على مدى أكثر من 30 عاما عبرت كل من مصر وأوغندا عن الحرص المشترك والتعاون والتنسيق بينهما، بشأن العديد من جوانب العلاقات الثنائية السياسية والاقتصادية والطبية، وبشأن القضايا الإقليمية، خاصة فى جنوب السودان، ومنطقة القرن الأفريقى، وفيما يتعلق بمياه النيل والتعاون الفنى فى إدارة موارد المياه بصفة عامة، وكذلك التعاون الأمنى والعسكرى ومواجهة الإرهاب.
وتولى مصر أهمية كبيرة لتعزيز علاقاتها مع الدول الأفريقية، ولاسيما دول حوض النيل، وفى ضوء الرؤية الإصلاحية التى يتبناها الرئيس الأوغندى موسيفنى للتنمية فى بلاده، فإن مصر حريصة على مواصلة دورها النشط فى الارتقاء بالتعاون الثنائى فى القطاعات المختلفة.
وفي ضوء حرص مصر على التعاون الثنائي بين البلدين في القطاعات المختلفة وتحديدا قطاع الصحة والسكان، التي على أثرها قامت وزيرة الصحة هالة زايد بزيارة الجمهورية الأوغندية اليوم لافتتاح المركز الطبي المصري بمدينة جنجا بدولة أوغندا، كما أن المركز الطبي المصري تم تنفيذه بمشاركة وتعاون عدد من صناع الأدوية مثل شركة أكديما والشركة القابضة للأدوية والشركة المصرية للاستثمار والتنمية، بالإضافة إلى شركتين من القطاع الخاص.
تعزيز علاقات مصر بأوغندا
وفي هذا الصدد، قال السفير على الحفني، نائب وزير الخارجية للشؤؤن الأفريقية الأسبق، يشهد لمصر عالميا انها أدارت أزمة كورونا بكفاءة وليس على الصعيد الداخلي فقط بل على المستوي الأفريقي، فمصر استحقت بامتياز تصنيع لقاح كورونا محليا وتصديرة للدول الأفريقية الشقيقة لتغطية احتياجتهم
وأوضح الحفني، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن علاقات مصر مع دولة اوغندا هي علاقات قديمة ووثيقة وقوية وليس لن أوغندا دولة أفريقية فقط أو إحدي دول حوض نهر النيل أنما هناك علاقات دعم متبادل وعلاقات تاريخية راسخه بين البلدين
وأضاف أن مصر قدمت الكثير من المساعدات لدولة أوغندا الشقيقة سوا في المجال الصحي أو في غيرة من المجالات، وكان من الطبيعي أن تزور وزيرة الصحة دولة أوغندا، فأوغندا دولة شقيقة ومهمة في أفريقيا وهي دولة تربطها علاقات وثيقة وقوية مع مصر حتى على المستوي الشخصي بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس الأوغندي
وأشار إلى أن حضور الوزيرة لافتتاح المركز الطبي المصري يؤكد حرص مصر على علاقاتها مع اوغندا، كما أن مصر تراكمت لديها خبرات عديدة خاصة في آخر 7 سنوات مما تدعوا الدول الأفريقية للتشارك مع مصر والاستفادة من خبراتها، ولا ننسي دعم ودور مصر في تقديم مبادرة علاج المليون أفريقي من فيروس سي.
وأكد دور مصر سواء في إطار ثنائي أو متعدد الأطراف بتوفر خبراتها في المجال الصحي، خصوصا أن مصر أتخذت الكثير من المبادرات في المجال الصحي خصوصا في السنوات 7 الأخيرة، مما هو محط أهتمام من الدول الأفريقية وغيرها، وبالتالي فأن زيارة وزيرة الصحة هي زيارة في محلها ومطلوبة ولا شك أنها تعزز العلاقات بين مصر وأوغندا.
واستطرد أن هناك قدر كبير من قبل السلطات الأوغندية بدور مصر الريادي هناك، كما أن الزيارة ترسل إلى الدول الأفريقية الأخرى الطامحة في أن مصر تنشئ مراكز طبية لديها، وبالفعل مصر أنشئت الفترة الماضية أكثر من مركز طبي في عدة دول أفريقية، وأوغندا هي إضافة للمراكز الطبية المصرية في القارة الأفريقية.
واختتم أن هذا بدورة يؤثر على صورة مصر سواء على المستوي الأفريقي و الدولي، ويشهد للرئيس السيسي أنه يغطي إحتياجات الدول الأفريقية التي يري أنها بحاجة إليها دون أن تطلب هذه الدول.
دور مصر الإيجابي في أوغندا وأفريقيا
ومن جانبه، قال السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مصر مؤخرا قامت بدور إيجابي وبناء وريادي فيما المجال الطبي مع القارة الأفريقية خصوصا منذ بدء جائحة كورونا، وهذا من خلال دور مصر النشط سواء الأقليمي أو الدولي بتوفير التمويل اللازم لتوفير اللقاحات وتوزيعها بشكل عادل داخل القارة السمراء.
وأوضح حليمة، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، كل هذا من خلال حضور مصر للمؤتمرات الإقليمية أو الدولية وتناولها سبل تحدي هذه الجائحة وتوفير اللقاحات بشكل عادل، بالأضافة لدور مصر على مستوي القارة الأفريقية نفسها فيما يتعلق بإنتاج اللقاحات في مصر لتوفيرها في القارها وإمكانية القاره نفسها في إنتاج هذه اللقاحات.
وأضاف هذا بالإضافة إلى تحديث مصر للنظم الصحية وبناء القدرات وتأهيل الكوادرفي الدول الأفريقية، وأيضا فيما يتعلق المساعدة مع المنظمات أو الهيئات الصحية الأقليمية المعنية بمكافحة الأوبئة والأمراض، وهذا يوضح دور مصر الريادي سواء علي الجانب الثنائي بين مصر وأوغندا أو على المستوي الأفريقي.
وأشار إلى أن إنشاء المراكز الصحية وخاصة في أوغندا التي يتنامي دور مصر فيها في المجال الطبي تحديدا بشكل كبير جدا، سوا بإنشاء مراكز صحية أو ايضا فيما يتعلق بتوفير المساعدات الطبية خلال الطوارئ، فهذا كله بدوره أن يعزز العلاقات المصرية مع أوغندا خاصة كونها إحدي دول حوض النيل.
وأكد على أن هناك ملف المياه المهم جدا خاصة فيما يتعلق بمكافحة الأمراض المستوطنة المرتبطة بهذا الملف.