الثلاثاء 18 يونيو 2024

ورثها عن والده.. الأسطى شرف الدين 15 عامًا فى بناء المآذن (صور)

الأسطى شرف الدين

محافظات10-10-2021 | 23:09

حسين ابوالمجد

يعتبر بناء المآذن عملية صعبة تحتاج لمتخصصين فى إقامتها، وفى الغالب يقوم بالبناء فريق يتكون من 4 من العاملين، يقودهم "أسطى"، القائم بالبناء، وهو المتخصص فى هذه العملية والموجه الأول للعاملين، وتتطلب عملية البناء فى البداية صب خرسانات أسمنتية صغيرة حوالى نصف متر طول وعرضها يتفاوت بين 15 و25 سم، تستخدم كسلالم "حلزونية " فى داخل المئذنة، إضافة إلى جسم المئذنة نفسه والمكون من بناء داخلى من الطوب الأحمر العادى ويغلفه من الخارج طبقة من الطوب الأحمر الوردى، يبدع "الأسطى" من خلالها فى إخراج رسومات وأشكال هندسية غاية فى الروعة.

شرف الدين محمد طة، واحدا من هؤلاء المتخصصين فى بناء المآذن، من محافظة بنى سويف، وتفاخر  بمهنته مؤكدًا أنه تعلمها على يد والده الحاج محمد طه، المتخصص الأول فى بناء المآذن فى مصر منذ حوالى 50 عامًا.

وقف "شرف الدين" ليبني مئذنة مسجد آل دردير بنجع الكرنك بأولاد يحيي بدارالسلام في محافظة سوهاج، شابًا في الثلاثينات من عمره، وقال إن "بناء المآذن يتطلب جهدًا كبيرًا وأن يكون القائم على البناء قلبه (شديد) لأنه يعمل على ارتفاعات عالية وبالطبع أنا لا أخاف من الارتفاعات ولكننى أكون فى غاية التركيز أثناء عملية البناء"، مشيرًا إلى أن "هناك أربعة ارتفاعات معروفة للمآذن وهى 15 و25 و50، والأخيرة 60 مترًا، وقد قمت ببناء الأخيرة فى أحد المساجد فى محافظة القاهرة بمدينة الشروق "، وأضاف أن عملية بناء المئذنة تستغرق عشرة أيام التى ارتفاعها 15 مترًا، و14 يومًا فى ارتفاع 25 مترًا، وحوالى شهر فى ارتفاع 50 مترًا، وحاليًا نقوم ببناء حوالى العديد من المآذن فى مختلف أنحاء الجمهورية، ونحن المتخصصين فى عملية بنائها.

وعن الرسومات التى تزين المئذنة قال إنها تختلف لأننا نقسم المأذنة لثلاثة أو أربعة مستويات، وأصبحت بالنسبة لنا شيئًا عاديًا من كثرة الممارسة.

وقال المشرفون على بناء المسجد  ، إن الأسطى شرف الدين، فنان بمعنى الكلمة، خصوصًا إذا راقبت حركة يديه فى تزيين المئذنة، فهو يتحكم بها بشكل تلقائى دون النظر إلى شكل المئذنة من الخارج وهو نموذج لفنان فى مهنته.