جاءت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال قمة تجمع فيشجراد مع مصر اليوم شاملة وعرضت رؤية مصر لكل القضايا الراهنة ومستجدات الأوضاع في البلاد، ومنها رؤية مصر لملف حقوق الإنسان وكذلك جهود مكافحة الهجرة غير الشرعية، حيث أكد سياسيون أن مصر تعمل على تطبيق حقوق الإنسان بمفهومها الشامل بهدف تحسين حياة 60 مليون مواطن، موضحين أن مشاركة الرئيس في القمة عكست مكانة مصر الدولية.
وفي كلمته اليوم، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي في المؤتمر الصحفي لقمة دول فيشجراد ومصر إن مصر لم تترك اللاجئين الذين تستضيفهم ليلقوا مصيرهم في البحر أو للمجهول، بل تدمجهم في المجتمع المصري مضيفا أن مصر لم تقبل من منظور أخلاقي أو إنساني أن تجمع اللاجئين في معسكرات، أو تصدرهم إلى أوروبا عن طريق الهجرة غير الشرعية.
وأوضح أن مصر تسعى للتقدم في المجالات كافة؛ من أجل توفير حياة كريمة للمواطنين، مشيراً بالمبادرة التي تحمل نفس الاسم -حياة كريمة- والتي تستهدف تطوير حياة 60 مليون إنسان بالريف المصري.
حقوق الإنسان بمفهومها الشامل
وفي هذا السياق، قال الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام قمة فيشجراد اليوم الثلاثاء تناولت مجموعة من القضايا الهامة حيث أكد الرئيس للغرب مفهوم ورؤية مصر لحقوق الإنسان، وأنه على الغرب أن يكون منصفا، مضيفا أن مفهوم كل لا يتجزأ لا ينبغي استخدامه في التدخل والضغط على الدول وخاصة في المنطقة العربية.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن حقوق الإنسان في مصر تتمثل في تحسين حياة نحو 60 مليون مواطن مصري واستقبال اللاجئين ليس كضيوف لمصر ولكن كمواطنين مصريين مع تقديم كل الخدمات اللاتي يحتاجونها، مضيفا أن مصر توطن صناعة لقاحات كورونا لتلبية احتياجات المواطن المصري والأفريقي وهي كلها خطوات تندرج تحت حقوق الإنسان.
وأشار البرديسي إلى أن ما حدث في مصر خلال السبع سنوات الماضية هو معجزة بكل المقاييس بالنسبة للإنجازات المصرية مثل تطوير البنية التحتية وشبكة الطرق والمحاور والإصلاح الاقتصادي وإقامة المدن الجديدة ومشروعات الحماية الاجتماعية وتطوير التعليم والصحة، وهي كلها إنجازات رغم التحديات المحيطة بمصر مثل مكافحة الإرهاب وكذلك جائحة كورونا.
وأكد أن الرئيس السيسي انتهج سياسة خارجية جديدة منذ توليه الحكم وهي مدرسة جديدة في العلاقات الخارجية من خلال إقامة علاقات متوازنة مع كل القوى مثل الولايات المتحدة الأمريكية والصين واليابان وأفريقيا والاتحاد الأوروبي وروسيا وكل المجموعات، مضيفا أن تجمع فيشجراد هو تكتل أوروبي مهم يدعم مصر في الكثير من المواقف وبين الجانبين الكثير من المصالح المشتركة.
وأضاف أن مشاركة الرئيس السيسي في قمة فيشجراد مع مصر تأتي في إطار تلك السياسة، التي تستهدف بناء علاقات متوازنة تحقق مصالح كل الأطراف، مضيفا أن الرئيس السيسي يستهدف الحفاظ على الإنسان واستقرار الأوطان.
مكانة مصر الدولية
ومن جانبه، قال الدكتور أشرف سنجر، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة بورسعيد، إن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة فيشجراد هي الثانية في هذا التجمع الذي يجمع المجر وبولندا والتشيك وسلوفاكيا، مضيفا أن هذه القمة مصغرة من تجمع الاتحاد الأوروبي وحضور الرئيس السيسي يعكس أهمية الدور الذي تقوم به مصر في المنطقة العربية والشرق الأوسط وأفريقيا.
وأضاف في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هذه الدعوة تؤكد متانة العلاقات بين مصر والدول الأربعة، حيث يربط مصر والمجر مجالات للتعاون وتبادل تجاري يزداد سنويا، ومن المتوقع أيضا أن يرتفع الميزان التجاري بين مصر وبولندا أيضا إلى مليار دولار، موضحا أن تجمع فيشجراد كيان متقارب ثقافيا وعسكريا ودينيا.
وأشار إلى أن الرئيس السيسي في كلمته اليوم تناول عددا من القضايا منها دور مصر في مواجهة الهجرة غير الشرعية، حيث خاطب المجتمع الأوروبي، حيث كانت الدولة المصرية لها دورا هاما في مواجهة هذا التهديد، وكذلك الرئيس السيسي يحرص على تدعيم دور مصر في المنطقة ككيان إقليمي قوي يحافظ على السلام وهذا ما جعل الدول الأوروبية تتعاون مع مصر في ظل قيادتها الرشيدة.
وأكد سنجر أن المجر كانت من أوائل الدول الداعمة لثورة 30 يونيو في مصر، حيث حرصت على تدعيم علاقتها مع مصر في ظل قيادة الرئيس السيسي كما لعبت بدبلوماسيتها دورا في دعم وجهة النظر المصرية، وخلال السنوات الماضية ازدادت العلاقات بين البلدين من خلال تبادل الزيارات والمباحثات بين مسئولي الدولتين.