السبت 8 يونيو 2024

علمهم سماحة الإسلام وشهامة رجاله

29-5-2017 | 12:40

بقلم : محمد عطية

عنــدما كـــان صــلاح الدّيــن الأيوبـــي صغيـــرا يلعب مع الصّبيــة فى الشّارع شاهــده أبوه فأخذه من وسط الأطفال و رفعه عالياً بيديه، وكان أبوه رجلا طويل القامة ، وقال له: " ما تزوجت أمك وما أنجبتك لكي تلعب مع الصبية، ولكن تزوجت أمك و أنجبتك لكي تحرّر المَسجــد الأقصـَــى "

و تركه من يده فسقط الطفل على الأرض، فنظر الأب إلى الطفل فرأى الألم على وجهه فقال له : آلمتك السقطة

قال صلاح الدين : آلمتني !

قال له أبوه : لِمَ لم تصرخ ؟

فقال : ما كان لمحرر الأقصى أن يصرخ.

هذا هو صلاح الدين طفلا ،والذى صار من أنبل القواد فى التاريخ الإسلامى ، فعلى كل العقلاء والمنصفين في العالم أن يقارنوا بين ما سجله صلاح الدين من نماذج باهرة وسلوك إنساني نبيل مع الصليبيين خلال مواجهته معهم.. وبما يفعله دعاة التقدم والديمقراطية والحضارة الغربية اليوم بالمسلمين في مناطق كثيرة من العالم.. إنهم يدمرون بيوت المسلمين فوق رؤوسهم، ويزهقون أرواح الأبرياء، ويحرقون الأخضر واليابس ثم يخرجون أمام كاميرات التليفزيون للتفاخر والتعالي بما ارتكبوه من جرائم ضد الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ.

لم تكن فكرة الانتقام تسيطر أبداً على صلاح الدين الأيوبي وقواته كما كان الأمر في الصليبيين، بل كان يقدم للصليبيين كل ألوان السمو في التسامح، خاصة حين سار بعد انتصاره في حطين إلى بيت المقدس لاستردادها، إذ أكرم كل من استسلم له من كبار الصليبيين الذين كانوا يمتلكون مدن الساحل الفلسطيني وعاملهم صلاح الدين بما يليق بهم من الحفاوة والتشريف.

وعندما اجتمع مع أخيه الملك العادل، ومن معه من عسكر مصر، وحاصروا عسقلان ، وكان ملك بيت المقدس أسيراً عند السلطان منذ موقعة حطين، أرسل إلى السلطان في أن يطلقه مقابل نصحه للصليبيين الموجودين في عسقلان بترك المقاومة وتسليم المدينة، فوافق صلاح الدين على ذلك وقد استجاب الصليبيون للنصح بعدما تأكدوا من حرج موقفهم وطلبوا الأمان وتسليم المدينة، فأجابهم صلاح الدين وخرجوا بنسائهم وأولادهم وأموالهم إلى بيت المقدس آمنين، وتسلم صلاح الدين المدينة بعد احتلال صليبي لها مدته خمسة وثلاثون عاماً.

وتسجل صفحات التاريخ أن صلاح الدين أوفى بوعده مع ملك بيت المقدس، إذ أطلق سراحه في أثناء حصاره لحصن الأكراد، واشترط عليه ألا يشهر في وجه سلطان المسلمين سلاحاً أبداً، فوافق على ذلك، لكنه ما إن بلغ مأمنه في صور حتى نسي العهد وانضم هناك إلى الصليبيين في قتال صلاح الدين. وسمح صلاح الدين لأهل عسقلان بعد استسلامهم بأن يغادروها وأن يحملوا معهم أمتعتهم، وتولى عساكر صلاح الدين حراستهم إلى مصر حيث جرى توفير أسباب الراحة لهم في أثناء مقامهم بالإسكندرية حتى يتم ترحيلهم إلى بلادهم في أوروبا.

وتتعدد مواقف صلاح الدين في رحلته التحريرية ليؤكد عملياً أن الإسلام وفر كل الحماية لأسرى الحرب، وتعامل مع الجميع بمن فيهم المقاتلون المعتدون بكل رحمة وسمو.

يقول المؤرخ ابن شداد الذي شاهد معاملة صلاح الدين للصليبيين رواية سجلها في كتابه «النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية» تمثل قمة التسامح في الحضارة الإسلامية، وما اتسم به هذا التسامح من إنسانية سامية المقاصد والأهداف.. فيقول: إن سيدة من نساء الصليبيين فقدت رضيعها من الفوضى والاضطراب الذي حل بالصليبيين بعد هزيمتهم في معركة حطين، فتعالى صراخها حتى وصل خبرها إلى ملوكهم فقالوا لها: إن صلاح الدين رجل رحيم القلب، فاخرجي واطلبيه منه، فإنه يرده عليك، فخرجت تستغيث فأخذوها إلى صلاح الدين فأتته فبكت بكاء شديداً ومرغت وجهها في التراب، فسأل عن قضيتها فأخبروه بما حدث لها فرق قلبه ودمعت عيناه، وأمر بإحضار الرضيع فوراً ولما بحثوا عنه وجدوه قد بيع في السوق، فأمر بدفع ثمنه إلى المشتري وأخذه منه، ولم يزل واقفاً حتى أحضر الطفل وسلمه إليها، فأخذته وبكت بكاء شديداً وضمته إلى صدرها والناس ينظرون إليها ويبكون، فأرضعته ساعة ثم أمر بها فحملت على فرس وألحقت بعسكرهم مع طفلها.

هذا هو صلاح الدين أيها "الزيدان" الـ...................

أبداً لم يقتل صلاح الدين النوبيين فى مصر أو الفاطميين فى مصر والشام ولم يحرق أى كتاب كما ادعى "الزيدان" ..هو فقط حرر بيت المقدس وانتصر على الصليبيين وألحق بهم الهزائم وأحرجهم أمام العالم لأنه علمهم سماحة الإسلام وشهامة رجاله ..