شهدت القمة الثلاثية اليوم بين مصر وقبرص واليونان توقع عدة اتفاقيات للتعاون المشترك، ومنها توقيع اتفاقية الربط الكهربائي بين الدول الثلاث، وهي خطوة كانت مرتقبة في إطار العلاقات المتميزة التي تجمع بين الدول الثلاثة خلال السنوات الماضية والتي شهدت تعاونا في عدة مجالات على رأسها الطاقة.
وقال الرئيس السيسي، خلال كلمته في مؤتمر صحفي بحضور رئيس الوزراء اليوناني والرئيس القبرصي عقب القمة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص، إن وهو ما يعد خطوة تمهيدية تقربنا من الهدف المشترك الذي تطمح إليه دولنا الثلاث، ألا وهو الربط الكهربائي مستقبلًا مع بقية أرجاء القارة الأوروبية، مؤكدا أن التعاون بين البلدان الثلاثة يشهد تطورًا على كافة الأصعدة.
وأشار إلى أن ما تم من توقيع على اتفاقيات في مجال الطاقة خطوة في مساعي الدولة المصرية لتوريد الغاز المسال لباقي دول وسط أوروبا وغرب البلقان تنفيذا منتدى غاز شرق المتوسط، مضيفا أن هناك تطور نوعي في التعاون بين مصر واليونان وقبرص وتمثل في التوقيع على اتفاقية الربط الكهربائي وذلك استكمالا لما تم من تعاون ثنائي بين مصر والبلدين.
اتفاق إطاري بين مصر وقبرص
وفي وقت سابق، وتحديدا في مايو 2019 شهد الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، مراسم توقيع اتفاق تعاون إطاري بشأن الربط الكهربائي بين مصر وقبرص واليونان عبر جزيرة كريت، لتبادل الطاقة الكهربائية على الجهد العالي ذي التيار المستمر 2000 ميجاوات و 500 ± كيلو فولت.
وذلك بين الشركة المصرية لنقل الكهرباء ، ووقعت عنها المهندسة صباح مشالي، رئيس مجلس إدارة الشركة، وشركة اليورو أفريقيا Interconnector القبرصية، ووقع عنها Nasos Ktorides، المدير التنفيذي للشركة، وذلك بحضور الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس أسامة عسران، نائب الوزير، وسفير قبرص بالقاهرة.
وجاء هذا الاتفاق الاطارى تأكيدا لرؤية الرئيس عبد الفتاح السيسى، وتفعيلا لسياسة الحكومة التى تهدف لترسيخ دور مصر كمركز إقليمى للطاقة فى منطقة شرق المتوسط، فى ضوء ما تملكه من إمكانيات فى هذا الصدد، وتعزيز أواصر الصداقة بين مصر وقبرص، وفى إطار الاهتمام الذي يوليه قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة لمشروعات الربط الكهربائى.
الربط الكهربائي بين مصر واليونان
والخميس الماضي، وقع الوفد المصري برئاسة الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة ونظيره وزير الطاقة اليوناني كوستاس سكريكاس مذكرة تفاهم بخصوص المشروع في مراسم في أثينا الخميس الماضي بشأن مشروع الربط الكهربائي بين الدولتين.
ويعد الربط الكهربائي بين مصر وقبرص واليونان تمهيد لمد كابل تحت سطح البحر ينقل الكهرباء المولدة من الطاقة المتجددة في شمال أفريقيا إلى أوروبا، هو الأول من نوعه في البحر المتوسط، حيث سيسهم هذا المشروع في إنشاء شبكة ربط قوية بشرق المتوسط لتحسين أمن واعتمادية الأمداد بالطاقة، وكذلك المساعدة عند حدوث الأعطال والانقطاعات والحالات الطارئة على شبكات النقل ورفع درجة تأمين الإمدادات الكهربائية، وتحفيز التعاون الاقليمي والسلام والرخاء.
إلى جانب ذلك سيسهم ذلك الربط في تعزيز المزيد من التطوير وزيادة مشاركة الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة فى مشروعات الربط الكهربائى وفي مزيج الكهرباء على كل من المستوى الوطني والإقليمي، كما سيعمل الربط الكهربائى بين شمال وجنوب المتوسط سوف يعمل على استيعاب الطاقات الضخمة التى سيتم توليدها من الطاقة النظيفة التى تزخر بها القارة الإفريقية
وفي وقت سابق، أكدت وزارة الكهرباء أن المشروع يمثل جزءا مهما من العلاقات والتعاون الاستراتيجي الحالي بين مصر واليونان والذي يُعجل من تطوير ممر الطاقة من خلال زيادة إمدادات الطاقة الكهربائية لكل من البلدين، مع تحقيق التوازن في الطلب على الطاقة، وتحفيز الاستجابة للتحديات الخاصة بتغيير المناخ وتقليل الانبعاثات والذي يساعد بدوره في الحفاظ على البيئة وحمايتها باستخدام كل مصادر الطاقة المتاحة، وخاصة الاستفادة من الطاقات المتجددة، كما يعتبر المشروع خطوة مهمة للأمام لتحقيق التوافق المطلوب لدعم تكامل الطاقة المتجددة في شبكات الطاقة للدولتين.