الفهم والوعي الحقيقي هو طريقنا للأمن والبناء.. وبالشراكة والمسئولية الجماعية نواجه أزماتنا وتحدياتنا ومشاكلنا.. فما يطلبه الرئيس من الشعب هو تحمل المسئولية والمشاركة والتحلي بالوعي.. وعلى الإعلام أن يتناول تحدياتنا بشكل أكثر عمقاً وفهماً لأسباب وجذور مشاكلنا.. وما آلت إليه خلال العقود الماضية.. فالمواطن شريك أساسى مع الدولة فى بناء الوطن والتغيير إلى الأفضل.. وعلينا أن نحلم بلا حدود.. ونبني ونعمل بلا كلل أو توقف فرغم كل ما أنجزناه.. وهو يفوق التوقعات.. إلا ان الرئيس يعتبره خطوة من ألف خطوة.
البناء والتقدم شراكة بين الدولة والشعب.. والفهم والوعى أقصر الطرق إلى النجاح والإنجاز.. فرغم كل ما تحقق في مصر إلا أن الرئيس يقول «لسه بدري».
إذا أمعنت النظر والتحليل والقراءة لأحاديث ومداخلات الرئيس عبدالفتاح السيسي في جميع المناسبات وخلال افتتاحات المشروعات القومية العملاقة وآخرها بالأمس خلال افتتاحه عدداً من مشروعات الإسكان البديل للمناطق غير الآمنة.. تجد أنه يركز علي مجموعة من النقاط والقضايا والمحاور والرسائل وهي أساس بناء الوعي الحقيقي بل ويطالب ويوجه الإعلام والصحف بتناول القضايا والمشاكل والأزمات بفهم وبتأصيل لأسباب هذه القضايا والظواهر.
الحقيقة أن هدف الرئيس السيسي هو أن يفهم الجميع القضايا وأسباب الأزمات والمشاكل والمعاناة.. وكيف جاءت فعندما عرض فيلم تسجيلي قصير عن أحداث السيول في قرية «الديسيمي».. وكيف غرقت القرية والمنازل والزراعات.. وجاء تناول الإعلام مهاجماً للحكومة والمسئولين.. ولم يتناول الإعلام الأسباب الحقيقية وراء ذلك خاصة ان المنازل أقيمت علي مخرات السيول وأن القرية غير مخططة وفيها تعديات علي الأراضي الزراعية ذات الخصوبة العالية.
الرئيس يريد أن يقول إننا نهدر الأشياء الثمينة ..فماذا لو اتجه الناس إلى البناء في الأراضي الصحراوية وفي إطار مخطط بدلاً من إهدار الأراضي الزراعية الخصبة المزودة بكل المرافق ومصادر الحياة والمخططة ..أيضا نحن الذين نضر أنفسنا بأيدينا.. فكيف يتم البناء علي مخرات السيول ونعرض أنفسنا للخطر الداهم.
الحقيقة ان الإعلام يحتاج إلي تناول مختلف فقد فوجئنا خلال الأيام الماضية بنشر العديد من الأخبار منها ارتفاع الكثافة الطلابية داخل الفصول لتتجاوز اكثر من 80 تلميذاً وهناك من اشار إلي عدم وجود «مقاعد أو تخت».. للتلاميذ وأنهم يفترشون الأرض في بعض المناطق.. وقرأنا وشاهدنا انتقادات حادة لكننا لم نجد من يوضح الأسباب التي أدت إلي ذلك في ظل نمو سكاني منفلت.. وزيادة متوالية عشوائية تتجاوز إمكانيات وقدرات وموارد الدولة التي تسابق الزمن لتوفير الخدمة التعليمية المناسبة فكيف لشعب يزيد تعداده السكاني نصف مليون نسمة في 100 يوم.. وهل سألنا أنفسنا عن احتياجات أكثر من ٢ مليون مولود جديد كل عام من مستشفيات وأطباء وتمريض وموظفين وأدوية.. وايضا كم مدرسة وفصلاً دراسياً يحتاجون بالاضافة إلي الاعداد الاضافية في المدرسين والموظفين والتجهيزات المدرسية وما هو عدد الوحدات السكنية التي يحتاجونها في المستقبل.. فالدولة لها إمكانيات وموارد محدودة وإذا كانت تفكر خارج الصندوق وتحاول وتسعي جاهدة لتعظيم وزيادة مواردها وحتي يشعر الناس بمردود التنمية لابد أن يكون هناك توازن بين النمو السكاني وموارد الدولة وإمكانياتها وقدراتها.
الإعلام لم يتناول حقائق واسباب الأزمات.. ولم يتعرض للنمو السكاني والزيادات المرعبة والمخيفة التي تهدد الأخضر واليابس وتنذر بالتهام عوائد التنمية.
