الجمعة 31 مايو 2024

طاهر أبو زيد: الراديو خطفنى.. وهذا سر ابتعادى عن الشاشة (حوار)

طاهر أبو زيد

فن17-10-2021 | 09:16

هنادي محمود

طاهر أبو زيد:

- لم أستغل تشابه الأسماء.

- اللغة العربية سبب مكانتي حاليًا.

- تركت التدريس لأصبح مذيعًا.

- حبي للراديو أبعدني عن أضواء الكاميرا.

- المذيع إمكانيات وهذه نصيحتي لمن يرغب في العمل بالإذاعة.

رغم حضوره القوي على  شاشات  التليفزيون، إلّا أن نبرة صوته المميّزة والمعلقة في أذهان مستمعي "راديو مصر"، جعلته يتفوّق على أبناء جيله، ويصبح متفرّدًا في تقديم البرامج الإخبارية والمهتمة بالشأن السياسي، حتى أصبح المذيع والإعلامي طاهر أبو زيد، الذي تحدث بلسان كل مصري في ثورة 30 يونيو، وأطلقوا عليه لقب "صوت مصر".
 
 بوابة "دار الهلال" التقت طاهر أبو زيد، وكان لنا معه هذا الحوار:

كيف اكتشفت موهبتك وصوتك المميز في تقديم البرامج؟

الحقيقة أن هذا الأمر حدث صدفة، لأن أخي عبدالرحمن بسيوني، كان مذيعًا في إذاعة "صوت العرب"، وكان صوته حلوًا جدًا، وصوتي كان قريبًا من صوته، وعندما ذهبت لاختبار الصوت قالوا لي: واضح أن العائلة كلها عندكم صوتها حلو، وكانت هذه هي البداية.

لماذا اخترت راديو مصر؟
في بداية تعييني عام 2005، كان هناك شبكة الإذاعات المتخصصة، وكانت وقتها أربع إذاعات مدمجة معًا، هي الأغاني والكبار والتعليمية والأخبار، وفي 2010 قرروا أن يجمعوا الأخبار كلها في قطاع واحد، وأخذونا في قطاع الأخبار وأصبحنا الإذاعة الوحيدة التي لا تتبع للإذاعة المصرية، لكنها تابعة لقطاع أخبار التليفزيون، وهذه كانت فكرة  طارق أبو السعود الذي أنشأها وقتها بشكلها الجديد، وانطلقنا بها في يوم الاحتفال بعيد تحرير سيناء عام 2010، فأطلقواعليها وقتها "راديو مصر"، ولم يكن اسمها كذلك في البداية، وكانت تبث باسم "إذاعة الأخبار".


لماذا أطلقوا عليك لقب "صوت مصر"؟

طبعًا بعد ثورة 30 يونيو، كان الاتحاد الإفريقي ودولًا كثيرة، تقاطعنا وقتها، لأنهم قالوا إن ما حدث في مصر ليس ثورة، وتقرر عمل فيلم بعنوان "رجال يحمون الوطن"، ليثبتوا للناس أنّ ما حدث في مصر هو ثورة شعبية باختيار الشعب المصري، وليس إنقلابًا عسكريًا، والجيش ليس طرفًا في القضية، فوثّقنا الفيلم وكان من المفروض أن يُذاع في العواصم والمدن الكبيرة خارج البلاد فقط، ففوجئت في أحد الأيام وأنا مع أصدقائي جالسين على القهوة، بأن كل القنوات المصرية تذيع الفيلم، ومن هنا أطلقوا عليّ لقب "صوت مصر"، لأن الفيلم كان يتكلم بلسان كل مصري.

لماذا تغلب على برامجك دائمًا الطابع السياسي ولا تخرج عنه؟

دائمًا كنت أرفض أن أقدّم برامجي بعيدًا عن المجال السياسي، رغم أني كنت لاعب كرة طائرة، وعضو مجلس إدارة في النادي، واسمي طاهر أبو زيد، فقالوا لي أن أعمل في الرياضة لأن أغلب رؤساء الاتحادات الرياضية أصدقائي، وأستطيع أن أستضيفهم في البرنامج، فرفضت تمامًا، لأني أرفض استغلال تشابه الأسماء وأكون نسخة من غيري، ولم أرغب في تقليد شخص أو استغلال اسم غيري، فبدأت أشتغل في مجال السياسة، وكان قرارًا صعبًا جدًا، لأنّ المجال وقتها كان فيه عمالقة حقيقيين، ومن هنا أصبحت مذيع وزارة الداخلية ومندوب رئاسة الجمهورية في إذاعة راديو مصر.


