الخميس 9 مايو 2024

خبير: مشروع الربط الكهربائي مع قبرص واليونان يجعل مصر في صدارة قطاع الطاقة العالمي

دكتور علي عبد النبي

تحقيقات19-10-2021 | 21:26

مؤمن سيد

قال الدكتور علي عبد النبي نائب رئيس المحطات النووية سابقا، إن مشروع الربط الكهربائي مع قبرص واليونان خطوة أولى في استراتيجية مصر لتحقيق الربط الكهربائي بين القارات الثلاثة، حيث أن هذا المشروع هو حجر الأساس للربط مع أوروبا.

وأضاف أن شبكة كهرباء أوروبا واحدة من أضخم شبكات العالم، وأن الربط الكهربائي بين مصر وأوروبا دليل واضح على الثقة في شبكة مصر الكهربائية، لأن أوروبا لن توافق على الربط مع دولة ضعيفة أبدا.

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته أثناء مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس قبرص، ورئيس الوزراء اليوناني على هامش القمة الثلاثية، المنعقدة بأثينا، إن هناك تطور نوعي في التعاون بين مصر واليونان وقبرص وتمثل في التوقيع على اتفاقية الربط الكهربائي وذلك استكمالا لما تم من تعاون ثنائي بين مصر والبلدين.

وأوضح  عبد النبي في حوار مع «دار الهلال»، إن حدث أي اضطراب في شبكة الكهرباء المصرية تنتقل هذه الاضطرابات إلى شبكة أوروبا أيضا، وقد يؤدي إلى توقف الشبكة تماما، وبالتالي إن شبكة أوروبا بكل ما تحتويه من قوة تكون حذرة في الربط مع أي دولة خارجية، وهذا يدل على قوة شبكة الكهرباء المصرية الحالية، وهذا يدل على أن أوروبا تثق وتطمئن إلى قطاع الكهرباء المصري، وأنه من أفضل القطاعات في العالم.

وأشار إلى أن العائد الرئيسي من المشروع هو تأمين الطاقة لكلا الجانبين، فأمن الطاقة يعني أن في حالة احتياج مصر إلى طاقة يمكن لدول أوروبا أن تصدرها لنا، وكذلك إذا احتاجت إحدى دول أوروبا طاقة تستطيع مصر أن تصدر لها، فأمن الطاقة هو الهدف الأهم لكلا الجانبين.

وأضاف أن هذه الاتفاقية ستساعد مصر في الوصول إلى طاقة نظيفة، وتحقيق مبدأ صفر كربون، حيث أن في حالة الحاجة إلى المزيد من الطاقة لن يكون هناك حاجة إلى إنشاء محطات طاقة جديدة تعمل بالفحم أو البترول، كما ستستطيع مصر تقليل اعتمادها على محطات الطاقة التي تعمل بالغاز، فإن اتفاقية الربط الكهربي تعوضك عن إنشاء محطات جديدة.

وتابع: إن إنشاء محطة جديدة للطاقة مكلف من عدة جوانب، أولا ستكلفك المحطة ثمن إنشاءها، وغير ذلك ستكلفك مزيدا من الكربون، وإن طن الكربون يكلف 6 دولار، وإن اتفاقية باريس في عام 2015م تهدف إلى أن يكون العالم في عام 2050م خالي من الكربون، ولتحقيق هذه الاتفاقية يتطلب أن نقلل من الاعتماد على الفحم والغاز والبترول، وهذا يعني أن نزيد من اعتمادنا على الطاقة النظيفة، بالإضافة إلى اعتمادنا على إنتاجنا من الطاقة النظيفة من محطات الطاقة الشمسية والرياح والطاقة النووية.

وقال الدكتور علي عبد النبي إن لمشروعات الربط الكهربي مع قارات العالم وخصوصا مع أوروبا فوائد عديدة، ويعد أمن الطاقة هو الأولوية والعائد الأكبر من الربط الكهربي، وبعد أمن الطاقة يأتي تحقيق بيئة نظيفة وتقليل الكربون بالبيئة، وثالثا تنافس الأسعار بين الدول لتصدير الكهرباء للدول المحتاجة.

وأشار إلى أن نجاح مصر في مشروعات الربط الكهربائي سيكون له أثر كبير على مكانتها وثقلها الدولي، فمصر تقوم بالربط الكهربائي مع أوروبا من خلال قبرص، والربط مع آسيا من خلال الربط الكهربائي مع السعودية، وكذلك تقوم بالربط الكهربائي مع أفريقيا من خلال السودان، وهذا يعني أن مصر تستغل موقعها الجغرافي في قلب العالم، مما يجعل مصر دولة متحكمة في الطاقة في العالم.

وأضاف أن هذا يعني أن مصر تستطيع إنشاء بورصة للطاقة، وهذا سيؤثر على وزن مصر السياسي بشكل كبير جدا، لأن الطاقة تلعب دورا خطيرا في السياسة، وستكون مصر المسيطرة على الجزء الأكبر من حركة الطاقة في العالم.

Egypt Air