قال الدكتور يسري عبدالله الناقد الأدبي، إن ديوان "شبيه المسيح يشعل حربا باردة" للشاعر جورج ضرغام، يوظف آلية الجمل المفتاحية التي يتعزز حضورها في النص، وتبني عليها المقاطع الشعرية وتأخذ صيغا مختلفة في كل مرة.

 

وأضاف خلال الندوة النقدية المنعقدة بمقر منتدى المستقبل للفكر والإبداع، في مكتبة خالد محيي الدين بحزب التجمع الوطني،  لمناقشة الديوان أن الشاعر يستأنف الحكي الشعري بعدها من قبيل الجملة الشعرية (وكنت أكتب كعادة الشعراء السيئة عند الفجر).

 

وأضاف: تحضر الإيروتيكا في النص بوصفها رغبة عارمة في البوح وأداة أخرى في معاينة العالم، مشيرا إلى أن جملة «أنا شبيه المسيح» تتكرر  في مواضع متعددة في الديوان وهي جملة مركزية يبني عليها الشاعر ديوانه، والبنية الجدلية في الديوان هي ذات شعرية، والديوان هنا يضع قدما في التاريخ وأخرى في الحاضر، والديوان به الكثير من الأوزان، وفي مقاطع شعرية أخرى نرى الصيغة تأخذ شكلاً أسلوبيا تستخدم فيه كاف الخطاب.

 

وتابع: الارتجالات الموجودة في الديوان تدفعنا إلي التنقل في العصور والبلاد المختلفة مثل الأندلس وغيرها، ونجد في نهاية الديوان هوامش شارحة لما جاء في الديوان من طقوس كنائسية أو غيرها، ومن الآليات المهمة في الديوان هنا" الصراع الدرامي" والذي يمثل إحدى بنياته المركزية.

ويناقش الديوان الكاتب والناقد الدكتور يسري عبد الله، والشاعر والناقد عاطف عبدالعزيز، ويدير الندوة الشاعر والقاص أمل سالم، وبدأت الندوة بإلقاء الشاعر جورج ضرغام لبعض النصوص من ديوانه.

وقد صدر ديوان "شبيه المسيح يشعل حربا باردة" حديثا عن دار "الأدهم" بالقاهرة، وهو يعد الديوان الثاني للشاعر جورج ضرغام بعد ديوانه "هستيريا شتاء قاهري".

والديوان عبارة عن قصيدة طويلة، سلك "ضرغام" فيها مسلك الملحمية الشعرية بتعدد الأغراض والرؤى والأساليب الشعرية المتنوعة، والتراوح ما بين الذاتية والتاريخ واللاهوت، ويقع الديوان في حوالي 150 صفحة.

ومن أجواء الديوان نقرأ: لم أغرق في عتمة الكتب، فتحت سفري لأقرأ فنجان عيني

وكنت أعمي..أفسر نبؤات خبزي٬ حين ينفجر الحمام

دقيقًا معجونًا بشهوة المطر.

سأكتب أني مجرد نبي كذاب كان يقول الشعر

حين يتعطل الوحي.

وأكتب أن الملائكة أيضًا يكتبون الشعر

حين يتوقف الوحي٬ كي لا يصبحوا عاطلين عن العمل:

السحاب ورق أبيض.. والمطر حبر مسكوب.

وكنت أعمي..

 

ويعد منتدى المستقبل للفكر والإبداع إحدى اهم الحلقات النقدية في الثقافة المصرية والعربية، وتعضيد الثقافة الوطنية.

ويطمح المنتدى كما جاء في بيانه التأسيسي"إلى أن يكون أعلى تمثيلات الموضوعية عبر إعادة الاعتبار لمفهوم القيمة من خلال تقديم النماذج الإبداعية المعبرة عن القيم الطليعية المتجددة".

وتعقد الندوة في مكتبة خالد محيي الدين بحزب التجمع الوطني، الدور الثاني، 2 شارع كريم الدولة متفرع من ميدان طلعت حرب، وسط البلد، مع التنبيه على الالتزام باتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية.