تحقيق: محمد أبوالعلا
نجح فريق الكرة بالنادى الأهلى فى الحصول على لقب بطولة الدورى الممتاز للمرة الـ ٣٩ فى تاريخه خلال ٥٧ بطولة للدورى، محافظا على اللقب للموسم الثانى على التوالى، بقيادة مديره الفنى حسام البدرى الذى نجح فى تصحيح مسار الفريق لاسيما عقب رحيل الهولندى «مارتن يول» الموسم الماضى، وتمكن من الحصول على اللقب قبل انتهاء فاعليات البطولة بأربعة أسابيع.
أقيمت أول نسخة للبطولة عام ١٩٤٨، ويبقى الاهلى متربعا على عرشها برصيد ٣٩ بطولة كاملة، يزين بها دولاب بطولاته.
استطاع الأهلى هذا الموسم تحقيق أرقام قياسية كبيرة على المستوى الفردى للاعبى الفريق والجماعى أيضا، حيث سجل الفريق أولى أرقامه التاريخية، بالبطولة متمثلة فى عدم خسارة الفريق أية مباراة طوال مشوار بطولة الدورى حتى الآن، وهو ما لم يحققه أى فريق فى البطولة، ثم يحصد اللقب فى النهاية، ليحقق بذلك أكثر من ثلاثة أضعاف عدد ألقاب فريق الزمالك صاحب الـ١٢ لقب وثانى أكثر الفرق المصرية حصولا على اللقب، ثم يأتى الإسماعيلى ثالثا بثلاثة ألقاب فقط .
ويعد الأهلى أيضا صاحب أكبر عدد لمرات الفوز المتتالى باللقب بـ٩ مرات منذ بدء المسابقة عام ١٩٤٨، وبهذا اللقب يكون قد حصد الفريق الأحمر لقبه الـ١٠ فى اخر ١١ موسم من بطولة الدورى .
حقق الأهلى رقما قياسيا أخر، بتصدر خط دفاعه قائمة الأقوى، وهذا الرقم يعد من أهم أرقام الفريق هذا الموسم، ويدل على قوة وصلابة القوة الدفاعية للفريق، وليس خط الدفاع فقط بل التكتيك الدفاعى بالكامل بداية من المهاجم وحتى حارس المرمى، وهذا ما تمكن المدير الفنى حسام البدرى تثبيته فى عقلية اللاعبين، وهو ما ظهر على أدائهم طوال الموسم الحالى .
إكرامى
تمكن شريف إكرامى حارس مرمى الفريق، من الحفاظ على شباكه نظيفة لـ٢١ مباراة من أصل ٢٤ مباراة شارك فيهم الموسم الحالي، بعدما نجح فى الخروج بشباكه نظيفة فى مباراة طنطا، ضمن منافسات الجولة الـ٢٥ للدورى العام، والتى انتهت بفوز الأهلى بهدف نظيف، حيث استطاع اكرامى معادلة الرقم القياسى لعصام الحضرى حارس المنتخب، والذى حققه أثناء فترة تواجده مع النادى الأهلي، حيث استطاع الحضرى فى موسم ٢٠٠٥ / ٢٠٠٦ أن يحافظ على نظافة شباكه لـ٢١ مباراة فى موسم واحد، حتى نجح إكرامى فى معادلة هذا الرقم، وكتابة أسمه ضمن عمالقة حراسة المرمى بالقلعة الحمراء .
الأكثر مشاركة
يعد الثلاثى حسام عاشور وأحمد فتحى، وسعد الدين سمير أكثر لاعبى الفريق مشاركة خلال الموسم، بل أكثر لاعبى المصرى مشاركة فى المباريات، وبمستوى ثابت ومتصاعد، حيث أحرز المدافع سعد سمير عدد من الأهداف الحاسمة لاسميا أنه قد أثبت وجوده فى التشكيلة الأساسية للفريق بعد غياب رامى ربيعة المدافع الأساسى للإصابة ليؤكد سعد جدارته بالتواجد ضمن صفوف الفريق بشكل أساسي.
