ القَصَصِ}، فأرادوا الحديث فدَلَّهم على أحسن الحديث وأرادوا القصص فَدلَّهم على أحسن القصص[].

 

Dr.Radwa
Egypt Air