وقعت مصر واليونان، أمس الخميس،في أثينا، مذكرة تفاهم لإنشاء كابل بحري تصدّر مصر من خلاله فائض الكهرباء لديها إلى اليونان.

وأكد خبراء أن هذه الأتفاقية خطوة مهمة في سبيل تحول مصر إلى مركز إقليمي لتصدير الكهرباء إلى أوروبا والمزيد من الدول، وأنه لم يكن ليحدث لولا دعم القيادة السياسية حتى يكون هناك فائض للتصدير.

 

نشاط اقتصادي إضافي

قال د. محمد صلاح السبكي، المدير التنفيذي المؤسس لجهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك، إن مصر أصبح لديها فائض في الكهرباء نتيجة تبني الحكومة المصرية خطة لتقوية شبكات الكهرباء لزيادة إمكانيات إنتاج الكهرباء من المصادر المختلفة حتى تلبي الاحتياجات الداخلية بالإضافة إلى إمكانية التصدير إلى الدول الأخرى.

وأوضح في تصريح لـ"بوابة دار الهلال" أن تصدير الكهرباء متعلق بربط شبكات مصر بشبكات هذه الدول وهو ما يساعد على تصدير الكهرباء لهذه البلاد ومنها إلى دول أخرى.

وأكد أنه يعد نشاطا اقتصاديا إضافيا لمصر تحاول أن تقويه لزيادة الأرباح منه، حيث إن مصر كان لديها ربط كهربي مع الأردن وهو ضمن ما يسمى "الحلقة حول المتوسط" لكنه لم يكتمل بعد.

وأكد أن الربط مع الدول الأخرى سيؤدي إلى اعتمادية الدولة عليها وسيزيد من شبكات الكهرباء لزيادة الانتاج.

وشدد على أن تصدير مصر للكهرباء إلى اليونان وقبرص هو خطوة مهمة في مجال تحسين الأقتصاد المصري حيث أن مصر تستهدف في الخطوة القادمة التصدير لدول أوروبية أخرى.

وتابع أن الربط مع المملكة العربية السعودية يعتبر مدخل للربط مع دول التعاون الخليجي، كما أن الربط مع الأردن سيساعد على الربط مع لبنان وسوريا والعراق، وكل هذه العمليات هي خطوات تدريجية للربط مع المزيد من الدول الأخرى.

 

تحسين الاقتصاد

ومن جانبها، قالت د. وفاء محمد، أستاذ الاقتصاد، إن اتفاقية الربط الكهربي مع اليونان هو خطوة مهمة لخلق شبكة كهرباء متصلة جيداً عبر شرق المتوسط، كما أنه سيدعم دخول الطاقة النظيفة إلى دول الاتحاد الأوروبي، وهو ما سيجعل مصر مصدرا مهما لتبادل الطاقة مع أوروبا.

وأشارت إلى أن نجاح الربط الكهربائي لم يكن ليحدث لولا وجود فائض في الإنتاج محليا بالاضافة إلى اكتشافات البترول والغاز.

وأكدت في تصريح لـ"بوابة دار الهلال" أن هذه الخطوة من شأنها تحسين الاقتصاد المصري والعمل على التصدير للمزيد من الدول، حيث إن الادارة السياسية لديها رؤية واضحة وتخطيط جيد لهذا الأمر.

وأشارت إلى أن مصر أبرمت مع السعودية أكبر عقد في المنطقة لتبادل القدرات الكهربائية باستثمارات 1.8 مليار دولار وهو ما يعني أن مصر دخلت في مجال تصدير الكهرباء بقوة حتى تصبح مستقبلا مركزا اقليميا للتصدير للمزيد من الدول.