وعلي سبيل المثال اذا تناولنا تأثير النمو السكاني علي العملية التعليمية طبقاً لدراسة الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء نجد انه في ظل 3.4 مولود لكل سيدة سيرتفع عدد السكان في مصر عام 2052 إلي 192 مليون نسمة وسيصل عدد الطلاب إلي 38 مليون طالب ويستلزم هذا العدد وصول عدد المدرسين إلي 1.816 مليون مدرس وعدد المدارس الي 70 ألفاً.. فأعداد الطلاب الآن في 2021 تصل لأكثر من 20 مليون طالب وعدد المدرسين إلي 964 ألف مدرس وعدد المدارس 37 ألف مدرسة وهو ما يعني انه في عام 2052 نحتاج ضعف كل ما هو موجود.
الدراسة اشارت إلي سيناريو آخر في حالة تراجع معدل الانجاب إلي 2.1 طفل لكل سيدة حتي عام 2052 سيصل عدد سكان مصر إلي 143 مليون وسوف يصل عدد الطلاب إلي 24 مليون طالباً ويصل عدد المدرسين إلي 1.143 مليون مدرس وعدد المدارس إلي 47 ألف مدرسة.
هذا هو التناول الحقيقي لمشاكلنا وأزماتنا وتحدياتنا.. ولعل السيناريو الثاني الأقل ضررا من الأول يقول لنا لابد أن نواجه قضية النمو السكاني التي تشكل تحدياً مرعباً وكارثياً وسوف يؤثر علي مشروعنا الوطني في البناء والتنمية والتقدم وسيبقي علي وتيرة المعاناة والأزمات والمشاكل لذلك لابد ان نصل الي ضبط إيقاع النمو السكاني بما يتوازن مع قدراتنا وإمكانياتنا ومواردنا.
حديث الإعلام كما يريده الرئيس هو حديث الفهم لأصل المشاكل وأسبابها حتي يتحقق الوعي الحقيقي فالرئيس لايتوقف عن المطالبة بهذا التناول لتحدياتنا ولايكف عن الحديث عن أهمية الفهم وبناء الوعي وتعريف المواطن بهذه التحديات وأسباب الظواهر فبناء الوطن هو شراكة بين الدولة والحكومة والمواطن.. فالرئيس كما قال «لوحدي مش هينفع والحكومة لوحدها مش هينفع والمواطن لوحده مش هينفع» لكن لابد ان نواجه جميعاً فالمسئولية مشتركة والإيجابية والفهم والوعي والعلم مطلوب سواء للمواطن أو المتحدث في الأمور والقضايا والتحديات.
وإذا أردنا بناء دولة ذات شأن فإن المسئولية جماعية وشراكة بين الدولة والمواطن.. فالوعي الحقيقي المبني والمرتكز علي فهم وثقافة مترسخة سوف يقضي علي الكثير من مشاكلنا وأزماتنا وعلي رأسها قضية (النظافة).. وسوف تصبح هذه التكلفة التي تصل إلي أكثر من ٢ مليار للقاهرة فقط.. بل ان البناء غير المخطط وصعوبة الحركة والوصول في ظل البناء غير المخطط يزيد من صعوبة مواجهة قضية النظافة.. وهذه الأمور متشابكة في المسئولية بين الجميع.
الرئيس السيسي ايضاًً لديه طموح بلا حدود وحلم عظيم لمصر وشعبها.. ويتضح ذلك في الفارق الكبير بين الحياة التي كانت في المناطق غير الآمنة وغير المخططة والحياة شكلا ومضموناً في الإسكان والمناطق البديلة الفاخرة التي تحظي بسكن كريم وآدمي.. فالسكن الكريم هو اللبنة الأولي والخطوة الاساسية في حقوق الإنسان.
حلم الرئيس الذي يتمني من المصريين ان يشاركوا فيه.. بل ويطالبهم بأن يحلموا معه يجسد ايضاً حجم التطلعات الرئاسية للمواطن المصري.. فالحقيقة أنني في حالة أنبهار من المستوي الراقي للمنطقة التي انتقل إليها أهالينا من سكان المناطق غير الآمنة.. فما هذا الرقي والجمال والبيئة الصحية التي يستمتع بها هؤلاء المواطنون.
الحقيقة أننا وفي عهد الرئيس السيسي في تغيير تاريخي.. فبعد ان كنا نسمع في العقود الماضية عن ظلم الغلابة وتهميشهم نجد أننا أمام دولة الآن جل اهتمامها وأولوياتها هو توفير الحياة الكريمة لهذه الفئات.. ولعل الإنجازات والمكاسب التي تحققت لهم ترد بقوة علي محاولات التشكيك والأكاذيب.. فالدولة أصبحت ذات مصداقية عالية ومصدر ثقة لمواطنيها وبعض المناطق يطالب سكانها بأن تطالهم يد التغيير والتطوير عندما شاهدوا باقي المناطق التي أصبحت في منتهي الرقي والجمال والابداع.. ليعيش فيها المواطن في شقة فاخرة مجهزة بالفرش والأثاث والأجهزة الكهربائية وجاءت شهادات الأسر والأطفال عن الحياة الجديدة لتكشف وتجسد الفارق الكبير بين الحياة تحت الأرض والحياة في المناطق البديلة وأنهم كانوا معزولين عن العالم ليعيشوا في مناطق حافلة بالانشطة والخدمات والمساحات الخضراء والاندية وحمامات السباحة والملاعب والمدارس والورش الحرفية والتدريب علي العمل ومنابر الوعي والثقافة انها منظومة مختلفة وراقية تحولت إلي اسلوب حياة ستفرز مواطناً صالحاً مواكباً للتطور الذي يحدث في العالم وليحيا جميع المصريين «حياة كريمة».