 

وما هي البرامج التي قدّمتها في راديو مصر؟

كنت في البداية أُقدّم برامجًا خفيفة في إذاعة الأخبار، قبل ما أن يصبح اسمها "راديو مصر"، مثل برنامج "بردية"، وكانت تدور فكرته حول ملوك وملكات الأسر الحاكمة في عهد الفراعنة، ثم برنامج "مصر في عيونهم"، و"من هنا وهناك"، و"صفحات من ذاكرة التاريخ"، وبعد ذلك  قدمت برنامج "البعد الأخر"،  لمدة عامين، وكان يناقش كل الأنشطة الرئاسية والمشاريع القومية الكبرى، وبعد فترة تطور، أصبح اسمه "العالم في ليلة"، ومدته ساعتين وهو حصاد الأسبوع كله، من أخبار رئاسة الجمهورية، ومجلس الوزراء، وأخبار العالم العربي والدولي، وأيضًا قضية الأسبوع، مثل أهم حدث أو أهم مشروع قومي تم افتتاحه، ونستضيف فيه وزراء وسفراء كُثر، وما يزال مستمرًا حتى الآن على "راديو مصر". 

لماذا اتخذت قرارًا بعدم  الظهورعلى شاشات التلفزيون؟

توقّفت عن الظهور في التلفزيون في أواخر عام 2017، واستكملت الطريق بالعمل في "راديو مصر"، والحقيقة أن شغل الوزارة والرئاسة كثير جدًا، ووجدت أن التزامي ببرنامج على التليفزيون صعب جدًا، غير أن شهرتي الأساسية تمثّلت لدى الجمهور بصوتي في الإذاعة، وفي الآخر ربنا كتب لي النجاح بصوتي، رغم أني اشتغلت على الشاشة كثيرًا، لكن الحقيقة لم يتعلق المشاهدون بي مثل مستمعي الراديو، ودائمًا يقولون لي: أنت أشهر مذيع راديو أخبار، مع إن عمري في حياتي ما فكرت أبدًا أن أكون مذيع أخبار، وأنا كنت أشتغل مدرسًا للغة العربية بالثانوية العامة، وعندما قررت العمل كمذيع في 2005، تركت التدريس، واتجهت إلى الإذاعة وغيّرت حياتي كليًا، والحقيقة أنا كنت داخل كلية اللغة العربية، وأنا لا أرغبها، رغم أني كنت أكتب الشعر وأحبه جدًا، ولم أتخيّل أبدًا أن تكون حياتي في يوم ما، مبنيّة على اللغة العربية إطلاقًا، والحقيقة اللغة العربية هي السبب في المكانة التي أنا فيها الآن.

ماهي رسالتك للشباب الذين يرغبون في تطوير أنفسهم ليكونوا مذيعين بالراديو؟

سوف أحكي لكِ عن تجربة خاصة بي، أنا أصلًا من دسوق في كفر الشيخ، وطول عمري أقضي وقتي في الإسكندرية، لأن المسافة بينهما حوالي 30 كيلومتر تقريبًا، فدائما أنا وأصدقائي نسهر هناك، فطبيعي اعتدت على اللهجة السكندرية، وعندما ذهبت إلى مبنى التليفزيون، وقابلت عائشة أبوالسعد مدير عام التدريب في الإذاعة، لتقييم صوتي قالت لي تفضّل اقرأ، وبعدما انتهيت، قالت لي: أنت يا بني آخرك تشتغل في سيارة ميكروباص، أولًا أنت نص حروفك مش موجودة، وثانيًا لهجتك ليست مضبوطة، إيه احنا وروحنا دي، وقالت لي أيضًا، لو قررت تشتغل مذيعًا يبقى لازم تغيّر كل حاجة في حياتك، حتى ثقافتك لازم تغيّرها، ويجب أن تقرأ أخبارًا وروايات كثيرة، ليصبح عندك القدرة على الارتجال، لأن الروايات والقصص تعطيك مساحة من الخيال، فبدأت كل يوم أدرّب نفسي لمدة سنة كاملة، كنت أشتري الجرنال الذي كان وقتها بالخمسين والستين صفحة، وأقرأه كل يوم من الجلدة للجلدة، وأسجّل صوتي على شريطين لمدة 6 ساعات، لدرجة أني كنت أعرق من كمّ المجهود والطاقة التي أبذلها، حتى أصبحت قادرًا على قراءة الأخبار العادية، وتم تعييني في الإذاعة، فلكل من يريد أن يعمل كمذيع بالراديو، يجب عليه أن يغيّر منهج حياته أولًا، ويجب أن يهتم بنطق الكلمات ومخارج حروفه وبثقافته، والأهم أن يكون لديه القدرة على فن الارتجال، وفي العموم أي شئ في الوجود بالممارسة والتطور يأتي ويفرق كثيرًا، وفي الآخر المذيع إمكانيات، وليس مجرد شكل وصوت، في إمكانيات أخرى يجب عليه أن يكتسبها، ليستطيع أن يطور من نفسه.