البدرى
حقق حسام البدرى المدير الفنى للفريق، نتائج مميزة فى ولايته الثالثة، حيث حقق الفوز بالدورى حتى الآن، عدد ٢٣ مرة فوز، ويتبقى له أربعة مباريات أخرى، يستطيع خلالها تجربة بعض العناصر الجديدة فى صفوف الفريق، لاسيما بعد الفوز ببطولة الدورى كمدير فنى للفريق، ويسير بشكل جيد فى دورى الأبطال الإفريقى، متصدرا مجموعته فى البطولة.
تعرض البدرى لكثير من الانتقادات الفنية خلال الاشهر الأخيرة، لكنه أصر على الرد داخل الملعب، وأثبت للجميع صحة فكره وتكتيكه الذى جاء لتطبيقه داخل النادى الأهلى، وها هو يتوج بالدورى مع الفريق، قبل انتهائه بأربع أسابيع كاملة.
وقد بدأ البدرى مسيرته التدريبية، عقب اعتزاله مباشرا، وعمل مدربًا فى قطاع الناشئين بالأهلي، وانضم لأول مرة إلى الجهاز التدريبى للفريق الأول فى موسم ٢٠٠١-٢٠٠٢ خلال فترة المدرب البرتغالى مانويل جوزيه، وترقى إلى منصب المدرب المساعد مع الهولندى جو بونفرير فى موسم ٢٠٠٢–٢٠٠٣ ثم مع البرتغالى تونى أوليفيرا فى موسم ٢٠٠٣-٢٠٠٤، واحتفظ بمنصبه بعد عودة البرتغالى جوزيه فى أواخر ٢٠٠٣ بعد إقالة اوليفيرا ثم عين أيضًا مديرًا للكرة بعد رحيل الكابتن ثابت البطل، وأصبح فى ٢٢ يونيو ٢٠٠٩ أول مدرب مصرى للأهلى منذ نحو ١٧ عامًا بعد الرحيل المفاجئ للمدرب البرتغالى «نيلو فينجادا» بعد فترة قصيرة من توليه المسئولية وقبل خوضه لأى مباراة رسمية .
البدرى هو المدير الفنى للنادى الأهلى بعد تدريب البرتغالى مانويل جوزيه ثم عاد، فى الولاية الثالثة له مع الفريق، عقب رحيل «مارتن يول» المدير الفنى السابق للنادي، وبدأ البدرى مشواره ببطولة الدورى العام الثانى له فى تاريخه مع النادى مدير فنى .
سر النجاح
ومن جانبه قال سيد عبد الحفيظ مدير الكره بالأهلى، إنه سعيد للغاية بما حققه الفريق، وحصوله على لقب الدورى العام قبل أسابيع كاملة من انتهاء المسابقة، وهو ما يؤكد ويكشف كيفية، إدارة دفة الفريق طوال الفترة الماضية، وأشار مدير الكرة بالأهلى إلى أنه كانت هناك حالة تركيز شديدة بين اللاعبين والجهاز الفني، لتقديم عروض قوية والظهور بصورة طيبة خلال جميع مباريات الدورى .
وأكد عبد الحفيظ أن الفريق لديه طموحات كبيرة فى الاستمرار بتقديم عروض قوية، ولاسيما فى بطولة دورى الأبطال الإفريقى، بعدما حقق الفوز على القطن الكاميرونى فى الجولة الثالثة بدور المجموعات من بطولة دورى أبطال إفريقيا، وصعدنا على رأس المجموعة الرابعة للبطولة، وسنفعل نفس ما فعلناه تماما خلال مشوارنا فى بطولة الدورى . أعتقد أن لاعبينا الآن يمتلكون من الخبرات ما يؤهلهم لفهم جميع هذه الأمور، ويطبقونها بكل حزم وحسم، وهو ما سيقربنا كثيرا من حصد اللقب الإفريقى الغائب عنا منذ حصولنا على لقب ٢٠١٣ أمام أورلاندو بطل «جنوب أفريقى» وهو ما نسعى هذا الموسم لتكراره وتحقيق اللقب الإفريقى التاسع فى تاريخ النادى أفريقيا .