حلم الرئيس السيسي يناطح السماء.. فعندما تساءل لماذا لا يكون لدينا ٥ ملايين وحدة سكنية المليون وحدة تتكلف 500 مليار جنيه أي أننا نحتاج إلي ميزانية تريليونية .. لذلك الدولة جادة وعازمة ولديها الرؤية والإرادة لتوفير احتياجات المصريين من السكن الكريم الذي يناسب كل الفئات.
في الريف المصري وعواصم المدن والمحافظات تجد إبداعاً من التصميمات والطرازات المعمارية.. وما يناسب كل مجتمع وبيئة فالعمارة أمامها حظائر للسكان لتربية الماشية بدلا من تربيتها داخل المنازل وهو ما يسبب اضراراً بيئية وصحية.. لذلك فطموح الرئيس للمواطن المصري بلا حدود.. لكن علي الإنسان المصري ان يتحلي بالفهم والوعي الحقيقي فلا تقترب يداه من الأراضي الزراعية ليتعدي علي ثروات توفر له مصدر الرزق والمال وايضا للوطن احتياجاته.. وعليه ان يستوعب خطورة كثرة الانجاب والانفجار السكاني علي حياته وحياة ابنائه واسرته وانعكاس ذلك علي الوطن.
القيادة السياسية لديها إرادة صلبة تستند لرؤية ثاقبة وشاملة لتوفير الحياة الكريمة للمصريين.. إيمانا منها بأن الحياة الكريمة تشكل عصب بناء الإنسان الذي هو جزء أصيل من بناء الدولة.
الحقيقة انني أمام موقف يجسد عظمة ما يتم تقديمه لأهالينا من سكان المناطق غير الآمنة الذين انتقلوا إلي مناطق بديلة فاخرة ومطورة.. فقد قال لي أحد الزملاء متحدثاً عن هذه الفئات «كانوا زمان بيصعبوا علينا.. احنا الآن بنغير منهم من فرط جمال ورقي المناطق البديلة» وهذا يعكس اهتمام القيادة السياسية بهذه الفئات في كل ربوع البلاد وسوف يكون مشروع تنمية وتطوير الريف المصري نقلة غير مسبوقة وطفرة عبقرية في حياة المواطن في الريف المصري لما يمثله من انجاز عظيم في مجال الخدمات وايضا بما يوفره لما يقرب من 60 مليون مواطن مصري .. الرئيس السيسي مشغول تماماً ببناء وطنه واسعاد شعبه.. فالرئيس الذي يتابع المشروعات القومية العملاقة علي مدار الساعة ونراه كل يوم جمعة علي أرض هذه المشروعات يتابع ويوجه ويطمئن علي سير الأعمال هو نفسه كما قال يتجول ويتفقد احوال المصريين.. ويقوم بجولات سرية بمفرده ويعرف كل صغيرة وكبيرة عن كل شوارع وميادين البلاد.. ويتساءل بعد ٧ سنوات هل الانجازات تتم لصالح الأغنياء والطبقة المتوسطة أم للجميع؟.. والحقيقة سؤال يقطع رقاب الكاذبين.. ويستأصل سرطان الأكاذيب.. ليتحدث الواقع بنفسه عن اهتمام الدولة المصرية بجميع المصريين وفي القلب منهم الفئات البسيطة ونقلها إلي حياة كريمة ومناطق بديلة راقية.
السؤال المهم.. ماذا لو استمرت ظاهرة المناطق غير الآمنة والمناطق الخطرة وغير المخططة؟.. ماذا لو لم يمتلك الرئيس السيسي الرؤية والإرادة الصلبة علي تغيير حياة هؤلاء الناس هل العمل أفضل أم المزايدات والمتاجرات ودغدغة المشاعر.. تغيير حياة الناس والتخفيف عنهم واسعادهم وعلاجهم وتعليمهم وتوفير السكن الكريم لهم.. هو جوهر الدين.
طموح الرئيس وأحلامه لا تتوقف فرغم كل هذه الإنجازات غير المسبوقة.. فإن قوله «لسه بدري» يتطابق تماما مع كلمته المأثورة.. ما أنجزناه خطوة من ألف خطوة.. لذلك علينا ان نعمل ونفهم ونعي وندرك.. ولا نعيد ارتكاب الأخطاء في حق أنفسنا ودولتنا لذلك علينا ان نواجه مشاكلنا وتحدياتنا بفهم عميق.. ووعي حقيقي ولانعيد اخطاء وكوارث الماضي من كثرة انجاب وزيادة سكانية وتعدِ علي الأراضي الزراعية والبناء غير المخطط.. لان كل هذا يحتاج إلي نفقات وميزانيات خيالية.
تحيا مصر