يحتفل اليوم العالم كله باليوم العالمي للمرأة الريفية، ويأتي ذلك اليوم تقديرا لدور المرأة الريفية على مستوى العالم، حيث تمثل في المتوسط 40% من القوى العاملة في العالم، ووفقا لأمم المتحدة إن منح النساء فرص الرجال سيرفع الإنتاج الزراعي بما يقارب 4% في أفقر المناطق، ويخفض سوء التغذية بنسبة تصل إلى 17%.
ويوضح نواب أن مصر بذلت جهود عظيمة للنهوض بدور المرأة، ونشر التعليم بين نساء الريف، كما أن استراتيجية تمكين المرأة تركز على المرأة الريفية، وتعتبر مصر المرأة الريفية عنصر هام وضروري لنجاح رؤية التنمية المستدامة 2030.
تحديات تواجه النرأة الريفية
قالت عبلة الألفي عضوة مجلس النواب، إن أهم التحديات التي تواجه المرأة الريفية في مصر هي انتقال مصر حاليا من حقبة كانت فيها المرأة الريفية والصعيدية مهمشة تماما إلى الحقبة الحالية التي أصبحت فيها المرأة الريفية بؤرة الاهتمام، فمبادرات مثل حياة كريمة ساعدت على التركيز على المرأة الريفية.
أهم التحديات أمام المرأة الريفية في مصر
وأوضحت في تصريح لبوابة دار الهلال أنه ومن التحديات التي تواجه المرأة الريفية حاليا، هو حاجتها إلى توسيع مداركها وأفكارها بما في ذلك كيف تربي أولادها، من آليات للتعامل مع النشأ الصغير بطريقة تربوية صحيحة، ونواجه نحن تحدي كيفية إيصال تلك المعلومات إليها بمفهوم سهل وبسيط، حتى تستطيع تطبيقه.
ومن جانب آخر، قالت إننا نحتاج إلى تمكينها بشكل أفضل من الجانب الاقتصادي، بحيث يمكنها تنمية الأسرة وتنمية الموارد، فمصر تواجه مشكلة أخرى من رجال الريف، فبعضهم يقوم بهجر القرى بدلا من تعميرها، بحثا عن العمل في المدن أو حتى خارج البلاد، وتبقى الأمهات مع أطفالهن في غياب الزوج، وتصبح مرأة معيلة، تقوم فيه المرأة بدور الأب والأم.
أهم مقترحات النهوض بدور المرأة الريفية
وتابعت: فيجب أن تكون المرأة الريفية على درجة جيدة من الوعي والثقافة، وتكون على دراية كاملة بكيفية إدارة المنزل واقتصاده وتربية أولادها في نفس الوقت، وهو ما ينقلنا لمشكلة أخرى، وهي انتشار الجهل وعدم التعليم بين نساء الريف بشكل كبير، وعلينا أن نبذل جهود جدية في نشر التعليم بين نساء الريف، فإذا تعلمت ستوسع مداركها مما يعود بالنفع على تربيتها لأولادها، ويزيد من قدرتها على إدارة مشروع.
وأشارت إلى أن اتساع إدراك المرأة الريفية سيؤثر إيجابا على عدد من القضايا في المجتمع، منها القضية السكانية، وأهمية المباعدة بين الحمل والآخر، فتلك المباعدة ليست مجرد فعل بلا هدف، وإنما تحمي أطفالها، حيث تعطي لكل طفل حقه ووقته في التربية، كما تحميه من العديد من الأمراض مثل التوحد أو التقزم أو السمنة.
فكل تلك التحديات تواجه المرأة الريفية، ومفتاح حل معظمه أو على الأقل بداية الحل في تعليمها، فإذا تعلمت ستدرك كل هذه القضايا، وبالتالي تسعى لحلها، وفي الماضي كان الرجل هو المعيل، ويؤدي كل الأدوار خارج المنزل، بينما المرأة مقيمة بالكامل داخل المنزل، أما الآن فإنها معيلة داخل المنزل، وأدوار أخرى خارج المنزل.
جهود مصر في النهوض بالمرأة الريفية
وقالت: أنا أملي كبير في مبادرة حياة كريمة، فهو ينقل للمرأة الريفية كل مصادر الثقافات حول منزلها، فيحيطها بوحدات صحية، ومراكز لتنمية الأسرة والتي بدورها تنقل سيدات مثقفات ومتعلمات، كما تعمل مصر على وجود مقدمي مشورة أسرية لتوسيع مداركها، وكذلك إقامة العديد من المدارس، والجمعيات الأهلية، فأصبحت مصر تساعدها في تخطي التحديات بدلا من سعي المرأة وحيدة.
وأوضحت أن استراتيجية مصر لتمكين المرأة تركز بشكل كبير على المرأة الريفية والمرأة في الأماكن المهمشة، فالاستراتيجية لا تقوم فقط على المرأة الحضرية، بل موجهة بالأساس للمرأة الريفية والصعيدية والمرأة بالأماكن المهمشة، وتقوم الاستراتيجية بعمل حملات طرق الأبواب التي ينفذها المجلس القومي للمرأة، وتنشر الوعي بين نساء الريف.
وتابعت: إن برنامج تنمية الأسرة المصرية يقوم بعمل برنامج تدريب مقدمي المشورة، والذي يرسل أفراد لنساء الريف، يقيم معهم لمدة، وكذلك البرامج الاقتصادية والمشاريع الصغيرة والمتناهية الصغير وبرامج الشمول المالي التي تتعاون مع المركز القومي للمرأة، مما يقدم حظ وفير للمرأة في ظل الجمهورية الجديدة وتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي.
تقدم في التعليم
ومن جانبها، قالت فاطمة سليم عضو مجلس النواب إن المرأة الريفية تخطت مرحلة كبيرة من أزمة قلة التعليم، ومع ذلك لا يزال الطريق طويلا، وعلينا أن نلتفت حاليا إلى أزمة أخرى تواجهها المرأة الريفية، وهي أن المرأة الريفية أصبحت مرأة معيلة، فزادت خلال الفترة الأخيرة حالات الطلاق سواء في المدن أو الريف.
وأكدت في تصريح لبوابة دار الهلال أنه من جانب آخر أزمة الميراث، فلا تزال بعض الأسر تمنع المرأة من حقها في الميراث في بعض الأماكن الريفية والقرى، مضيفة أن علينا الاهتمام بملف ريادة الأعمال والمرأة، حيث أن المرأة الريفية لها نصيب كبير من ريادة الأعمال، فللمرأة الريفية تأثير كبير على كل ما يتم إنتاجه في الريف، سواء الإنتاج الزراعي أو غيره مثل إنتاج الألبان والجبن، وكذلك الحرف اليدوية، وإن دعم ملف ريادة الأعمال سيزيد من تأثير المرأة الريفية على الاقتصاد.
وأوضحت أن المرأة الريفية لها بالفعل تأثير قائم، حيث أنها تقوم بصناعة أغذية منزلية مثل منتجات الألبان بمختلف أشكالها، ولكن للأسف تأثيرها محدود لأن التوزيع يقتصر على البيوت المجاورة لها، ولكن عند دعم ملف ريادة الأعمال، سيمكنها من القيام بالمشروعات الصغيرة، وبالتالي إمكانية تطويرها فيما بعد.