وأردف عبد الحفيظ قائلا الأهلى فى الطريق الصحيح، فنيا وتكتيكيا وإداريا، وهذه الأمور تدعم النجاح كما أن مساندة الإدارة والمهندس محمود طاهر للجهاز الفنى والفريق، هو ما يضعنا فى مستوى المسئولية، أمام الإدارة والجماهير مشددا على أن الفريق لعب هذا الموسم بخطة متوازنة دفاعا وهجوما، وهو ما أدى إلى وصوله لأعلى» فورمة» خلال الدورى وبطولة أفريقيا .
اضطهاد البدرى
وقال الكابتن وليد صلاح الدين نجم الأهلى السابق، إن حسام البدرى، مدرب ذكى ورائع، استطاع الحفاظ على قوام الفريق، واستغل الصفقات الجديدة تدريجيا، مشددا على أن البدرى يلعب بنفس شكل وتكتيك الفرق العالمية، فهو يعلم جيدا كيفية استغلال لاعبى فريقه فى تكتيكه الدفاعى ومن قبله الهجومى بشكل متوازن وقوى فى نفس الوقت، وهو ما ظهر على أداء فريقه فى جميع مبارياته بالدورى لاسيما مع توظيفه لبعض اللاعبين المميزين ممكن كانوا بعيدين عن المشاركة فى المباريات، وفى مقدمتهم عمرو السولية ليكون إضافة كبيرة للفريق، مؤكدًا أنه أحد أفضل لاعبى الفريق فى الوقت الحالى، كما أنه سيكون من أقوى دعائم خط وسط المنتخب خلال الفترة المقبلة، وكل هذا بفضل البدرى الذى تغير أداء الأهلى تماما منذ مجيئه لقيادة الفريق .
وأكمل وليد أن محمود طاهر قال: «جوزيه من أعظم المدربين فى تاريخ الأهلى، وبالتأكيد إذا أردنا الحصول على خدماته فى أى منصب لن نتردد فى الاستعانة به، واظن أنه سيرحب خاصة وأنه أكد فى العديد من تصريحاته السابقة أنه يعشق الكيان وجماهيره، والبدرى هو المدير الفنى للفريق، ونحن فقط من نتحمل أمور النادى، والمجلس بالكامل لديه ثقة كاملة فى البدرى وجهازه ولاعبيه، وأعتقد أن حصد لقب الدورى هو خطوة أولى ومهمة لاقتناص باقى الإلقاب، القادمة» وهو ما يؤكد حديثى بعدم طرح الإدارة فكرة رحيل البدرى فى هذه المرحلة على الإطلاق .
أصعب موسم
وقال الكابتن ضياء السيد نجم الأهلى السابق، إن ما حققه الفريق هذا الموسم يؤكد ثقتى الكبيرة فى أداء الجهاز الفنى بقيادة المدير الفنى حسام البدرى، ومجموعة اللاعبين الموهوبين بالفريق، لقد كان موسم الأهلى هذا من أصعب مواسم الفريق، خلال مسيرته الكروية، نظرا لمرور الفريق بعدة أزمات منذ بداية الموسم، بداية من حل مجلس الإدارة المعين، ثم تعيين مجلس مكون من خمسة أعضاء، مع اختيار الأعضاء الخمسة من نفس أعضاء المجلس المعين، لكن هذا أثار الكثير من اللغط وعدم وضوح الرؤية بشكل كامل أمام مستقبل الفريق، وجهازه الفنى ولاعبيه، وبالرغم من ذلك صمد أعضاء الجهاز الفنى، واستمروا فى طريقهم متصدرين جدول المسابقة منذ بدايتها، وحتى انتهائها وهم مازالوا متصدرين حتى الفوز باللقب، بفارق كبير عن أقرب منافسيه بالدورى فريق المقاصة، لكن ما حدث يعد إنجازا كبيرا لفريق الكره فى هذا التوقيت، لذلك أقدم لهم التحية على ما قدموه خلال تلك البطولة الصعبة، مشددا على أن الفريق لم يكتفى بهذا، بل وصل الفريق أيضا لصدارة مجموعته فى بطولة دورى الأبطال الإفريقى.