الأربعاء 15 مايو 2024

فى ذكرى وفاته.. كيف أثرت صناعة السجاد على مشروع جمال الغيطاني الروائي؟

جمال الغيطاني

ثقافة18-10-2021 | 20:03

عائشة مفتاح

تحل اليوم الذكرى السادسة لوفاة الروائي والصحفي المصري جمال الغيطاني، الذي ولد في 9 مايو 1945م في جهينة، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة عبد الرحمن كتخدا، وأكمله في مدرسة الجمالية الابتدائية،

التحق الغيطاني بمدرسة الفنون والصنائع بالعباسية، وقد كان من أسرة فقيرة وعمل وهو طفل كصانع سجاد ثم عمل بأحد مصانع خان الخليلي وعمل سكرتيرًا للجمعية التعاونية المصرية لصناع وفناني خان الخليلي.

تعلم من دراسته لصناعة السجاد، التي أكملها بعامين في الصباغة والطباعة بكلية الفنون التطبيقية الإتقان والصبر الشديد، وأشار أن "للسجاد كفن علاقة بالتاريخ والرمزية"، كما عمل الغيطاني مفتشًا على بعض مصانع السجاد الصغيرة ثم مشرفًا على مصانع السجاد بمحافظة المنيا، ويعتقد أن هذا العمل كان له تأثير كبير على طريقة تفكيره وأسلوبه الروائي.

عمل جمال الغيطاني بعدها سكرتيرًا للجمعية التعاونية المصرية لصناع وفناني خان الخليلي وذلك إلى عام 1969م، وقيل أن اعتقاله كان بسبب انتمائه لتنظيم شيوعي، وقد قال الغيطاني عن فترة الاعتقال: "حتى عندما لم يكن لدي أوراق وأقلام أدون بها حكاياتي، كنت أكتب في مخيلتي، فالحكي والقصص لم تفارقني حتى في أصعب أيام حياتي"

وفي عام 1969م، مرة أخرى استبدل الغيطاني عمله ليصبح مراسلًا حربيًا في جبهات القتال وذلك لحساب مؤسسة أخبار اليوم، وفي عام 1974م انتقل للعمل في قسم التحقيقات الصحفية، وبعد إحدى عشر عامًا في 1985م تمت ترقيته ليصبح رئيسًا للقسم الأدبي بأخبار اليوم.

 أسس الغيطاني صحيفة أخبار الأدب الصادرة عن أخبار اليوم في عام 1993م، والتي باتت منذ صدور عددها الأول من بين أهم الصحف الثقافية في مصر والعالم العربي، وقد شغل الغيطاني منصب رئيس تحرير الجريدة، وبعد الانطلاقة الأدبية الأولى لجمال الغيطانى عام 1965م، انتمى الغيطانى بشكل ما لمجموعة مثقفين وكتّاب تقدميين ذوي ميول يسارية، منهم إبراهيم فتحي وأحمد الخميسي وغالب هلسا وصلاح عيسى ويحيى الطاهر عبدالله وسيد حجاب وعبد الرحمن الأبنودي وغيرهم، ووفقًا للكاتب محمد صبحي، فقد استفادت كتابة الغيطاني من العودة إلى التراث العربي والإسلامي وتشرّبه وإعادة إنتاجه، ويرى أن المميز في ذلك النهج الذي اختاره هو تحرّره من الشكل الروائي الغربي الذي سار على دربه أدباء آخرون من قبله، وينسب الفضل إلى ذلك التحرر في إتيان النتائج بـ "عمارة روائية تستلهم المورث السردي العربي وتشيع فيها الألفاظ الجزلة والتراكيب القديمة على نحو يؤدي في النهاية إلى خلق عمل روائي حديث بصورة مدهشة".

ومن بين أبرز روايات جمال الغيطاني رواية "الزينى بركات" الصادرة عام 1974م، التي جسدت تجربة معاناة القهر البوليسى في مصر، وكانت تدور حول شخصية "الزيني" والذي كان يعمل "كبيرًا للبصاصين"، أي رئيسًا للمخبرين، في عهد السلطان الغوري أوائل القرن العاشر الهجري، وتصور الرواية معاناة الشعب من سطوة السلطان وصراع الأمراء واحتكار التجار وعيون البصاصين، ووصفت الرواية بأنها نموذج من نماذج القهر والاستبداد التي تعرض له المصريين في هذه الفترة"، وترجمت الرواية إلى الألمانية والفرنسية عام 1985م بعد أن حققت صدى طيبًا في وسط الدوريات الثقافية في العالم، وتحولت إلى مسلسل مصري تاريخي من إخراج يحيى العلمي، ويرى السيد ياسين أن تلك الرواية "ترقى إلى مستوى الرواية الشهيرة لكافكا "القضية" التي تعكس الكوابيس الفظيعة لممارسات النظم السلطوية، وتقترب كثيرًا من رواية 1984م التي أبرز فيها الروائي البريطاني الشهير جورج أورويل معالم النظام السلطوي".

وتوفي الروائي المصري جمال الغيطاني في 18 أكتوبر 2015 عن عمر ناهز السبعين عامًا من حياة تضج بالروائع الأدبية والأعمال المخلدة، وقد سمي أحد شوارع القاهرة الفاطمية باسمه، كما تم إطلاق اسمه على إحدى المدارس بمسقط رأسه في محافظة سوهاج.

Dr.Radwa
Egypt Air