يختلف الزمان وتتغير ملامح التاريخ والعصرلكن تظل ملامح التقاليد والعادات الشعبية ثابتة كما هي في مصر، ومع الاحتفالات السنوية بذكري مولد الحبيب المصطفي تزين الشوارع والميادين بالأنوار، وتظهر حلوي زمان العروسة والحصان فهم يمثلان أبطال الاحتفال، وهي عاده قديمة حرص عليها المصريين دون غيرهم من الشعوب الإسلامية، ويمر الوقت والزمان وتظل طقوس احتفال المولد النبوي محفورة داخل قلوب المصريين وتورث من جيل لجيل.

كما ترتبط ذكري المولد الشريف بفلسفة خاصة عند المصريين الذين كانوا يتصدقون بإعطاء الحلوي للمساكين في ذكري المولد النبوي، وتظل ذكري مولد النبي الشريف درة الاحتفالات الدينية على الإطلاق فجميع أهل مصر يحتفلون بها احتفالا كبيرا بإحياء الشعائر الإسلامية وتناول الحلوي، وكأن هناك علاقة وثيقة في نظر المصريين ليخلطوا الوقار المتمثل في ذكري الحبيب بطعم وجمال الحلوي واعتباره أجمل الاحتفالات على الإطلاق.

أصل حلوي المولد

بدأت معرفة المصريين بحلوي المولد في عام 973 هجريا في عهد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله، حيث كانت تصنع الحلوي ويتم توزيعها مع الصدقات، فمنذ ذلك التاريخ لاتزال العادة قائمة يتوارثها الأجيال وأصبحت جزءا من التراث المصري.

وتشير روايات الأثر إلى أن أحد خلفاء الدولة الفاطمية، فكر أن يشجع جنوده بتزويجهم من عرائس جميلة وذلك مكافأة لهم على انتصاراتهم، حتى أصبحت عادة في كل عام أن يقوم ديوان الحلوى التابع للخليفة بصناعة عرائس جميلة من الحلوى، لتقديمها كهدايا إلى القادة المنتصرين وإلى عامة الشعب والأطفال. 

وقدم نابليون بونابارت على رأس الحملة الفرنسية إلى مصر كانت الظروف الاقتصادية والسياسية في مصر تحول دون الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وأحب نابليون أن يتودد إلى المصريين ويعيد الى الشوارع بهجتها في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ويستعطف الشعب المصري الذي ثار عليه بعد تجاوزه في حق معتقداتهم الدينية واقتحامه للجامع الأزهر، مما جعله يلجأ لحيلة حلاوة المولد.

واستدعى نابليون الشيخ البكري نقيب الأشراف وأعطاه مبلغا من المال وطلب منه أن يصنع حلوي المولد النبوي ويوزعها على المصريين وأن يعيد للشوارع بهجته بالاحتفال بالمولد النبوي الشريف.

سر عروسة المولد

 ويذكر البعض أن عروسة المولد ظهرت خلال عهد الحاكم بأمر الله الذي كان يحب إحدي زوجاتة، فأمر بخروجها معه في يوم المولد النبوي وأصطحبها معة على حصانة وظهرت في الموكب بثوب أبيض ناصع البياض ويزين رأسها تاج من الياسمين، فقام صناع الحلوي برسم صورة الأميرة في قالب الحلوي بينما قام اخرون برسم الحاكم بأمر الله وهو يعتلي حصانه وصنعوة من الحلوي، ومن هنا جاءت فكرة العروسة والحصان.

وتوالت الاعوام وظلت العروسة والحصان أساس حلوي المولد مع إضافة أنواع اخري من الحلوي مثل الفولية والحمصية والسمسمية والملبن وغيرها من أصناف الحلوي التي ابتكرها المصرييون، وتخصص الشوادر والمعارض لعرض حلوي المولد التي تنوعت أشكالها الهندسية مابين المستدير والمربع وغيرها.